أَسَدٌ بأسْرٍ، والكلابُ تحوطُهُ (استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام) منصورُكم لا لم يكنْ منصورا=ورشيدُكم يأتي غدًا مثبورا وجميعُ أحذيةِ البلاطِ فإنهم=رِجسٌ يعاقرُ شَقوةً وخُمورا غَرِقوا ببَحْرِ المُنكراتِ فلمْ يُروا=إلا سُكارى تحضنُ الطُّنبورا لمَّعْتُموهم بُكرةً وعشيةً=فغَدوا لعسكرِ مدحِكم ماخورا وجعلتمُ ثغْرَ الثناءِ على الغِوى=ثغرًا يجسِّدُ مُجْرمًا مأْجورا ! قد غرَّكمْ وجهٌ لهمْ ذو لمعةٍ=فظَننْتموهم لؤلؤًا منثورا لكنّهم رِجسٌ تولّى إمرةً=لبِسَ العِمامةَ فاجرًا مغرورا ستَروْنَهم يومَ الحسابِ ندوسُهم=كالذرِّ قد وَجَدوا هناك ثُبورا لهْفي على موسى بنِ جعفرَ يستوي=صبحٌ وليلٌ عندَه، مأسورا دفنٌ بلا موتٍ، وقد ظلَّ الهدى=لسنينَ في جوفِ الثرى محْصورا مطمورةٌ في الصيفِ تحرِقُ من بها=ويظلُّ في بردِ الشِّتا مقرورا لا يستطيعُ بها القيامَ، وثانيًا=رِجْليهِ مِن ضيقٍ بها مجْبورا ثقبٌ صغيرٌ، لو أرادَ تنفُّسًا =منهُ تَهُبُّ سياطُهم تحذيرا هارونُ كان أخًا لموسى، إنّما=هارونُكم آخى خَنًا وشرورا ظلَّ الهدى جَلْدًا حليمٌا لا يُرى=إلّا وقورًا في البلاءِ صَبورا بعبادةٍ قد أدهشَتْ سجّانَه=كانتْ تفوحُ من الترابِ عُطورا لا يَسمعَنَّ مِن الترابِ أنينَه=بل يسمعُ التسبيحَ والتكبيرا أَسَدٌ بأسْرٍ، والكلابُ تحوطُهُ=تهوى النباحَ ولا تُطيقُ زئيرا أمّا اللعينُ ففي السُّلافةِ غارقٌ=قذِرٌ يعانقُ سندسًا وحريرا والغانياتُ يمينَه وشَمالَه=ينثُرْنَ وَرْدًا فوقَه وزُهورا وابنُ الرسولِ بقيدِه وحديدِه=يُمْضي السنينَ معذَّبًا مقْهورا يا سيدي إنّ الفؤادَ مُصدَّعٌ=والقهرُ يشبِهُ في الضلوعِ سعيرا والدمعُ في الوجناتِ يجري ساقيًا=أرضَ القصيدةِ أحرُفًا وسُطورا ونظلُّ نلعنُ ما حيينا زُمرةً=جعلتْ حياةَ الطاهرينَ قُبورا سَرَقتْ عُروشا لم تكنْ لتنالَها=لولا الأوائلُ أحْكَموا التدبيرا وعَدَوا على إِرْثِ الرسولِ وأَمرِه=وبدينِهِ قد غيَّروا تَغييرا فإذا بمِنبرِهِ الشريفِ ركابُهم=وإذا بِهم مَلِكًا غَدَوا ووَزيرا فاعوجَّ عيشُ الناسِ، وانطَفَأ الضُّحى=والأُفقُ عانى الطَّمْسَ والتَّكْديرا واليومُ نضرعُ للإلهِ وصَوتُنا=أمسى بَليلًا بالدموعِ جَئيرا أنْ يُظْهِرَنَّ الربُّ أمْرَ وليِّهِ=فتَرى البلادُ إمامَها المستورا وتذوقَ عدْلًا بعدَ جوْرٍ عَمَّها=وتعيشَ بعْدَ قيودِها التحريرا

Testing
عرض القصيدة