"تقلبّات العاشقين"

د. حسن آل حطيط ألعاملي

1
ما لي كلما أنساك ربّي
أراك تذكرني
و تغمرني حنانا!
ما لي كلما أهجرك ربّي
أراك تجذبني
و تترعني أمانا!
ما لي كلما أعصيك ربّي
أراك ترحمني
و تزيدني اطمئنانا!
و تسبقني الى لقياي!
و تجمعني بنور هداي!
تسامحني
و تزيدني احسانا!

2
أنت الذي سترت عورتي
و أنا انتهكت شرعتك!
أنت الذي أنلت رغبتي
و أنا اعترضت رغبتك!
أنت الذي أقلت عثرتي
و أنا اقتحمت حرمتك!
فكيف لا تطردني
و كيف لا تقمعني
و كيف لا تحرمني
رحمتك!؟
بل كيف تقضي حاجتي
و كيف تسعد مهجتي
و كيف تقصد راحتي
و أنا قصدت نقمتك!؟
أنا الذي استجلبت المآسي
و أتيتك
أبتغي رأفتك!
أنا الذي احتطبت المعاصي
و جئتك
أدّعي محبتك!


3
ألست أنت القديرالذي تخشاه
مخلوقاته
و أنا الحقير الذي تخشاه
خطواته؟!
ألست أنت الخبير الذي ترهبه
كائناته
و أنا الفقير الذي ترهبه
خطراته؟!
كيف لا أخشاك ربّي
و أنت أرضي
و سمائي!
كيف لا أهواك ربّي
و أنت دربي
و ضيائي!
كيف لا أسير و أنمو فيك
و أنت سبيلي
و نمائي!
كيف لا أتيه و أنجو فيك
و أنت تيهي
و نجاتي!
كيف لا أحيا و أموت فيك
و أنت حياتي
و مماتي!

4
ما لي كلما سمعت اسمي
في المهتدين
أرى نفسي تسير مع الغافلين!
ما لي كلما رأيت روحي
في الآنسين
أسمع عقلي يدبّ مع المبعدين!
ما لي كلما أقول أحبك ربّي
تخونني كلماتي
و يخونني قلبي!
ما لي كلما أبوح بعشقك ربّي
تخونني خطواتي
و يخونني دربي!
ما لي كلما اكتفيت
و اعتزلت و انزويت
تتبعني النزوات
و تلحقني الآفات
لتطرد حبّي
من جنّة ربّي!

5
ربّي لا أريد سواك
و لا أبتغي الا رضاك
فجلّلني بسترك
و أغرقني ببحرك!
ربّي لا أحبّ سواك
و لا أبتغي الا هواك
فظلّلني بعطفك
و أترعني بحبّك!
و ثبّتني
و سدّدني
و أدّبني
و أوقدني بقربك
و أحرقني بنورك!