إلى أين تبحر هذي النفوس= ويرحل هذا السحاب الندي تنقّل عبر رفيف الظنون= وأومأ كفّيه للموعد تنقّل عبر صحارى الضياع= تلوح علی دربه الأسود وشقّ المتاهة عبر الحياة= يلملم ظلّ المنى الشرد وأحلامه خلف كون الضباب= تطِلّ كإشراقة الفرقد وجنّ المدى برياح العذاب= تسرّب في وحشة المشهد هنا التَهَم الركب ليل الشقاء= وأمحل فيه ظلام الغد ولمّا تثاءب جمر الجنون= وماتت بقاياه في الموقد هنا .. وقف الركب بعد الصراع= وأومأ كفّيه للموعد وخطّ على شرفات الزمان= حروفا يقيم بها المهتدي أتسأل عن ذكريات الرسول= وكيف تحدّى جبال المحال وثورته في لهيب المخاض= تعال لنحيى بتلك الليال هنالك من هبّ رغم التساؤل= ينداح في نظرات الرجال هنالك من هبّ في وعيه= يخوض الرياح ويطوي الجبال ليمتدّ ظلّ شعاع الهدى= ويفرش بالعطر تلك الرمال وعند ارتعاشة ليل السكون= يقوم على همسات الخيال يُحدّق في قسمات السماء= ويمتدّ من راحتيه ابتهال وجود يذوب بدفء الهدى= وقلب يهيم بتلك الظلال تعال لنسأل عنه الفتوح= تحدّى سيوف العدى والنبال يدور مع الحقّ أنّی يدور= « علي » وللحقّ أغلى منال ولكنّ خلف قلوب الرجال= تعيش بقايا عصور الشقاء فهبت لتوقظ فيها الجذور= وتمتصَّ لعنتها ما تشاء وللشرّ ألف جحيم يشبّ= إذا جبنت في العروق الدماء إذا الوعي تصمت أنفاسه= إذا الاُفق يغلق عنه الضياء بني الدين ، فالجيل في غفوةٍ= تُخدّره زعقات الغباء وقد آن للجيل أن يستفيق= ويصرخ في الكون إنّا ظماء فملؤ الحياة ضبابٌ ثقيلٌ= ويبحث بين الضباب الشفاء وفي كل أرضٍ تشب الشرور= لتقذف أجيالها للفناء بني الدين .. لا الحلم عبر الشعور= ولا الحرف يحمل صوت الرجاء لنعمل .. كفّ تبيد الشرور= وكفّ تعبّد درب السماء