تغريبة العشق
زهراء المتغوي
أغــرى جَـنـوبٌ أو أَغــارَ
شَـمـالُ؟ فـلـكـربـلاءَ تـحـمـحـمُ
الأوصــــالُ
قُـمْ وانـظر الشّوق الذي
بِدَواخِلي أرأيــتَ كَـيـفَ يُـبـاغِتُ الـزِّلْـزَالُ
؟
فـلـطَـالَـمـا أشْـعَـلـتُـهـا
تَـهْـويـمَـةً وكـــأنّ كُــلَّ طُـقـوسِها
اسـتِـهْلالُ
فإذا نَطَقْتُ تَذوبُ رُوحِي فِي
فَمي وعَـلـى شِـفـاهي تَـرْتـمي
أَنْـصَـالُ
سَـنَـةً عـلى سَـنَةٍ أُنـوْرِسُ
لَـهْفتي وأنـــا الـشَّـرانقُ مَـوْطِـني
أغْــلالُ
حَــوْلاً عَـلى حَـوْلٍ أُتّـرْجمُ
صـبوتي فَـتَـضيقُ بــي الأَوْصَـافُ
والأَحْـوالُ
غَـازَلـتُ أُمْـنـيةً فَـرَمَّـضَها
الأَسَــى وغَـــدا يــذَعـذعُ ريـحَـهـا
الـوِلْـوالُ
وتَـعـودُ لــي فــي الأَرْبِـعينَ
قِـيامَةٌ مـــن كُـــلِّ فـــجٍّ شــائـقٍ
تَـنْـثـالُ
جـبـريلُ أقـبـلَ فـي الـبُروجِ
يـزفّها وبَــنَـاتُ نَــعْـشٍ سـاقَـهـا مِـيـكـالُ
والـشَّمْسُ هَـرْولَتِ الـسَّماءُ
بإثرِها لـتَـضـيعَ مِـــنْ حُـسْـبانِها
الأَمـيَـالُ
وإرادَةُ الأرْضِ اسـتَـمـالَت
لـلـجَوَى إنَّ الــجَـوَى فـــي طـبْـعِـهِ
مـيّـالُ
لـلـجَنةِ الـحُـبلَى وسِــدْرةِ
مُـنْـتَهى فـشـعابُ طُـوبَـى حَـبْـوةٌ
وظِــلالُ
والـعَاشِقونَ عـلى الـخُلودِ
تَزَاحَمُوا الــصّــلْـتُ والــمَـشَّـاءُ
والــخَـيَّـالُ
تَـتَعَصْفرُ الضَّحِكاتُ وسْطَ
نَشيجِهِمْ أَرَأَيــتَ كـيـفَ يُـكَـرْكِرُ
الأطـفـالُ؟
اللهُ طـافَ عَـلَى الـسُّهوبِ أَمَامَهُم والأنْـــبِـــيـــاءُ تَـــحــفُّــهُــمْ
والآلُ
والـمُصْطَفى في المشْعرين
صَلاتُه حــتّــى يــــؤذِّنَ لـلـنَّـفير بِـــلالُ
:
"اللهُ أكـبـرُ"، والـعُـطورُ
تَـراكَضَتْ ومِـــن الـضَّـريـحِ تـدفّـقَ
الـشَّـلاّلُ
وبِـهـيدَبِ الـدَّمْـعِ اسـترَاحتْ
غَـيْمَةٌ ،الـعُـشْـقُ مِــن سَـلـسَالِها
سَـيَّـالُ
نَـكَـفتْ بـمنديلِ الـوِصَالِ
شـجونَها وســطَ الـفَـراديسِ الـتـي
تَـخْـتالُ
والـمُـسْـتـحـيلُ تــفـتُّـهُ
دَعَــواتُـهـا لا يَـسـتقيمُ مَــعَ الـحُـسينِ مُـحَـالُ
الـصَّـابئون عَـلـى شَـريـعةِ
غَـفْلتي دَرجـوا عـلى حُـكْمِ الرَّدى أو
مَالوا
والـرَّاحلون هـوى الـحسينِ
أجـنَّهُم وأنـــا كَـحَـظِّـي صَـخْـرةٌ
مِـعْـطالُ
كـانُوا هُـناكَ وكُـنْتُ أَحْصِدُ
شَقْوتي والـشـعـرُ أكــثـر خُــبْـزِه
أطـــلالُ
فـــإذا الـعُـذوبَةُ أنَـهَـرَتْ
شـطـآنها و الـسَّـاحـلـون بـقُـربِـها لا
زَالـــوا
وغَــدَوتُ أهـتـفُ يــا نَـبيَّ
صَـبابتي حــتّـامَ يـكـبرُ لـلـجَفَافِ مِـطَـالُ
؟
لــم يـبقَ فـي الـتَّقْويمِ رقـمٌ
حَـائِرٌ إلا عَــلــيْـه بَــكــى ورَقَّ
الــحَــالُ
تـغـريـبةٌ لـلـوَجْـدِ بــيـنَ
حـرائـقـي والــشَّـاهِـدان الـفـجْـرُ
والآصَـــالُ
مـــا نـقـطـةٌ بـمـسـاحتي
قـارَبْـتُها إلا يــجــوسُ بـصَـدرِهـا
الـتـرْحَـالُ
فـمتى بـبُشراكَ الـقميصُ يـعيدُ لي بَـصَري فـأنتَ اليوسُفُ
المِفْضالُ؟
ومـتى قِـطافُ الاصْـطبارِ يَلوحُ
لي فــأنــا وكُـــلُّ الـمُـتـعَبينَ
سِـــلالُ
عـدني إذا مَـلَكوتُ عُـشْقك
ضَمَّني ونَــمَـا عــلـى أَعْـتـابِكَ
الـصِّـلصالُ
وأَتــيْــتُ يَـخْـتـمـرُ الأوارُ
بــرَهْـبـةِ الـلُّـقـيـا ورنّـــحَ عُـــودَه
الـتِّـمـثالُ
ولَـبَسْتُ درعَ الصَّمتِ في
تَغْريبتي (والصَّمْتُ في حَرمِ الجَمالِ جَمالُ)
عـدْني أُسـافرُ فـي هَـواكَ
مُـحَرَّرا عــدْنــي بِــــأنْ تـتـفـتّحَ
الأَقْــفـالُ
وإذا انـسكبتُ عـلى يـديك
قـصيدةً عــدنـي بـــأنْ يـتـعـنّبَ
الــمـوّال!
عــدنـي بـــأنْ يـتـعـنّبَ الــمـوّال! |