ضيّعتُ مطلعَ شعري بينَ أنّاتي = فلتبحثوا عنهُ في المخبوءِ من ذاتي ماذا أحبِّرُ؟ لا أدري .. قد التطمَتْ = كلُّ المعاني وماجَتْ أبجديّاتي فساعةُ الطفّ قد دارَتْ عقاربُها = سيفاً ورمحاً على توقيتِ مأساتي وقفتُ مستسقياً من بئرِ ذاكرتي = فكانَ ملءُ دلائي فيضَ دمعاتي حزناً نبيلاً على مَنْ روحُهُ انتفضَتْ = بقدرِ ما انتفضَتْ روحُ الرسالات مازلتُ أكتبُ / أمحو باضطرابِ دمي = لا تنتهي حربُ أقلامي وممحاتي وكانَ وجهُ سؤالي غائماً قلقاً = من أينَ أبدأُ في سردِ العذابات؟؟ وكلُّ صاعقةٍ في الطفِّ نازلةٍ = تألَّمَ الكونُ من تيّارِها العاتي فما ارتمي الحجرُ الطاغوتُ منتهكاً = إلا تأثّرَ كرسيُّ السماوات والسهمُ حينَ طغى في كفرِهِ نزقاً = شقَّ الزمانَ فأضحى نهرَ آهاتِ والسيفُ حينَ انتشى في غيِّهِ انفصلَتْ = أشعّةُ النورِ عن جسمِ الثريّاتِ وانظرْ إلى الرمحِ في ترحالِهِ سترى = رأسَ الوجودِ بِهِ يطوي المسافاتِ لهفي على الخِنْصِرِ المبتورِ حينَ بدا = نجماً تغرَّبَ عن ذاتِ المجراتِ قد خرَّ سمعي لهذي الحادثاتِ أسًى = بسجدةِ الذكرِ في محرابِ إنصاتي ولو أُتيحَ لقلبي أن يناضلَ في = طفِّ الإباءِ حناناً يا خيالاتي لكانَ قربةَ ماءٍ للظماةِ ندًى = لكنَّ دهريَ سهمٌ شقَّ نبضاتي يا مشهداً بعظيمِ الوجدِ مكتنزاً = مَنْ ذا يراهُ ولم يُخْنَقْ بزفراتِ قد جاءَتِ الصُّحُفُ الأولى معزِّيَةً = قرآنَ ربّي على قدر الملمَّاتِ وفاضَ من مُنْتَهى حزنَيْهِما نَهَراً = دمعُ الكتابينِ: إنجيلٍ وتوراةِ والأنبياءُ بصفِّ الأولياءِ معاً = جاؤوا من الخلدِ من خلفِ الغيوباتِ يبكونَ أفضلَ من ثارَتْ لهُ حمَمٌ = يا وحدةَ الكونِ في طيفِ المواساةِ هنا الحسينُ تجلّى في مخيلتي = روحاً شفافيَّةً بينَ الزجاجاتِ وقد سقَتني حليبَ الطفِّ والدتي = حتّى تربَّيتُ في أتونِ ثورات وكم تهجَّيْتُ أسماءَ الحسينِ على = صدرِ البيوتاتِ في أسمَى الشعاراتِ حتى إذا اختبرتْنِي مغرياتُ دمي = وقفتُهُ كلَّ أيامي وأوقاتي بايعتُهُ العشقَ مذْ شاهدَتْ بوصلتي = تدلُّ قلبي إلى كونِ القداساتِ يمنايَ ترفعُ (لا) حرفينِ من لهبٍ = في وجهِ طاغيةٍ ضدَّ الغواياتِ حسبي ب(هيهات) من عينيَّ أطلقَها = من الحسينِ تعلمتُ اعتراضاتي أحسُّهُ وهجاً في روحِ مدفأتي = وصورةً تتراءى وسْطَ مرآتي هوَ الشكايةُ في صحراءِ مصطرَخي = ونسمةُ الفجرِ في مغنى مناجاتي ما إنْ تطلُّ علينا كربلا شفقاً = إلاّ وتنبئُ بالمستقبلِ الآتي فعندَها من بناتِ الغيبِ سربُ رؤًى = وعلمُها يتسامَى بالنبوءاتِ قالتْ لنا ذاتَ نارٍ في ظهيرتِنا: = إنَّ الحسينَ سيأتي في المساءاتِ فلتفتحُوا لهواهُ ألفَ نافذةٍ = ولتقبسوا من سناهُ نورَ مشكاةِ يأتي يوزِّعُ تقويمَ الجهادِ لنا = متى نثورُ على ريحِ الضلالاتِ فالطفُّ لم تختتمْ .. مازالَ في دمِها = ما لم يقُلْهُ لنا ثغرُ الرواياتِ