بَينَ الرَّضِيعِ وَبَينَ نَبْلَةِ حَرْمَلَةْ=مَا لَا يُطِيقُ العَقْلُ أَنْ يَتَخَيَّلَهْ تِلْكَ المَسَافَةُ بَرْزَخٌ مُتَوَقِّدٌ=فِيهِ ابْنُ فَاطِمَةٍ يُثِيرُ الأَسْئِلَةْ إن كانَ ذنبٌ لِلْكِبَارِ فَمَا فَمَا=ذَنْبُ الصِّغَارِ؟ لِسَانُهُ مَا بَلَّلَهْ لِلَّهِ صَبْرُ السِّبْطِ سَاعَةَ رَفْعِهِ=نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَدْ أَطَالَ تَأَمُّلَهْ فَلَكَمْ بِعَطْفٍ ضَمَّهُ كَمْ شَمَّهُ=وَبِوَجْنَتَيهِ لَطَالَمَا قَدْ قَبَّلَهْ وَلَطَالَمَا نَاغَاهُ، هَامَ بِحُسْنِهِ=وَجَمَالِهِ وَلَطَالَمَا قَدْ دَلَّلَهْ شَبَهٌ مِنَ الهَادِي النَّبِيِّ بِهِ إِذَا=أَبْصَرْتَهُ سَتَقُولُهَا: مَا أَجْمَلَهْ! لِلَّهِ صَبْرُ السِّبْطِ حِينَ تَأَجَّجَتْ=فِي رَأْسِهِ نِيرَانُ تِلْكَ الأَخْيِلَةْ وَالسَّهْمُ يُسْرِعُ كَي يُعَانِقَ طِفْلَهُ=وَيَدُ الأُبُوَّةِ بِالمَشَاعِرِ مُثْقَلَةْ اللهُ أَكْبَرُ !! كَيفَ يَخْتَرِقُ البَرَاءَةَ=سَهْمُ حَرْمَلَةَ اللَّعِينِ لِيِقْتُلَهْ اللهُ أَكْبَرُ !! مَاتَ عَبْدُاللهِ=مَذْبُوحًا وَوَالِدُهُ بِدَمْعٍ غَسَّلَهْ وَرَمَى الدِمِاءَ إِلَى السَّمَاءِ فَحُبُّهُ=لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ قَدْ أَثْمَلَهْ !! ضَحَّى لِأَجْلِ حَبِيبِهِ بِحَبِيبِهِ=وَمَضى الحُسَينُ لِكَي يُقَدِّمَ أَكْمَلَهْ