يا ثائراً للحقِّ(1) رشيد مجيد عبثاً يعبَّر عن مُصابك مرقمي=فلقد ذوى سحرُ الترنُّم من فمي وتحطَّم القيثار بين أناملي=وشكا إليَّ بحيرة وتلعثم ما لي عييت عن النشيد وطالما=روَّيت هاتيك الملاحن من دمي ماذا أقول وقد وجمت من الأسى=إذ دونما أصبو إليه ترنُّمي كلا ولا الطير المغرَّد منشدٌ=فلقد بدا في صمته كالأعجمي حيران يرسل طرفه في غمرة=لا تنجلي من محنة وتألُّم يرنو إلى الاُفق المخضَّب ساهماً=يتلو سطوراً في السماء من الدم فالأرض ثكلى والسماء كئيبةٌ=وهناك في الأجواء رنَّة مأتم خطبٌ يجوس الأرض هول ظلامِه=ويجوس أعماق الوجود بأظلمِ يوم به وقف الحسين بكربلا=من اُمَّة تاهت ببيعة مجرمِ حيث انتضت والحقد يملؤها لظىً=سيف الخيانة في يد لم تسلم إذ بايعته على الخلافة في يدٍ=نعمت ملامسها كجلدة أرقم فمضت تشنُّ وما سوى أحقادِها=حرباً تبدَّدها انتفاضة ضيغم قد خاضها بأعزِّ ما ملك امرؤ=دنياه من مال ومن طفل ظمي (فهوى وفي شفتيه بسمةُ ظافرٍ)=ذهبت بثغر اُميَّة المتبسم