أَرْواحُنَا عَطْشَى إِلَى وِرْدِهِ = فَالخَيرُ وَالأَلْطَافُ مِنْ عِنْدِهِ مَنْ كَانَتِ الزَّهْرَاءُ أُمًّا لَهُ = كَانَتْ عَطَايَا الخَلْقِ مِنْ رِفْدِهِ هُوَ الَّذِي لَطَالَمَا المُصْطَفَى = قَدْ أَكْثَرَ التَقْبِيلَ فِي خَدِّهِ وَهْوَ الَّذِي هَدْهَدَهُ المُرْتَضَى = وَطَالَمَا نَاغَاهُ فِي مَهْدِهِ لَمْ يَعْرِفِ النَّاسُ لَهُ لَسْعَةً = كَانَ يُغَذِّي الكَونَ مِنْ شَهْدِهِ بَحْرٌ بِلَا جَزْرٍ نَدَى كَفِّهِ = وَمِنْهُ لَا يُرْجَى سِوَى مَدِّهِ أَورَتْ عِدَاهُ النَّارَ لَكِنَّهُ = أَخْمَدَهَا بِمُنْتَهَى جُهْدِهِ فَلَمْ يَزَالُوا يَنْشُرُونَ الدُّجَى = لِكَي يَصُدُّوا النَّاسَ عَنْ قَصْدِهِ وَلَمْ يَزَلْ كَالبَدْرِ فِي لَيلَةٍ = ظَلْمَاءَ يَهْدِي بِسَنَا مَجْدِهِ كَالمُجْتَبَى هَلْ كَانَ فِيهِمْ وَهَلْ = ثَمَّ ضِيَاءٌ كَضِيَا رُشْدِهِ ؟ هَلْ ثَمَّ فِيهِمْ زَاهِدٌ مِثْلُهُ = عَاشَ غَنِيًّا بِغِنَا زُهْدِهِ ؟ هَلْ ثَمَّ وَافٍ مُخْلِصٌ مِثْلُهُ = بَينَهُمُ لَا نِكْثَ فِي عَهْدِهِ ؟ مَا ثَمَّ إِلَّاهُ وَلَكِنْ لِكَي = عَينُ الرَّدَى تَقْوَى عَلَى رَصْدِهِ دَسُّوا إِلَيهِ السُّمَّ فِي شَرْبَةٍ = غَدْرًا فَأَبْكَوا مُقْلَتَي جَدِّهِ لَمْ يَسْأَلِ المُخْتَارُ أَجْرًا سِوَى = أَنْ لَا يُسَاءَ الفِعْلُ فِي وِلْدِهِ سُرْعَانَ مَا خَانُوهُ سُرْعَانَ مَا = بِمَا جَنَوا زَادُوا لَظَى وَجْدِهِ