ثَـــــاوٍ وَنَــافُــورَةُ الأَيْــتَــامِ
تَــرْتَـفِـعُ مِـنْ قَـلْبِهِ حَـيْثُ سَـهْمُ الـمَاءِ
مُـنْزَرِعُ
وَيَـجْـلِسُ الـنَّهْرُ فِـي مِـحْرابِ
أضْـلُعِه كَـالـرَّاهِـبِ الـكَـهْلِ إِذْ يـنـتَابُهُ
الـوَجَـعُ
يَـسْـتَغْفِرُ الـنَّـحْرَ .. تَـبْكِي ضِـفَّةٌ
ألَـمَاً وَضِــفَّـةٌ مِـــنْ دِمَــاءِ الـنَّـحْرِ
تَـمْـتَقِعُ
وَالـرَّيحُ تَـمشِي عَـلَى عُـكَّازِ
حَـسْرَتِها مَـحْـنِيَّةَ الـرُّوحِ.. مَـسْعورٌ بِـهَا
الـجَزَعُ
نَـحْـوَ الـسَّـلِيبِ كَــأَنَّ الـحُزْنَ
رافَـقَها لِـيَـلْـتَقِي مَــنْ بِــهِ الأَوْطــانُ
تَـجْـتَمِعُ
مُـمَـزَّقَاً كـانَ .. تَـطْفُو فَـوْقَ
مَـنْحَرِهِ شَـوَاطِـئُ الـبَـوْحِ والأزْمــانُ
تَـسْتَمِعُ:
أَنَــا الــذَّي أَثَّـثَـتْ طَـعْـنَاتُهُمْ
جَـسَدِي وَغَـادَرُونـي عَـلَـى الـرَّمضاءِ
أَضـطَجِعُ
أَنَـا الـذَّي قَـطَّعُونِي فـي الهَوَى
قِطَعَاً إلا امــتِـدَادِيَ نَـحْـوَ اللهِ مــا
قَـطَـعُوا
فِـي كَـرْبَلاءَ أَضَـاءَ الـمَجْدُ شَـمْعَتَهُ
ال أُولَــى فَـظَـلَّتْ عَـلَـى الـتَّارِيخِ
تَـلْتَمِعُ
كَـغَـيْـمَـةٍ حَـبُـلَـتْ بـالـضَّـوءِ
فَـاجـأَهـا طَـلْقُ الـحَضَارَاتِ.. كَـانَتْ تِلْكُمُ
البُقعُ
أَنْـهَـيْتَ لـلـحَقِّ فِــي الـدُّنـيَا
مَـجَاعَتَهُ وأنــتَ آخِــرُ مَــنْ يُـعْـنَى بِــهِ
الـشَّبَعُ
يَـــدَاكَ تُـبْـحُـرُ فِـــي الأَرْواحِ
بَـاحِـثَـةً عَـنْ فِـكْرَةٍ ضَـمَّها فِـي صَـدْرِهِ
الـهَلَعُ
فَـتَـغْسِلُ الـخَـوْفَ عَــنْ أَجْـفانِها
وَإِذا مـــرَّتْ بِـضِـيقٍ فَــذَا مَـعْـناكَ
يـتَّـسِعُ
يَــا كَـاتِـبَ الـحُـبِّ فِــي قُـرآنِهِ
وَطَـنَاً مِـــنْ قَـلْـبِـه أَنْــهُـرُ الـتَّـرْتِـيلِ
تُـقـتلَعُ
لَــكَ الـدُّموعُ تَـحُثُّ الـخَطْوَ .. إنَّ
بِـها مُـلُـوحَةَ الـشَّـوقِ أَصْــلٌ مَـا بِـه
بِـدَعُ
زَحْـفاً إِلـيْكَ عَـلَى الأَحْلامِ تَقْصِدُكَ
ال عُـشَّاقُ والـمَوْتُ يَـا مَـوْلايَ
مُـصْطَنَعُ
هُـمُ الـخُلُودُ عَـلَى رِجْـلَيْنِ مِـنْ
شغَفٍ يَـعْدُو إِذَا فِي هَوَى طْوِيْرِيْجِ قَدْ
هُرِعُوا
كَـأَنَّـنِـي بِـــكَ يَــا مَــوْلايَ فِــي
أَلَــمٍ عَـلَـى الـهَجِيرِ وَمِـنْكَ الـقَلْبُ
مُـنْصَدِعُ
تَــقُـولُ: لا تُـسْـتُرُونِي إنَّ لِــي
كَـفَـنًا مِـنْ دَمْـعِ أُمِّـيْ عَـلَى الأعْـضَاءِ
يَنْخَلِعُ
ولا تَــرُشُّــوا بِــمَــاءٍ وَجْـــهَ
أَتْـرِبَـتِـي فَـلَسْتُ أَنْـسَى رَضِـيعِيْ وَهْـوَ
يَنْصَرِعُ
ظَــامٍ عَـلَـى أَذْرُعِــيْ أَقْـبَـلْتُ أَحْـمِلُهُ وَقَـلْـبُـهُ فِــيْ انْـتِـظَارِ الـمَـاءِ
مُـنْـدَلِعُ
حَـتَّى أَتَـى الـسَّهمُ مَـجْنُونَاً فَقُلْتُ
لَهُ: لا تَـقْتُلِ الـطِّفْلَ.. إنَّ الـحُزْنَ لا
يَسَعُ!
