"حينما يحمر العنب..و يتحدث الشهداء!"

الى الشهداء الأحياء و المستشهدين الأحرار على طريق ذات الشوكة و درب الولاية!

د. حسن آل حطيط ألعاملي
1

حينما يحمر العنب
و يضجّ في جسمي التعب
ألقاكِ أرضي..
تبكين قربي..
تسقينَ بالدمع الِقرَب
تزجينَ بالحزن السُحُب
و تحدثيني..
عن كل ما فاض و ما نضب
بتربك الطهر الطهور
بوجهك الغر الغيور
..عن المآسي و الغضب
يشدّ عصب الثائرين
يهدّ نير الظالمين
و يهزج في الصخب
..عن الآتين من جذوع التين
..عن الأسرى تقود الآسرين
..عن القتلى تسوق القاتلين
إلى مقابرها
لتعدمهم بدمع نسوتها
و تدفنهم بقهر أمتها
باسم رب العالمين

2
حينما يحمر العنب
و يأكل من جسمي التعب
سيصعد الصبح من صدري
و يبلع البحر أنفاسه!
و ينزف الأفق من نحري
و يفقد الترب إحساسه!
سأرحل حاملاً قبري
و يدق القلب أجراسه!
ليحضنني نور المنائر
و تبكيني كل المحاجر:
"جرحي يحيِّيكم..
يا من حملتم الجرح قنبلة
و فجرتم كل أسوار الخيانة
قلبي يحييّكم..
يا من قدّمتم القلب قربانا
و مزقتم كل أستار المهانة
روحي تحّييكيم..
يا من أودعتم الروح في قلبي
و رّويتم بدمّكم تربي
لينبت بالدم الوردُ
و يصدق بالدم الوعدُ
و يحيا باسمكم شعبي

3
حينما يحمر العنب
و تصَّاعد النار من ألمي
سأرفع كل السدود
لأسدَّ كل الغيومَ بغمي
و أعبر كل الحدود
لأضمَّ كل الهمومَ بهمّي
و أغسلكِ
أرضي
بدمّي

4
حينما يحمر العنب
و يسّاقط الطلّ في الكَرْمِ
سأمطركِ دمعًا أحمرا
احمرارَ الأمل في الظُلَم
و أنبيك نصرًا أخضرا
اخضرارَ النور في الحرَم
و أدعو كل العصافير
تعالي..
تعالي تقاسمي لحمي
و أطعمها من الشفتين
و أسقيها من العينين
و أذري لها
حبي
و أفري لها
كبدي
حباً لكِ
أرضي!

Testing
عرض القصيدة