حتى اذا ضاقت بلادُ (الحرمِ)= بكلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمِ هاجر بعضُ الصحبِ (للنجاشي)= ميمّمين وجهةَ (الاحباشِ) يقودُهم (جعفرٌ الطيارُ)= البطلُ المجاهدُ المغوارُ اذ لاحقتهم زمرةُ المعاصي= يقدمهم من مكة (ابنُ العاصِ) يريدُ ان يخادع النصارى= من اجل ان يرجعَ بالأُسارى لكن موقفاً (لجعفرِ) الأبيّ= قد انقذ الثلةَ من صحب النبيّ ورابطت بقيةٌ مجاهده= ظلّت على كفر قريش شاهده تحتضنُ الرسولَ في اخلاصِ= تطمعُ بالنجاةِ والخلاصِ فحدثت حادثة (الاسراءِ)= اذ عرجَ الرسولُ للسماءِ من مكة أسرى لبيت (المقدسِ)= اسرى بغير ناقةٍ او فرسِ (بُراقهُ) تحملهُ الى العُلى= معجزةً منه ليؤمنَ الملا فكذبوه حسداً وجهلا= وقد سما قولاً به وفعلا وهكذا ظل يؤدّي دوره= حتى أراد الله منه الهجره فهاجر النبيُّ نحو (الطائفِ)= يتبعه (زيدٌ) بقلب خائفِ لكن اهلها أبوا ان يسمعوا= قولاً وان يعترفوا أو يخشعوا وامتدت الدعوةُ نحو (يثربِ)= فصافحت اكفُها كفَّ النبيّ وبايعته ثلة مقرَّبه= في موسوم الحجيج عند (العَقَبه) فأرسل النبيُّ فيهم (مصعبا)= معلماً وواعظاً .. مؤدبا وهو فتىً من اسرةٍ منعّمه= معروفةٍ في (مكة المكرّمه) فوطئوا للدعوةِ المجيده= في بقعة صالحة جديده فأصبحت مهاجرَ النبيِّ= ومهبطاً للكلمِ العليِّ من بعد ان ضاق عليه الموطنُ= وحاصرتُهُ (مكةٌ) والمحنُ (1)