بكائي الشعرُ، شعري في بكائي
على خيرِ الورى في كربلاءِ

على سبطِ أحاطتْهُ البلايا
ومثلُ بلائِه ما منْ بلاءِ

أرادَ صلاحَهم لكنْ أرادوا
لطهرِ وريدِه سفْكَ الدماءِ

أرادوا صدرَه ميدانَ خيلٍ
طريحَ الأرضِ مسلوبَ الرداءِ

أرادوا رأسَه مِن فوقِ رمحٍ
وباقي الجسمِ نهبًا في العَراءِ

أرادوا جسمَه هدفًا لنبلٍ
فجاءته انهمارًا كالشتاءِ

يزاحمُ بعضُها بعضًا عليهِ
ويأتي السيفُ يطعنُ في الخَلاءِ

ويطعنُ فوقَ طعنِ السيفِ رمحٌ
كما يقعُ البلاءُ على البلاءِ

ويَشهدُه الرسولُ بفيضِ دمعٍ
ونارُ الحزنِ تَضرَمُ في الحَشاءِ

وتلطمُ فاطمٌ بشديدِ لطمٍ
على الضلعِ الكسيرِ بلا مِراءِ

ويزفُرُ حيدرٌ بزفيرِ قهرٍ
ويزفُرُ مثلُه صدرُ السماءِ

ويبقى السبطُ شُلوًا بعد شلوٍ
ثلاثًا فوقَه كفنُ الفضاءِ

وهذي أمّةٌ تأتي تصلّي
وتدعو للشفاعةِ والرجاءِ !

وتسألُ ربَّها جناتِ عدنٍ
بكلِّ وقاحةٍ أو من غباءِ

وليستْ للحسينِ تّدرُّ دمعًا
ولا في الصدرِ شيءٌ من ولاءِ

ولا من قاتليهِ لها براءٌ
ولا حتى نرى شبهَ البَراءِ !

Testing
عرض القصيدة