ســــــجــــــنٌ بــــــــــــلا شــــــمـــــوع ْ          يـــــــبـــــــتــــــلّ ُبـــــــالــــــدمــــــوع ْ
وقــســوة ُ الــطـاغـوتِ وحـشـيَّـتُها تــزيـدْ
ســــــــــجـــــــــودٌ وركـــــــــــــــــــوع ْ          خـــــــــضـــــــــوع ٌ وخـــــــــشــــــــوع ْ
تــلـفُّـهُ الأسْــــلاكُ والــجــدرانُ والـحـديـدْ
وحُـــــــــــــــــــوشٌ وذِئـــــــــــــــــــابْ          ظـــــــلــــــمٌ بــــــــــــلا حــــــســــــابْ
ســلاسـلُ الإرهــابِ فــي زنـزانـةِ الـرشـيدْ
فـــــــــــي ضــــــنـــــكِ الــــصِــــعَـــابْ          وقــــــــــســـــــــوةِ الـــــــــعـــــــــذابْ
الـكـاظـمُ الـصـامِـدُ فــي مـوقـفهِ الـمـجيدْ

سـيدٌ يـسبحُ ضـدَّ الـموج فـي وضـع ٍ خَطيرْ
لـيـسَ لـلـظالمِ أن يَـسْـلُبَ تَـقريرَ الـمَصِيرْ
لـيـسَ لـلـدين مـكـانٌ أو بـقـايا مـن ضـميرْ
وإذا الـكاظمُ فـي سـجن ِ الـطوغيتِ أسـيرْ

جــســمُــهُ فــــــي الــســجــن مــلــقــىً          فــــــــــــي عـــــــــــذابٍ وعــــــنـــــاء ِ
ذاكـــــــــــــراً لـــــــلــــــهِ دومــــــــــــاً          فــــــــــي الـــصـــبـــاح ِ والـــمـــســـاء ِ
يـــــــتــــــحــــــدَّى بـــــالـــــصــــمــــودِ          عــــــنــــــفــــــوانَ الـــــكــــبــــريــــاء ِ
كــــــلَّــــــمــــــا زادَ الـــــــــعــــــــذاب ُ          زادَ فـــــــــــــــــي روح ِالإبــــــــــــــــاء ِ

خــــــــــــاضَ حَــــــرْبَــــــاً عــــــلــــــى          مَـــــــــــن طــــــغـــــى واعــــتــــلـــى 
عــــرشَـــهُ وداسَ أُلــــــوفَ الــجــمـاجـمْ
هـــــــــــــــــــدَّدَ الـــــظـــــالـــــمــــونْ          بــــــــــظـــــــــلام ِالــــــسُــــــجــــــونْ
حـــيـــثُ فــيــهــا يــقــيِّــدُونَ الأكــــــارمْ

شــــــــــــــــرَّدوا آلَ الــــــــرســـــــول ِ          وتــــــمـــــادَوا فــــــــــي الـــــضـــــلال ِ
قــــــــــــلْ لـــهـــاتـــيــكَ الــــــريـــــاح ِ          لــــــــنْ تـــنـــالــي مــــــــن جــــبــــال ِ
لــــــــنْ يُــــبــــادَ الـــخـــيــرُ قـــمـــعــا ً          بــــالــــســــجــــون ِ والــــــقـــــتـــــال ِ
ســــــــــــوَّدوا كـــــــــــلَّ ســــــجـــــل ٍ          بـــــــــضــــــــلالات ِ الــــــفِــــــعَـــــال ِ

كــــــــلُّــــــــنـــــــا يــــــــعـــــــلـــــــمُ         يَـــــــخْـــــــجَـــــــلُ الـــــــقـــــــلَــــــمُ
ذِكْـــــــرَ أفــعــالِـهـمْ لأنَّـــهـــا فــظــيـعـة
لَــــــــــعِــــــــــبٌ وَمُــــــــــجُــــــــــونْ         سَـــــــــــكــــــــــرٌ وجُــــــــــنُــــــــــونْ
ونـــفــوسٌ مِــــن الـمـعـاصـي وَضـيـيـعـة

تــــمـــادوا قــــســـوة ً فَــــهُـــمْ فــــــي         ظُـــــــلـــــــمَــــــة ِ الــــــــــدمـــــــــارْ
وعـــاثَـــوا فــــــي حـــقـــوق ِ شـــعــب ٍ         عــــــــــــاشَ فــــــــــــي حِــــــصَــــــارْ
فـــتـــجـــويـــعَـــهُــمُ الــــضــــحــــايــــا          أصــــــــــبــــــــــح الـــــــشـــــــعــــــارْ
وســـــجـــــنٌ وعـــــذابُ قــــــــمـــــــع ٍ          يـــــــــــمـــــــــــلأ ُالـــــــــــديـــــــــــارْ



