في المدح النبوي
محمد بن علي بن أمليخان البغلي الأحسائي
سـكِرْنا بـكأس الـرّاحِ فـي روضةٍ
غَنّا بـها بـلبلُ الأفـراح والـوُرْقُ قـد
غَـنَّى
ومـهـما سـرَتْ بـين الـخمائل
نـسمةٌ وهَــزَّتْ غـصـونَ الـبانِ والآسِ هَـزَّتنا
وســاقٍ كـمـثلِ الـظَّـبيِ فـينا
يُـديرُها ويـسعى بـها صِـرْفًا مُـشعشعةً
رُكْـنا
ســقــانـا وغــنّــانـا فـهِـمْـنـا
بــحـبِّـه غـرامًا وخـلّى الـقلبَ فـي يـدِهِ
وَهْـنا
فـبـتُّ مــع الأحـبـاب مــا بـيـن
بـانِها فـأطرَبَني المعنَى، وطاب لي المغْنَى
وأحــورَ مـعسولِ الـمراشفِ لـو
رَنـا بـمُـقـلتِه رَضْــوَى لــذاقَ كـمـا
ذقـنـا
يــسـلُّ عـلـيـنا مــن لِـحـاظِ
جُـفـونِه سـيـوفًـا أمـاتَـتْـنا وإن شـــاء
أحـيَـتْنا
وشـــادٍ لــو انَّ الـراسـياتِ
سـمـعْنَه لَخَرَّتْ على الأذقانِ شوقًا كما اشتقنا
يـمـيلُ بـنـا فـي كـل وادٍ مـن
الـهوى فـيـترُكنا نـشـوَى ولا غَــرْوَ لــو
مـتنا
ويــتــلـو عـلـيـنـا والــغــرام
يــهـزُّنـا أحــاديـثَ لــهْـوٍ أضـحـكَـتْنا
وأبـكَـتْـنا
ويُــنـشـد مــهْـمَـا إن رأَى
الــرَّكــب قِـفوا قـبل وَشْـكُ الـبَيْنِ يُـبعدُكم
عنا
فــيـا حــبَّـذا لـــو نـالَـنا فـيـهمُ
الأذى مــن الـضِّدِّ لـو أنـا شَـرُفنا بـما
ذُقـنا
مــن الـضِّدِّ لـو أنـا شَـرُفنا بـما ذُقـنا |