لَوْ كَانَ عِنْدِي مِنْ تُرَابِكَ حَفْنَةٌ=مَا عِشْتُ فِي مَنْفَى الضَّيَاعِ بِغُرْبَةِ يَا مَوطِنَ العُشَّاقِ شَاقَنِيَ الهَوَى=لِثَرَىً يَضُمُّ سَلِيلَ بَيتِ نُبُوَّةِ إنِّي بِقُرْبِكَ لَا أَمَلُّ هُنَيهَةً=فَلَقَدْ وَجَدْتُ جِوَارَ قَبْرِكَ جَنَّتِي أَسْتَافُ عِطْرَكَ ثُمَّ أَمْضِي فِيْ=عَوَالِمِكَ الَّتِي تُفْضِي لِأَطْيَبِ سِيرَةِ فَأَرَاكَ فِي لُجَجِ البِّحَارِ سَفِينَةً=وَأَرَاكَ فِي البَيدَاءِ وَاحَةَ رَحْمَةِ وَأَرَاكَ فِي الظُّلُمَاتِ نَجْمًا يَهْتَدِي=بِكَ مَنْ أَرَادَ الفُوزَ يَومَ الحَسْرَةِ وَأَرَاكَ مَحْمُولًا عَلَى الأَكْتَافِ=شَيَّعَكَ الحُسَينُ بِغُصَّةٍ وَبِوَحْشَةِ فَالنَّعْشُ يُرْشَقُ بِالسِّهَامِ كَأَنَّمَا=مَا قَالَ جَدُّكَ فِيكَ أَيَّ وَصِيَّةِ ! بِالسُّمِّ مُتَّ وِبِالسَّهَامِ رُمِيتَ هَلْ=يُزْرَى بِعَينِي إِذْ تَجُودُ بِدَمْعَةِ؟ أَبْكِي عَلَيكَ كَمَا بَكَاكَ أَخُوكَ مَنْ=فِي كَرْبَلَا ( قَتَلَتْهُ آلُ أُمَيَّةِ ظَامٍ إِلَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ) لَمْ يَذُقْ=إِلَّا الحِمَامَ فَيَا لَهَا مِنْ لَوعَةِ حُزْنًا سَأَحْيا مَا حَيِيتُ عَلَيكُمَا=وَإِلَيكُمَا إِنِّي لَأُرْخِصُ مُهْجَتِي