1
لا تقولوا أنّ الروح في وادي السلام
ماتت!...
هي عاشت
و ولدت من جديد!
لا تقولوا أنّ الروح في وادي السلام
نامت!...
هي قامت
و نهضت من جديد!
لا تظنوا أنّها في وادي السلام
ضاعت!
بل هي عادت
و عبرت من جديد!
لا تخافوا أنّها في وادي السلام
غابت!
بل هي طلعت
و صعدت من جديد!
لا تقولوا... لا تقولوا!
لا تظنوا....لا تخافوا!
فإنه مهما حكيتم
و انه مهما سألتم
ستظلّ هنا وهناك!
شمسا
تغيب
و تشرق من جديد!
2
لا تقولوا أنّ الروح في وادي السلام
راحت!...
فهي تأتي لا تروح
و هي هنا روح
بألف روح!
هي كانت هناك
و ستبقى هنا
عطرا يفوح!
لا تقولوا أنها بعدت
فهي هنا
سرّ يبوح
بألف سرّ و سرّ
بألف أمر و أمر
لمن يبكي عليها
لمن يرنو اليها
و ينوح!
3
لا تقولوا أنّ الروح في وادي السلام
كانت!...
فهي هنا
في همس الظلام
تحبك مع كل فراشة
نورا من نور "المقام"!
تنسج مع كل يمامة
طيفا من طيف "الامام"!
تجول و تسير
و تدور و تطير
على أجنحة الغمام!
لتقطف من كل غيمة
و ترشف من كل نسمة
سرّ السعادة و الوئام!
4
لا تقولوا أنّ الروح في وادي السلام
فقدت!...
فهي هنا
بين الأحبّة و الكرام!
لا تقولوا أنّ الروح في وادي السلام
هامت!...
فهي فازت
و نالت شرف الهيام!
لا تخافوا أنّها من كانت هنا
دوما...ستنسى!
فهي هنا
تجلس بسلام
تسأل عنّا و عنكم
تسمع منّا و منكم
و تقرئنا السلام:
كل السلام إليكم
و عليكم كل السلام
حيثما كنتم و رحتم
مني أنا!....
من وادي السلام
*
ورد في كتب الأحاديث أن (حبّة العرني) خرج مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى (وادي السلام) في ظهر الكوفة فقال له: يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة.
فقال أمير المؤمنين: يا حبّة أن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته
قال، قلت: يا أمير المؤمنين، وإنهم لناس؟ قال نعم، لو كشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً محتبين يتحاثون.
فقلت: أجسام أم أرواح؟
فقال: أرواح. وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه: الحقي بوادي السلام، وأنها بقعة من جنة عدن