فـــــــــــــي ســــجــــنــــهِ يُــــــهــــــانْ         تــــــأتــــــي لــــــــــــهُ الــــحِــــسَــــانْ
تُــريـدُ أنْ تَـغـويـهِ عـــنْ طـريـقـهِ الـقـويمْ
هـــــــيــــــهــــــاتَ أنْ تَــــــــــنـــــــــالْ          مِـــــــــــــنْ قِــــــمَّــــــةِ الــــجــــبــــالْ
بــعـضُ الــريـاح ِإذ تــهـبُ هــبـة َ الـنـسيمْ
لــــــــــــنْ يــــطــــمــــعَ الــــــفــــــؤادْ         فـــــــــــــي ذلــــــــــــكِ الــــــرمــــــادْ
لأنــــــــهُ تـــعــلَّــقَ بِــــربـــهِ الـــكــريــمْ
الــــــــــــــــــــورع ُ الـــــــتـــــــقــــــي         لـــــــــــــنْ يُــــصــــبــــحَ شــــــقــــــي
ولـــن يــكـونَ لـحـظـة ًفـــي فـعـلِهِ أثـيـمْ

عَـرْبَدَ الشيطانُ في السِجْن ِصَبَاحا ً وَمَسَاءْ
كي يرى موسى صريعا ً فوقَ أجسادِ النساءْ
فــرءاهــنَّ بــــهِ يَـسـلـكنَ دربَ الاهــتـداء
عــابـداتٍ زاهـــداتٍ فـــي صـــلاةٍ ودعــاءْ

يــــــئـــــسَ الـــشـــيـــطــانُ مـــــنـــــهُ          ســـــــعـــــــيُّــــــه مُـــــنـــــقـــــطـــــعُ
إنـــــــــــهُ مــــــوســـــى الـــعـــظـــيــمُ          الـــــــتـــــــقــــــيّ ُ الـــــــــــــــــــورع ُ
قـــــــــــدوة ُالــــــنـــــاس ِ جـــمـــيــعــاً          الـــــــــــــمـــــــــــــنـــــــــــــارُ الاروع ُ
حـــــــــجـــــــــة ُ اللهِ إلــــــيــــــهــــــا           كُــــــــــــــلُ هـــــــــــــادٍ يـــــــرجــــــعُ

حـــجــة ُ الـعـالـمـيـنْ صـــامــدٌ لا يــلــيـنْ         فــاقــتــدِ بــــــه يـــــا أيـــهــا الــمــوالـي
فـــالـــولاءُ حــــــقٌ والــــــولاءُ عـــشـــقٌ         والــــولاء ُ هــــو أن تــمـضـي ولا تــبـالـي

لا تــــــمـــــلْ لــــلــــشـــر ِ حـــــيـــــثُ          ســــــــــوفَ يُــــغـــويـــكَ الــــمـــيـــولُ
لا يـــــــغـــــــرنّــــــك زيـــــــــــــــــــفٌ         فــــــيــــــهِ يــــغــــتـــرّ ُ الــــجَــــهـــولُ
كــــــــــــنْ عــــــزيـــــزاً فـــالـــعـــزيــزُ         ســـــــــــوفَ يــــهـــديـــهِ الـــجـــلــيــلُ
والـــمـــعــاصــي فــــــــــي أفــــــــــولٍ         هـــــــلْ تُـــــــرى يُــــجـــدي الأفـــــــولُ

لـــــــذة ٌ زَائِــــلـــة لـــحــظــة ٌ قــاتــلــة         يَـــدْخُــلُ الـــنَّــارَ مَــــنْ بــهــا يـسـتـهـينُ
حـــســرة ٌ دائـــمــة نــفـسُـنَـا مُــجــرمَـة         هــــلْ نــفـكـرُ أيــــنَ ســــوفَ نــكــونُ ؟

نــــكــــونُ فــــــــي لـــهـــيــبِ نـــــــار ٍ          يــــــــــنــــــــــزع ُ الــــــــــشَّــــــــــوى
ويــــبــــقــــى خــــــالــــــداً ذلــــــيـــــلا          مَـــــــــــــنْ بـــــــهــــــا اكـــــــتــــــوى
ســـقـــيـــمـــاً مــــــالـــــهُ شــــــفـــــاءٌ         مـــــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــه دوا
وظــــــــامٍ لــــــــم يَــــــــذ ُقْ هــنــيــئـاً         لا ، ومــــــــــــــــــــا ارتـــــــــــــــــــوى



