لِمَنِ الرُّؤوسُ على الرِّماحِ جَمَالُها ؟ و مَن النِّسا بينَ القَنا أذْيالُها ؟ و مَن الصِّغارُ مَواطِئ الخَيلِ التي .. مِن قَبلُ لَدَّ المُصطفى خَيّالُها ؟ و مَن الكِرامُ فَدَوا شَريعةَ أحمَدٍ ؟ و الشَّمسُ يَنْضَحُ بالدِّماءِ زَوالُها و مَنِ الشِّفاهُ الذّابِلاتُ نَواهِلاً مَاءَ السِّياطِ و نَوْحُها إعْلالُها ؟ و مَنِ الدِّماءُ السَّائِلاتُ على الضُّبا و على خُدُودِيَ قَدْ جَرَتْ ما بَالُها ؟! و مَنِ الوُجُوهُ النَّيراتُ على الثَّرى لِلْخَيْلِ ثَمّةَ قَصْدُها و مَجَالُها و مَنِ العَقائِلُ في الفَلاةِ ضَواحِياً و على حَشى الهَادي تَخِبُّ جِمَالُها و الشَّامُ مَنْ سَلْنِي أُجِبْكَ و إنْ هِيَ العُظْمى الَّتي أعْيَا الفَصِيحُ مَقالُها و مَنِ العَلِيلُ أنا الفِداءُ لِسُقْمِهِ و مَنِ الأكُفُ الدَّامِياتِ حِبَالُها و مَنِ الجيوبُ مُضَرّجاتٍ بِالإبا و الأُسْدُ أبْعَدُ ما يُرى إذلالُها و لِمَ الحِذارُ و قَدْ تَركنَا عَيْنَهُ مِنْ بَعدِ عُتْبَةَ و الرَّدى مِكْحالُها و مَنِ الظَّما ما زِلتُ أشْكُو حَرَّهُ و أنا السَّما رِيُّ البِلادِ و نَالُها و تَمَاوتِي ماذا ؟ و غَيْرِيَ نَفْسُهُ بَيْنَ الأسِنّةِ في الطُّفوفِ حِلالُها و مَنِ المُلامُ على الضَّلالَةِ في الوَرى عَمُّ الشَّرِيعَةِ يا حِمى أَمْ خَالُها ؟ و سَلِ الولاةَ مَنِ الّذي ولاهُمُ ؟ حَتّى و إن جُرماً عَلَيكَ سُؤالُها و مَنِ المُقادُ إلى السّقيفَةِ عُنوةً ؟ و مَنِ الّتي مِنْ خَلْفِهِ تِعْوالُها ؟ و لِمَ التّغَابِيَ و المَمَالِكُ كُلُّها لِبَنِي عَليٍ لا سِواهُ مَآلُها و مَنِ الصَّبَابَةُ أوقَفَتْنِي في الحِمَى و عَليَّ مِنْ رَهَجِ الوَغى سِربالُها ولِهاً وَ مَا زَار الطُّلُولَ مُتَيَّمٌ يُمْنَاهُ يَرْعُفُ بالدِّما عَسَّالُها رَهْنَ إشتِياقٍ قَدْ وَقَفْتُ بِها ضُحىً و صَريعَ يَأسٍ أنْ يَعُودَ مُحالُها أعْنُو لِمَا فَارَقْتُ مِنْ أُنسٍ بِها و العَينُ يَهْزَءُ بالنَّوى تِهْمالُها و أَحِنُّ ما بَيْنَ الرُّسُومِ وَ لَوَّعَتْ حَنَّتْ لِمَا بِي مِن جَوىً أَصْلابُها تَنْعَى لِيَ الأطْلالُ فِيها مَعْشَرِي و لَقَدْ أَتاهَا لَو دَرَتْ مِثْكالُها فَكَأَنَّها صَادٍ يُعَالِجُ مَوْتَهُ و كَأَنَنِي لمّا انتَحَبتُ بَلالُها دِمَنٌ بِها نَشِبَ العَفَاءُ وَ لَمْ تَخُنْ عَهْدَ المَوَدَّةِ رِيحُها و رِمالُها وَ بِها دُمُوعِيَ القَانِياتِ شَواهدٌ أَنِّي وَفَيتُ و ضَيَّعتْ نُزّالُها و أنَا الفَتَى المِكْتامُ لا قَلْبِي دَرَى ما بَي و لا نَفْسي دَرتْ ما حالُها ! وَ مُشَرَّدٍ لا تُبتُ عن تَلَفي بِهِ وَ النَّاسُ في ما تَشْتَهِي آجالُها أعْمَى الحَياةَ غِيابُهُ و أَصَمَها مِنْ بَعدِ ما أَعْيى الطَّبِيبَ شَلالُها فُجِعَتْ بِهِ نَفْسي وَ لَيْسَ بِمَيتٍ لكِن مَخَافَةَ أَنْ يَمُوتَ وِصالُها وَ تَخَيّلَتْ نَيْلَ المُنَى فِي قُربِهِ حَتى أَقادَ لَها العُقولَ خَيالُها وَ لَرُبما حَدَّثْتُها بِلِقائِهِ سَحَراً فَتُصْبِحُ لا تُذَم فِعَالُها وَفِعالُ جِسْمِ المَرءِ ظِلُّ حَديثِ ما في نَفْسِهِ وَ مِنَ الفِعالِ مَقالُها فَافْعَلْ وَ قُلْ ما شِئْتَ لَستَ سِواهُما أَبداً فَقَدْ لَزِم الجُسومَ ظِلالُها أَمُقِيمَ رُوحيَ في مَتاهَةِ لَيلِهَا وَ دَلِيلُهاَ ما أَوْقَدَتْ عُذَّالُها وَ مُغَادِري شَكاً تَيَقَّنَتِ العِدا عَنْهُ بِأنَّكَ فِي غَدٍ أهْوالُها وَ مُخَلِّفِي حُلْوَ الكَآبَةِ مَنْطِقِي وَ سِوَايَ مُرٌ فِي المَبَاهِجِ قَالُها لِمَ لا أَراكَ أَهَانَ فِيكَ تَوَجُّعِي ؟ أَمْ شَطَّ عَنكَ بِأَدْمُعِي مِرسالُها ؟ أَمْ أَنْتَ قَلْبِيَ يُوسُفٌ أَلقَتْ بِهِ فِي الجُبِّ نَفْسِيَ طَيْشُها وَ خَبَالُها ؟ أَمْ بِعْتُ وَصْلَكَ بِالبَخِيسَةِ لَذَّتِي زُهداً فَأولانِي الجَفاءَ وَبالُها ؟ بَلْ لَمْ أَجُزْ نَهْرَ الأَنَانِيةِ الَّتِي شَرٌ مِنَ الظَّمَئِ المُمِيتِ زُلالُها وَ المَرْءُ تُخْزِيهِ أَنَاهُ إذا طَغَتْ وَ لِذا أُحِلَّ عَلَى الأُبَاةِ قِتالُها لَكَ بَيْنَ آثَامِي سَعَيتُ بِعَزمةٍ لَوْلا الهَوَى قَعَدَتْ بِها أَغْلالُها وَ قَصَصَتُ آثَارَ الدُّمُوعِ إلَيكَ مِنْ عَبَراتِ آباءِ الوَثِيق مُسالُها بَلْ شُمْتُ حُبَّكَ مِنْ حُجُورِ حَرائِرٍ بِكَ طَابَ مَنْبِتُها وَ عَفَّ حِجالُها وَ نَبَذْتُ آراءَ الرِّجالِ لِما خَلَتْ مِنْ أَدْمُعٍ وَ ظُبًا يُهابُ صِقالُها وَ تَبِعتُ مِنْ عُلَما مَودَّتِكَ الَّذِي هُوَ في صُدُورِ المُتْرَفينَ سِلالُها وَ جَفَوتُ ذَا الفَرَحِ السَّفِيهِ لأنَّها طُبِعَتْ عَلى طُولِ الجَوَى عُقَّالُها وَ سُقِيتُ مِنْ قَتْلى هَواكَ غَوادياً حُمراً سَقانِي ما سُقُوا هُطَّالُها في كُلِّ دَارٍ لِي عُفاتُكَ رَوْقَةٌ وَ سَوادُ حُزنِيَ في غِيابِكَ خَالُها وَ أنا