لم يُمهلوا القمرَ المنيرَ ليَكمُلا = حرموا الحياةَ جوادَها المتفضِّلا سلبوا الصباحَ بهاءَه وعطورَه = وطيورَه و جبينَه المتفائلا ماذا يريدُ الشرُّ؟! إنّ ذراعَه = لمْ تُبقِ في حقلِ السلامِ سنابلا ! كان الجوادُ سحائباً دفّاقةً = فأرادها قفْرُ الغِوى أنْ ترحلا ؟! هم غيّبوا نبعَ الفضائلِ في الثرى = لكنّه أضحى الشتاءَ الهاطلا قبلاً سحائبُ جدِّه كادوا لها = كم ذا ترصّدها الضلالُ ليقتلا! كان المهنّدُ لا يَقرُّ بغمدِه = من كُثرِ ما دفع الجيوشَ وقاتَلا ! والمجتبى جعلوه يلفظُ نازفاً = كبِداً غدا من سُمِّ جَعدةَ مِرجلا ! والقومُ إذْ كشفَ الحسينُ قناعَهم = هجموا و حزّوا جيدَه في كربلا ! وكذا الأئمةُ بَعْدَه، لم يسلموا = وسُقوا الزُعافَ، وقيل: لا حولَ ولا نبكي الشبابَ، وقبلَه نبكي الهدى = نبكي عُلوماً أُهدِرتْ وفضائلا نبكي العدالةَ والرسالةَ والندى = نبكي المهابةَ والوقارَ الأمثلا لو كانت الأعمارُ تُعطى سيّدي = فلكان عمرُك من حفيدِك أطولا يا سيّدي يا ابن الرضا، أجفانُنا = تبكي عليكَ أصابحاً وأصائلا ونضلُّ نلعنُ تِلكُمُ الأفعى التي = غالتْ جَمالاً للهدى لا أجملا لا زوجُ نوحٍ مثلَها في غابرٍ = كفرتْ ولكنْ ما أرادتْ مَقتلا عجباً لأمتِنا التي قد أجرمتْ = في حقِّ مَن فيهم بلاغٌ أُنزلا مَن حبُّهم فرْضٌ، وكفرٌ بُغضُهم = وبغيرِهم أعمالُنا لن تُقبلا هم في كتابِ اللهِ رَكْبٌ سائرٌ = مع كلِّ فضلٍ في الكتابِ تنزّلا يا أيها القومُ العجيبُ ضلالُهم = إبليسُ حارَ بحقدِكم وتأمّلا ! اللهُ شاءَ الأجرَ حُبّاً خالصاً = فجعلتموه البغضَ للآلِ الأُلى ! حقاً همُ الغيثُ العميمُ، ولا تجدْ = لهمُ لدى صخرِ الضلالةِ موئلا لكنْ دنتْ يا عادُ ريحٌ صرصرٌ = لاشيءَ يبقى فيكِ لن يتزلزلا ستبيدُكم يا آلَ شِمرٍ كلَّكم = وستدركين الثأرَ منهم كربلا شطْرَ الجوادِ مدامعي قد يمّمتْ = لتطوفَ بالقبرِ الشريفِ وتثقُلا فتكونَ لي عندَ الإلهِ شفيعتي = وبحفرتي سُحُباً عليَّ هوامِلا

Testing
عرض القصيدة