الانتظار

هو وعْدٌ منذ أعماقِ الأزلْ

أن تصيرَ الأرضُ – وهي أرضٌ – عينَ هاتيكَ السماءْ

وتعودَ الروحُ تحكمُ في أقاليمِ الجسدْ

ويعودَ الطينُ يخضعُ للضياءْ

هو وعْدٌ منذ أعماقِ الأزلْ

أن يطالَ العدلُ ذرّاتِ الهباءْ !

ويفيضَ العدلُ يغلبُ كلّ ماءْ

ويكونَ العدلُ في كلِّ المُقلْ

هو وعْدٌ منذ أعماقِ الأزلْ

أن يعودَ التحتُ تحتاً في الحضيضْ

ولهيبُ الشرِّ ينسفُه انطفاءْ

ويعودَ الحقُّ يمتلكُ الممالكَ والبحارَ وكلّ أرجاءِ الفضاءْ

ويعودَ الحرفُ فوق الثغرِ محسوباً

ثقيلاً كجبلْ

هو وعْدٌ منذ أعماقِ الأزلْ

* * *
إنّنا بحرُ حنينِ وانتظارْ

يا لهذا الانتظارْ !!

إذْ نصلّي فيصلّي

ونزكّي فيزكّي

وننادي فينادي

ونعاني فيعاني

هو يسري في دمانا

هو مع كلِّ قرارْ

يا لهذا الانتظارْ !!

قد وَرِثنا جمرَه الطاهرَ

مِنْ صَدْرٍ لصَدرٍ

وورثنا معه كلَّ أجيالِ التصبّرِ

كلَّ قاموسِ الوقارْ

وخشوعَ الانصهارْ

و وضعناه على الجفنِ رقيباً

فيرى الأشياءَ فينا معنا

يحرسُ اللحظةَ واللفظةَ فينا

يسهرُ الليلَ يُغذّي كلَّ أحلامِ الخلاصْ

ثمّ يمضي معنا كادحاً طولَ النهارْ

يا لهذا الانتظارْ !!

ويمرُّ الدهرُ ...

نَمضي نحو ما كنّاهُ

نمضي

ثمّ نُنسى

فوقنا الأعشابُ تنمو ثمّ تيبسْ

ثمّ تذروها الرياحْ

ثمّ تفنى

ثمّ تنمو ... ثمّ تفنى

تحتها نحن ترابٌ

كلُّ ما فينا فناءٌ وسكونْ

غير شيءٍ واحدٍ

هو هذا الانتظارْ !!

Testing
عرض القصيدة