دع الـوقـوف عـلـى أبــواب ذي صَـدَدِ
والـثـم ثــرى الـقبة الـخضراء واجـتَهِدِ
ونــــاد صـاحـبـهـا الــهـادي بـغـيـرِ دَدِ
يَــا سـيِّـدي يـا رسـولَ الله خُـذْ بـيدِي
مـا لـي سِـواكَ ولا أَلْـوي عـلى أحـدِ*

بـــك الـتـجـأتُ بـعـيـنٍ غــيـر خـائـنـةٍ
ولــذتُ مـسـتمسكًا عــن كــل حـائنةٍ
بـالـنـور مـسـتـغنيًا عــن كــل عـائـنةٍ
فـأنـتَ نــورُ الـهـدى فــي كـلِّ كـائنةٍ
وأنــتَ ســرُّ الـنـدى يـا خـيرَ مـعتمدِ*

وأنـت مـولايَ مـولى الـرُّسلِ أكـتعِهِمْ
وأنـــت لــولاك مــا الـدنـيا بـمـرتعِهِمْ
ولا الـسـمـا خُـلـقت تـأتـي بـمـنفعِهمْ
وأنــتَ حـقًـا غـيـاثُ الـخـلقِ أجـمعِهمْ
وأنـتَ هـادي الـورى لـلهِ ذي الـسّدَدِ*

وأنــــــت وتــــــرٌ ولا إلاك مُــتَّــقِــدًا
مــن الـبـهاءِ مـلـيحُ الـوجهِ بـل صَـمَدًا
مــن الـرجـال وإنــي جِـئـتُ مـرتـفِدًا
يــا مــن يـقـومُ مـقامَ الـحمدِ مـنفردًا
لـلـواحدِ الـفـردِ لــم يـولـد ولــم يـلـدِ

فــقـت الـنـبـيين والأمـــلاك قـاطـبـةً
كــرامـةً عــنـد رب الــعـرش كـامـنةً
إنـــي لـجـئـتُ لـكـفٍّ مـنـك راشـحـةً
يـــا مـــن تـفـجّـرت الأنــهـارُ نـابـعـةً
مــن إصـبـعيهِ فـروّى الـجيشَ بـالمددِ

يــا مــن إذا حـميت حـربٌ بـلا سَـكَنِ
وجـــدَّ ضـاربُـهـا والـنـصر كــان يـنـي
لاذت بــك الأُســدُ كـالـمأواةِ لـلحُصُنِ
إنـــي إذا سـامـنـي ضــيـمٌ يُـروِّعُـنـي
أقــولُ يـا سـيدَ الـساداتِ يـا سـندي*

يـا مـن يـجير الـذي يـهجوه في خطَلِ
بـعـد الـمـديحِ كـكـعبِ الـبُردةِ الـوَجِلِ
إنــي مـدحتُ ومـا أسـبقتُ مـن خـلَلِ
كُـن لي شفيعًا إلى الرحمنِ من زللي
وامـنُنْ عـليَّ بـما لا كـان فـي خَلَدي*

وأعـطـنـي بُـــردةً يــوم الـقـيامِ غــدًا
وكُــن إمـامـي إذا مـا جـئتَ مـحتشدًا
ولا تـدعـنـي بــيـومِ الـحـشرِ مـنـفردًا
وانـظـرْ بـعـينِ الـرضا لـي دائـمًا أبـدًا
واسـتُرْ بـفضلكَ تـقصيري إلـى الأمدِ*

فـمـا أنــا غـير عـبدٍ فـي هـواكُ مُـنِي
مــولايَ قـيـدُ الـهـوى يـأبـاك تـعتقني
فـارحمْ تـرفّقْ أجِـرْ أسـبِغْ أنِـلْ إِ قِنِي
واعـطـفْ عـليَّ بـعفوٍ مـنكَ يـشملني
فـإنـني عـنـكَ يــا مــولايَ لــم أحِـدِ*

أصـيحُ بـالعاذل اعـدِلْ مـا كـفرتُ ولنْ
فـإنـنـي الـفـعـلُ مــرفـوعٌ وإنَّـــك أنْ
والله قــال ابـتـغوا، بـالأمـر فـائـتمرَنْ
إنــي تـوسَّـلتُ بـالـمختارِ أفـضلِ مَـنْ
رقَـى الـسمواتِ سـرِّ الـواحدِ الأحـدِ*

تــظـنـه الــنــاس مـنـهـم لا تُـفـارِقُـهُ
كـالـفـحم يـحـسـب ألـمـاسًا يـوافـقُهُ
لــلــه مــــن رشـــأٍ يــهـواهُ رامــقُـهُ
ربُّ الــجـمـالِ تــعـالـى اللهُ خـالـقُـهُ
فـمـثلهُ فــي جـمـيعِ الـخـلقِ لـم أجِـدِ

طـربـتُ شـوقًـا إلـيـه لا لـعَـينِ كَــرًى
وصـرتُ أحـمدُ فـيه السُّهْدَ حمدَ سُرًى
مـــا آب قــاصـده يـومًـا بـغـير قِــرًى
خـيـرُ الـخلائقِ أعـلى الـمرسلينَ ذُرًى
ذخــرُ الأنــامِ وهـاديـهمْ إلــى الـرشـدِ

مـولـى الـبرايا إمـامُ الـخلقِ والـرُّسُلِ
بـنـفـسهم هــو أولــى مـنـهم فـعَـلِي
مــحـمـدٌ عــلـةُ الإيــجـاد فـــي الأزَلِ
بـــهِ الـتـجـأتُ لـعـلَّ اللهَ يـغـفرَ لــي
هـذا الـذي هـوَ فـي ظـنّي ومعتقدي*

قـلُ لـلعُويذِلِ هـل أُنـبِئتَ عـن خـبَرِي
أُشربتُ كأسَ وِماقِ الطُّهرِ في صِغَرِي
وأُلـهب الـقلب مدحَ المصطفى الوَقُرِ
فـمدحُهُ لـم يـزلْ دأبـي مَـدَى عُـمُري
وَحُــبُّـهُ عـنـدَ ربِّ الـعـرشِ مـسـتَنَدي

مـحـضُ الـضـريبة طـه لـم يـزل وتـدًا
صـعـبَ الـبـديهَةِ أعـلـى غَـالِـبٍ حَـتَدًا
مــحـمـدٌ خـيـرهُـم وَصْـــلاً ومُـلـتـحَدًا
عـلـيهِ أزكــى صــلاةٍ لــم تــزلْ أبــدًا
مـــعَ الــسـلامِ بـــلا حـصـرٍ ولا عــدَدِ

أزكـــى الـتـحـيّات لـلـتسليم صـاحـبةً
مــن ذي الـجلال وذي الإكـرام راحـبةً
مــن عـبـده حـسـنٍ لـلمصطفى هِـبَةً
والآلِ والـصـحبِ أهــلِ الـمجدِ قـاطبةً
وتـابـعـيـهمْ بــإحـسـانٍ إلــــى الأبـــدِ

عرض القصيدة