مـــــــــــا أعــــــظـــــمَ الــــمــــصـــابْ          جــــــــــنــــــــــازةُ الـــــــمــــــهــــــابْ
تُـرمـى عـلـى الـجـسر ِوفـي قـلوبنا لـهيبْ
تُــــــرمـــــى عــــــلـــــى الــــــتـــــرابْ          والــــــدمـــــعُ فــــــــــي انــــســـكـــابْ
نـبكي عـلى الـذي يُـرى فـي سـجنه غـريبْ
الـــــــبـــــــعــــــدُ والـــــــغــــــيــــــابْ         والـــــــــجـــــــــرحُ والـــــــــعــــــــذابْ
يـــا ســيـدي تَـرَكـتَنَا فــي حـالِـنَا الـرَّهـيبْ
يــــــــــــا عــــــاشــــــقَ الــــكــــتــــابْ         وعــــــــــاتِـــــــــقَ الــــــــــرقـــــــــابْ
إعــتـق رقـابـنـا مِــن الـمُـنْزَلق ِ الـعـصيبْ

خُــذ بـأيـدينا إلــى اللهِ أيــا حـبـلَ الـسـماءْ
واعـطنا مـن قـبس ِ الـقُدْس ِأيا نبعَ العطاءْ
فـلقدْ ضـاقتْ بـنا الأكـوانُ ِمنْ سَفكِ الدماءْ
واضـطـهادٍ لِـلأولـى يـأبـونَ لـلـظلم انـحناء ْ

أعــــطــــنــــا صــــــبـــــراً جــــمــــيـــلاً         يــــــــا بــــــــن خــــيــــرِ الـــصــابــراتِ
فــــالــــحـــروبُ قــــــــــد تـــــوالـــــتْ         قــــــادهــــــا شـــــــــــرُ الــــطــــغـــاةِ
فـــــــــــوقَ أشــــــــــلاء ِ الـــضـــحــايــا         فــــــــــــي دمــــــــــــاءٍ ســــــائـــــلاتِ
تــــعــــبـــرُ الأجــــــســـــادَ جــــــــــورا ً         بـــــالــــجــــيــــوش الــــــعـــــابـــــراتِ

الــضــمـيـرُ ذابــــــا  والــرقــيــبُ غـــابــا         هـــكــذا تــعــيـثُ الــجــيـوشُ الــجـهـولـة
تـــقـــطــعُ الــرقــابــا تــزرع ُ الـــعــذابــا         وتـــــرى افـــتــراسَ الـضـحـايـا بــطـولـة

لــــــيــــــس لــــلــــيــــن مــــــكــــــانٌ         بــــــــــــل هــــــجــــــومٌ ووعــــــيــــــدْ
كــــــــلُ مًــــــــنْ قــــــــالَ لــــهـــم: لا          فــــــلــــــهُ نــــــــــــارٌ..... حــــــديـــــدْ
كَــــمَّــــمُـــوا الأفــــــــــواهَ كــــــــــي لا         يُــــنـــطـــقُ الـــــقـــــولُ الــــرشـــيـــدْ
قــــتــــلـــوا مـــــوســـــى لـــــكـــــي لا         يــــبــــعـــثُ مـــــوســـــى الــــجـــديـــد

إنـــــه ســيـأتـي  فــــي قــلــوبِ قــــوم ٍ         ســيــنــتـصـرون انـــتـــصــارا ً كـــبـــيــرا
نــفـسُـهُـمْ عـــامــرة عــيـنُـهُـم ســاهــرة         يــــذكـــرون الألــــــه ذكــــــرا ً كــثــيــرا

جـــــنـــــودٌ يــــرســـمـــونَ خـــــطـــــا ً          يــــــــصـــــــنـــــــعُ الابـــــــــــــــــــــاءْ
جــــبــــالٌ هـــــــم مـــــــن الـــصــمــودِ          تــــــــعـــــــلـــــــنُ الـــــــــــــــــــــولاءْ
وهــــــــم فـــــــي قــــمـــةِ الــتــفــانـي          قـــــــــــمــــــــــةِ الـــــــعـــــــطـــــــاءْ
فــــهُـــم مـــــــن طـــيــنــةِ الـــعــطــاء ِ          تـــــــــــــــــــــرب ِ كــــــــــربــــــــــلاءْ

