أطلقتُ أشواقي فجاشَ خياليا = وتركتُ أفكاري تَحَلِّقُ عاليا خجلاً على الأعتابِ تخفضُ تارةً = رأساً وأخرى لا تَرقُّ لحاليا أستلهم التاريخَ أطلبُ ذكرَكُْم = لكنها دوماً تَطيشُ نباليا فأعودُ للذكرى أقلّبُ ما بها = فأرى نجوماً قد علَْت بسمائيا وأراقبُ الأفُقَ البعيدَ مُحَدِّقاً = فتثورُ أسئلةٌ تَهيجُ خياليا أينَ النجومُ من الحسينِ إذا اعتلى = الرأسُ الشريفُ على الأسِنّةِ عاليا نورُ النبوّةِ شَعَّ من قَسَماتِهِ = وجلالُهُ فاقَ الجمالَ تساميا لتوسَّدَتْ بعدَ العلوِّ ترابَها = وتسربلَ الإشراقُ ثوباً باليا لو تُدركُ الأفلاكُ أنَّ علوَّها = يغدو إذا بزغَ الحسينُ بواديا لتخيرَتْ من تحتِ أطباقِ الثرى = ستراً لها إنْ لاحَ لبساً كاسيا ولأدبرَتْ شمسُ النهارِ بنورِها = وتحوّلَ الإصباحُ ليلاً داجيا ليثُ الحروبِ إذا استشاطَ ضَرامُها = في البأسِ خواضُ المعاركِ حاميا من يا ترى أرثي ومن أنا مادحٌ = والمدحُ والإطراءُ فيه تباريا لو كانتِ الأشجارُ أقلاماً لهُ = والبحرُ والأنهارُ مداً جاريا والجنُّ والإنسانُ كُتّاباً لما = كان المِدادُ إلى الفضائلِ حاصيا ياسيدَ الجناتِ فضلُكَ ساطعٌ = يكفيكَ فخراً كانَ جدُّكَ هاديا وأبوكَ حيدرةً، وأمُّكَ فاطماً = وأخوكَ من أضحى إماماً زاكيا قالَ الرسولُ مخاطباً كلَّ الورى: = هذا حسينٌ ليسَ عنْكُمْ خافيا إنِّي من السبطِ الحسينِ وإنَّهُ = مني إلى يومِ القيامةِ باقيا فهو السّفينُ إلى النجاةِ فمَنْ بِهِ = رامَ التمسُّكَ في النوائبِ ناجيا وهو السّراجُ إذا الأكفُّ تخبَّطَتْ = وهو الطبيبُ إلى الجروحِ مداويا أوصيكُمُ ما إنْ ذكرتُمْ فضلَنا = من ذِكرِنا صَلُّوا عليَّ وآليا والسبطُ منهُمْ آلُ بيتِ محمدٍ = خيرُ العبادِ وخاتَمٍ للأنبيا عهدٌ عليَّ إلى الحسابِ قطعْتُهُ = أبقى لهم حتى المماتِ مواليا أفديهِمُ أهلي وكلَّ مقربٍ = مني ونفسي والدماءَ وماليا

Testing
عرض القصيدة