لا تَـغْـسِلُوا جَـسَـدِي إنِّـيْ أَرَى
شَـمِرًا بِـسَـوْطِهِ جَــاءَ أَطْـفَـالِيْ إذا
جَـزعُـوا
لا تَـحْـمِلُونِي عَـلَى نَـعْشٍ وَبِـنْتُ
أَبِـي فَــوْقَ الـنِّـيَاقِ عَـلَـى الأَحْـبَابِ تَـفْتَجِعُ
وعـيـنُهَا كُـلَّـمَا حَـنَّـتْ إلَــى
جَـسَـدِي أَكْــمَــامُ نَـظْـرَاتِـها بِـالـزَّجْـرِ
تُـنْـتَـزَعُ
يَا سَّيدِيْ لَمْ يَعُدْ فِي الأرْضِ مِنْ
وَطَنٍ فَـالوَقْتُ ذِئْـبٌ مُـخِيفٌ وَالـمَدَى
سَـبُعُ
تَـجْـتَاحُنِي غُـرْبَـةٌ رَعْـنَاءُ .. بِـيْ
زَمَـنٌ رَصَــاصُ خَـيْـبَاتِهِ فِــيْ الـقَلْبِ
يَـنْدَفِعُ
ظِــلِّـيْ بَـقِـيَّةُ أَوْطـانِـيْ سَـكَـنْتُ
بِــهِ فَـطَـارَدَتْـنِيْ عَــلَـىْ أَبْــوَابِـهِ
الــخِـدَعُ
جِـرَاحُـنَـا يَـــا أَبَـــيَّ الـضَّـيْـمِ
لاجِـئَـةٌ لَـدَيْكَ مِـمَّنْ بِـذَبْحِ الـفَجْرِ قَـدْ
شَرَعُوا
لَأنـــتَ بِـئْـرُ إِبَــاءٍ فَــاضَ فِــي
أَلَــقٍ ودَلْــوُهُ فِــي قُـلُـوْبِ الـنَّـاسِ
يَـرْتَـفِعُ
فَـتِـلْكَ تُـونُـسُ بَـالأَحْـرَارِ قَــدْ
عُـتقَتْ مِنْ سَطْوَةِ الظُّلْمِ ذَاكَ الأحْدَبُ البَشِعُ
وَمِـصْـرُ تَـخْـرُجُ مِــنْ جُـبٍّ
يُـحَاصِرُها لِـتَـرْتَقِي حَـيْـثُ سَـفْـكُ الـحُلْمِ
يَـمْتَنِعُ
يَـــا أَيُّــهَـا الـمَـدُّ والـطُّـوفانُ
تَـحْـمِلُهُ يَــدُ الـغُـيُوبِ عَـظِـيمَاً لَـيْـسَ
يَـرْتَـدِعُ
مُــضَــرَّجٌ بِــدِمـاءِ الــرَّفْـضِ
عَـالَـمُـنَا والـثَّـائِرُونَ ثِـيَـابَ الـبُؤْسِ قَـدْ
نَـزَعُوا
وَحِـيْـنَ يَـقْـضُونَ دُونَ الـحَـقِّ
نَـحْبَهُمُ تَـرَاهُمُ فِـيْ غَـرَامِ الـمَجْدِ قَـدْ
وَقَـعُوا
| تَـرَاهُمُ فِـيْ غَـرَامِ الـمَجْدِ قَـدْ وَقَـعُوا |