يـــــــــــــا زائـــــــــــــرَ الــــضــــريــــحْ          ســــــلِّــــــمْ عــــــلـــــى الــــجــــريـــحْ
وقـــــلْ لـــــه قــلــبـي بــحــبِـكَ مُــتَــيَّـمُ
واهـــــــــــنـــــــــــأ بـــــــقـــــــربـــــــهِ         أبـــــــــــحــــــــــر بــــــفـــــيـــــضـــــه
فـــإنَّــه الــمـجـاهـدُ الــعـظـيـمُ الــكـاظـمُ
واســـــتــــلــــهــــم الـــــــــــــــــدروسْ         مـــــــــــن مُــــلــــهـــم الــــنــــفـــوسْ
وقــــل هـنـيـئـا ً لــلــذي مِــنْــهُ يَـسْـتـلهمُ
بـــــــحــــــرٌ مـــــــــــــن الإبـــــــــــــاءْ         نـــــــبــــــعٌ مـــــــــــــن الـــــــوفــــــاءْ
يــعــتـصـمُ باللهِ مَــــــنْ بـــــهِ يَــعـتـصـمُ

قــفْ و كـبِّرْ وانـظر الـنَّصرَ لـمَنْ يـا مُـؤمنُ
هــلْ لـمَـنْ قــدْ عَـذ َّبـوا وشـرّدوا وَسَـجَّنّوا
أم لـمَـنْ قــدْ صَـبَـروا وَصَـمَـدوا لــم يـهنوا
إنـمـا الـعـاقبة ُ يَـحـظى بـهـا مــن أحـسنوا

الــــــقــــــصــــــورُ شـــــــــاهــــــــداتٌ         أنـــــــهــــــم قــــــــــــد أفــــلــــسُــــوا
ذهــــــــــــبَ الــــمــــلـــكُ وولّـــــــــــى          وتـــــــــلاشـــــــــى الـــــــــحـــــــــرسُ
ظــــــلَّـــــت الأزمــــــــــانُ تــــحـــكـــي         عــــــــــــن طــــــغــــــاةٍ دنــــــســـــوا
عـــــــــبــــــــدوا الــــــشـــــهـــــوةَ ذلا ً         فـــــــــي الـــمــعــاصــي انـــغــمــســوا

فـــي كـــؤوس خــمـرٍ فــي بـيـوتِ عُـهـر ٍ         صُـــهِــروا فـــــي نــارهــا قــــدْ أ ُذيــبــوا
وســـجـــونُ ذعــــــر ٍ واقــتــيــادُ حُــــــرٍ         مـــؤمـــن ٍ وحــــــق ُ الــبَــرَايَـا سَــلــيـبُ

فـــكـــفـــى يــــــــا مَــــــــن تــــولــــوا         وارتـــــقــــوا فـــــــــوقَ الـــكـــراســـي
مــــــــا فــعــلــتــم مــــــــن قـــبـــيــح ٍ         مــــــــــن عـــظــيــمــاتِ الـــمـــآســـي
وتـــــــعــــــدوا كـــــــــــــلّ حـــــــــــــدٍ         جــــــــــاوزا الـــــرقـــــمَ الـــقــيــاســي
فـــــاســـــأل ِ الأخــــــــــلاقَ عـــنـــهـــم         واســـــــــألِ الــــوضــــعَ الــســيــاســي

أســفـلُ الـسـافـلينْ ظـلـمـوا الـمـسـلمينْ         ثـــــمَّ خـــاضــوا فـــــي دمــــاءٍ غــزيــرة
إســتــهـانـوا ولــــــم يــعــبــأوا بــالـقـيـم         واســتــهــانــوا بـــالـــذنــوبِ الــكــبــيـرة

وكـــانـــوا  فــــــي الـــضـــلال غـــرقــى          لـــــــلـــــــهـــــــوى عـــــــبـــــــيـــــــدْ
وســــــــــاروا حـــيــنــمــا اســـتـــبـــدوا         فـــــــــــــي خـــــــطــــــى يــــــزيــــــدْ
عـــــذابٌ وســـــيـــــاط ُ طـــــــــــــــاغ ٍ         زجــــــــــــــــــــــرٌ ووعـــــــــــيــــــــــد
بــــــنـــــارٍ تــــكــــتـــوي الـــضـــحــايــا         ولــــــــــــهـــــــــــا مـــــــــــزيـــــــــــدْ

عرض القصيدة