فداءكَ ما برحتَ لنا منارَا=يقودُ إلى الهدى مسرَى الحيارى بلغتَ من الكرامةِ منتهاها=وما بَلَغَتْ بكَ الأحقادُ ثارَا تحفُّ بكَ المهابةُ عن يمينٍ=وتهتفُ باسمكَ النُعمى يسارَا ولو لَمْ تكنْ مبعوثَ ربّي=لَحَقّ لنَا، اصطفيناكَ اختيارَا وتبّاً للرواةِ متى أفاضوا=عليك الوصفَ والمِدَحَ الكبارَا فلستَ الغرَّ يُسجنُ في حروفٍ=من الذكرِ الحميدِ فلا يُبارى ولستَ البدرَ أتعبَ عاشقيهِ=على شطِّ الظلامِ قضَوا سهارى أجلُّكَ عن (حديثِ الغارِ) فضلاً=وقد بُنِيتْ لك الأضلاعُ غارَا أُجلُّكَ عن (حنينِ الجذعِ) لَمّا=جفَوتَ مقامَهُ فقضَى انتظارَا أُجِلُّكَ عن معاني الوصف جمعاً=فإنّكَ ما خُلِقتَ لكي تُجارى رضيتَ الملَّةَ السمحاءَ نهجاً=ولن ترضى اليهودُ ولا النصارى أهالوا كيلَهم حقداً ولكنْ=أتتْ أقصَى مساعيهم بوارَا أرادُوا طمسَ أمجادٍ وعزٍّ=ولكنْ تلكَ أحلامُ السُكارى ووافانَا بعورتهِ لئيم=حقير يملأُ الدنيا احتقَارَا ليكشِفَ عن خساسته رسوماً=تصرّح عن تغابيهِ المُوارى سَمَوتَ على تعاليهِ انتساباً=وخرّ على مخازيهِ انهيارَا هيَ الأحقادُ تخنقُ نافثيها=ويأبى العطرُ لولاكَ انتشارَا هي الأحقادُ أبشعُ من ذبابٍ=تهاوَى فوقَ ذلّتهِ انكسارَا سيُوهنها الزمانُ بِما استهانتْ=ويلحقُ نسلهَا التاريخُ عارَا فلا دامتْ ولا دامتْ أيادٍ=تصافحُها وتدعمُها انتصارَا

Testing
عرض القصيدة