الحَيارى فِيكَ بَيْنَ مَعاشرٍ هُدِيَتْ إليكَ بِحَيرتِي ضُلاّلُها و َلَقَدْ طَلَبتُكَ في المَواطِنِ كُلِّها رُوحِي فِداكَ وَ طَالَ بي تِرحالُها أمَلي يُعاضِدُنِي وَ حُبُّكَ حَارِسِي وَ لِقاكَ غَايَةُ مُنْيَتِي وَ كَمَالُها ما خَانَنِي جَلَدي بِذا كَلاَّ وَ لا أنا في دِراكِ نَقِيبَتي مِخْذالُها فَوَجَدْتُني رَضْوى وَ أنتَ نَزيلُهُ وَ الطَّفَ أنتَ وَ مُهْجَتي نُزّالُها وَ أبَىٰ اللِّقا بَينِي وَ بَيْنَكَ جَنَّةً إلا وَ أَيَّامُ الحُسين جَمالُها فَلذا صَبَرتُ النَّفسَ تَنْدِبُهُ الغَداةَ وَ في العَشِيِّ رِباطُها إعْوالُها حُزناً على ما نَابَهَ وَ صَبابَةً لِلِقاكَ ثُمّ عَنِ الدُّنى إهْمالُها لَمْ تَعْدُ عَينِي عَنْ فَتىً مِثلي أَلاَ وَ العَينُ يُسعِدُها الَّذي أمثالُها ها أَوْقِدا يا صَاحِبَيَّ النَّارَ في قَلْبِي فإنَّ حَياتَهُ إشعالُها وَ اسْتَسْقِيا يا صَاحِبَيَّ مَحاجِري إنَّ البِلادَ هَلاكُها إمحالُها وَ ذَرانِيَ المُضْنىٰ يُطَبِّبُنِي الأسَى أوْ لِلتِراة وَ أَينَ مِنكَ مَنالُها ما العُذْرُ لِي حَياً بُعَيْدَ جَنائِزٍ في كَربَلا اضْطَرَبَتْ إبىً أوصَالُها وَ بِمَ الذَّريعَةُ وَ الأَعَادِي لَمْ تُسَمْ وَسْمَ العَبيدِ نِساؤها وَ رِجالُها إنْ لَمْ يَكُن دينٌ فَبَعضُ حَميةٍ وَ الصَّمتُ لَو جَادَتْ بِهِ جُهَّالُها ما ضَرَّنِي خَصْمِي اللَّقِيطُ وَ إنَّما مِنْ جِلدَتِي حُمَقَاؤها وَ ذِلالُها فَأنَا الَّذي فَتَكَ العُضَالُ بِكَفِّهِ سَاعَ الطِّعانِ وَ طِبُّها إسْتِئْصالُها وَ أمَرُّ مِنْ هذا غَثيثٌ قَالَ لِي تَلفُ الأَمَانِي يا فَتى إسْتِعْجالُها فَطَوَيتُ كَشْحاً عَنْهُ ثُمَُ أَجَبْتَهُ تَلَفُ الأَمَانِي يا فَتى إسْتِعْجالُها وَ لإنْ أبَى دَهْرِي حَياةَ العِزِّ لي لَمْ تَأبَ لي مَوتَ الكِرامِ نِصَالُها وَ لِمنْ سِوىٰ عَيْنَيْكَ يَابْنَ "مَلِيكةٍ" تُفْنى النُّفوس حَرامُها وَ حَلالُها وَ جَميلةٌ لُقياكَ غَيرَ مُسالِمٍ وَ الخَيلُ يَعْثُرُ بالقَنا تِصْهالُها هُو مِنْ دَمٍ أوْ مِنْ دَمٍ قَسْطالُها ما عَادَ يُجْدِي في العِدا إمهالُها لي أنُ أُلام وَ إنْ تَكُنْ هِيَ أجْرَمَتْ لَولا أنَاتُكَ لَمْ تَطِشْ أفعالُها مَرَدَتْ على كِبْرٍ فَذلَّ لها الوَرَى حَتى غَدَتْ في الأرضِ جَلّ جَلالُها وَ وَفَتْ بِعَهدِ ضَلالِها مَحْمودَةً بَلْ عَادَ هَدياً في الأنامِ ضَلالُها وَ الرُّزءُ ليسَ بِأنْ تُعَدَّ مُغيَّباً فَلقدْ بدا لِلْمُدْلِجينَ هِلالُها أَمَّا الحِمى هُتِكَتْ مَعَ ذاتُ الحِمى وَ العِيسُ بانَتْ حِين ضَاعَ عِقالُها عُذراً أَمَشْتَاقتْ يَمِينُكَ لِلْقَنا ؟ أمْ لَمْ تُمِلْكَ إلى البُنُودِ شِمالُها ؟ أمْ لَمْ تَحِنَّ لِغارَةٍ مِنْكَ الحَشَى مِقدَارَ لا يَنْسى إبَاكَ مَصالُها ؟ أمْ بِالمَعَاهِدِ باتَ أُنْسُكَ حَيثُ لَمْ تَأنَس بِغَيرِكَ بَاكِياً أطْلالُها ؟ أمْ أبْقَتِ الأحْداثُ مِنكَ بَقِيَّةً غَيرَ المَدَامِعِ يُتَّقى إجفالُها ؟ لا وَ الَّتي بِالبَابِ أُسقِطَ حَمْلُها وَ هِي إبنَةُ الهادِي المُعظَّمُ جالُها ! وَ بَكَت لِفَقْدِ مُحَمدٍ حَتى انْثَنَت تَبْكِي على غَدَواتِها آصالُها وَ أبَتْ مُقامَ الهُونِ بَعْدَ رَحيلهِ وَ الأرضُ تُجفى إنْ عَلتْ أنذالُها فَقَضَت عَلى وَجْدٍ وَ أُخْفِيَ قَبْرُها ثُمَّ اسْتُبِيحَ بِكُلِّ فَجٍ آلُها مَا بَعْدَ يَومِ الطَّفِ يَومُ هَوادَةٍ وَ بُيُوتُ فِهرٍ قَد عَلا وَلْوالُها مِنْها بَناتُ الوَحْيِ لَمَّا أُبْرِزَتْ وَ القُودُ بَيْنَ خُدُورِهِنَّ صِيالُها تَعْدُو حُفاةً فِي العَرى نَسَجَت لَها فَضْلَ المَآزِرِ وَ القِناعِ نِبالُها وَ نُهِبْنَ مِنْ بَعْدِ القُلُوبِ قَلائِداً لَمَّا أُعِدَّت لِلْسِبى أَنْكالُها مُتَلَفِّتاتٍ بَيْنَ خَيْلِ أُمَيَّةٍ وَ مُبَدَّدَاتٍ في الصَّعِيدِ جِبَالُها حَسْرى يُدافِعْنَ المَهَانَةَ بِالأَسَى جَلدًا وَ يَمْنَعُها النُّوَاح جَلالُها فَتَياتُ خِدْرٍ قَبْلُ لَمْ تَطَئِ الثَّرى إنْ لَمْ يَحِكهُ مِنَ السُّمُوِّ دَلالُها وَ اليَوم يُوطِئنَ التُّرابَ تَرائِباً حَرّى و في أنْدائِهِ آمالُها فَهَب أنَّها بالمَاءِ تَشفى مِنْ ظَمى وَ مِنَ التَّوَجُّل بِالأمَانِ بَلالُها الحُزنُ كَيفَ دَواؤهُ وَ حُمَاتُها مُزِجَتْ بِمُنْحَطَمِ الوَشِيج خِلالُها وَ تَرى الحُسينَ و أيُّ مَرأىً لِلْهُدى فِيهِ القَنا وَ الخَيل لَدَّ جِدالُها فَلإن تَمُتْ مِن حَسرةٍ فَحريَّةٌ وَ أمَانُها إنْ تَبْكِهِ وَ زُلالُها وُ تِراتُها يَبْنَ الزَّكيّ مَغَبَّةٌ شاخَت فَهلْ يَومُ المَعادِ فِصالُها اللَّيلُ بَعدَ البَدرِ غُربةُ ثَاكِلٍ وَ إنْ النُّجومُ بِهِ زَها إطلالُها وَ الحُبُّ مُزنَتَهُ الوِصال فإن خَلا فَعلى البَسِيطةِ كُلُّ حيٍّ آلُها محمد الحرزي

Testing
عرض القصيدة