اقطعْ نزاعَ القومِ يا رامي السهامْ
اقتلْ رضيعَ السبطِ يا نسلَ اللئامْ
اسقِ الرضيعَ حليبَ سهمِك يا فتى
واسقِ المخيّمَ كلَّه الحزنَ الضرامْ

ويلٌ لهم، هل من قلوبٍ هكذا
الصخرُ من قلب القساةِ تعوَّذا
عجبًا أما شمّوا الطهارةَ والشذى؟!
أوَ ما رأوا نورًا على وجهِ الإمامْ؟!

رشَقَ اللعينُ بسهمِه عنقَ الرضيعْ
فإذا الحليبُ يدرُّ في لونِ النجيعْ
وإذا الذي جاؤوا ليَسقوا ثغرَهُ
يسقي الخلودَ برُزئِه المرِّ الزؤامْ

وترى الربابَ تطوفُ حول ضَناها
تبكي بلا دمعٍ لطولِ ظَماها
ماذا فعلتَ لأمةٍ نبذتْ هُداها
حتى تَحُزَّ طريَّ نحرِكَ بالسهامْ ؟!

ما مِنْ مُصابٍ في الدنى يتحتّمُ
إلا وهذا الرُزءُ منهُ أعظمُ
تبكي السماءُ على الحسينِ وتلطمُ
والحورُ تلطمُ والملائكةُ العظامْ

مِن كربلاءَ، الحزنُ أصلُ وجودِهِ
ومن الفراتِ دموعُنا وخدودِهِ
واللطمُ من برْقِ الأسى ورعودِهِ
والآهُ جمرٌ إثِْرَ إحراقِ الخيامْ

Testing
عرض القصيدة