ارسمِ الآهاتِ يومَ الأربعين = لوحةَ النصرِ لثاراتِ الحسين واهملِ الدّمعَ بتعفيرِ الجبين = هكذا يفعلُ كلُّ العاشقين وتذكّرْ كربلا حينًا وحين = فمصابُ السبطِ في كلِّ السنين هوَ في القلبِ ترانيمُ الصّدى = شيعتي فوقَ الثّرى دونَ مُعين قالَها والعزُّ يحكي بعدَهُ = إنّما جِئتَ بنهجِ الصالحين إنما الإسلامُ فينا قدْ رقى = رحمةً يبقى لكلِّ العالمين لا تسلْني عنْ رزاياهُمْ فَهُمْ = حيرةً أضحَوا بأرضٍ عاثرين لا تسلْني عندَما عادَ الشَّباب = بسهامٍ وجراحٍ وأنين عادَ للأمِّ المدمّى صدرُها = إذ غدا للموتِ بينَ الثائرين كيفَ ما ساقي عطاشلا كربلا = قد قضى نحبَهُ قُربَ الضفّتين قد مضى والماءُ يهوي قلبُهُ = وتهاوتْ منهُ قطراتِ اليدين ريثَما كانَتْ صغارٌ ها هُنا = تتلظّى في انتظارِ القربتين لست أدري أيُّ ذنبٍ للرضيع = فلهيبُ الشمس بين الوجنتين صوتُهُ الرقراقُ يبكي عطشاً = قد سَقَوْهُ من دماءِ الودجين وحَرِيٌّ أنْ تراني واقفًا = عندَما أذكرُ أوجاعَ الحسين أمسحُ الآلامَ همسًا بعدَما = أمسحُ الدمعَ بكلتا الراحتين قد علا فوقَ الرماحِ رأسُهُ = وعلاماتُ السّما بالمقلتين جسمُهُ المُردَى صريعًا في العَرَى = آيةٌ تروي حديثَ الثقلين وتأملْ زينبًا عندَ الخيام = تجمعُ الأطفالَ والنارُ قرين قد تَجلّى صبرُها إذْ مثَّلَتْ = هولَ أيوبَ وكلِّ الصابرين إنها الحوراءُ تبني قيماً = وصروحًا قدَّسَتْ للعابدين إنهم منهجُ عزٍّ لأولي = الدينِ والألبابِ فالآلُ سفين ارفعِ الكفَّ وزُرْهُمْ راثياً = وتذكّرْ نورَهُمْ مقرورَ عين ارفعِ الآهاتِ في تحرُّرٍ = واهتفِ: النصرُ لثاراتِ الحسين