قَدْ باركتْ حياتَهُ مواهبُ السماءْ وَنوْرُ آلِ أحْمدٍ في وجهِهِ أضاءْ عِزُّ الرُّبوبيةِ قدْ أعزَّ قدرَهُ فكانَ في ذلِّ العبوديةِ في ارتقاءْ تربعتْ عُمَّتُهُ في القلبِ وانبرتْ تُمْطِرُهُ بالخيرِ والنَّقاءِ والصفاءْ وأشرقتْ شيبتُهُ في الأفقِ بالهدى واتشحتْ بالذكرِ والتهليلِ والثناءْ تسعونَ عامًا كانَ في المعشوقِ هائمًا مسبِّحًا وسابحًا في أبحرِ الضياءْ وداعيًا للهِ في كلِّ انعطافةٍ وصابرًا في البؤسِ والبأساءِ والبلاءْ قدْ كانَ لطفًا أنعمَ اللهُ بهِ عَلى بحرينِنا وسيدَ الحوزاتِ ذا العطاءْ وخيمةً قد ظلَّلَتْ بفيئِهَا الورى وقدوةَ الكبيرِ والصغيرِ ذا البهاءْ وهاديًا في زمنِ الغَيبةِ حيثُ لا رُسْلًا نرى ولا أئمةً وأنبياءْ جُدتَ علينا أيُّها الجوادُ بالهدى في زمنِ الضَّلالِ والضياعِ والشقاءْ ونحنُ ودَّعْنا الوداعيَّ وزُلْزِلَتْ بحرينُنَا بأنَّةِ التوديعِ والعزاءْ وثمَّ أودعناهُ في التربِ وروحُهُ بنُورِهَا قد سافرتْ تقصدُ كربلاءْ