قاتلت نفسي في هواك فلم أدع قاتَلْتُ نَفْسِي في هَواكَ فَلَمْ أدَعْ=لِلنَّفْسِ من لذّاتِها إلا الجَزَع أخبرتُ مَنْ قالوا بِأَنيَ شاعِرٌ=إنَّ الهَوى لَوْ حَلَّ في الصَّخْرِ انْصَدَع إنَّ الهَوى لَوْ حَلَّ في بَحْرٍ نَزا=و أنا مَشِيجٌ مِنْ تُرابٍ مُصْطَنَع ما أَنْطَقَتْنِي في الهَوى لَيْلَى ولا=خَمْرِيَّةُ الوَجَناتِ شِيمَتُها الدَّلَع لكِنَّهُ رَيْحَانَةُ الهَادِي الذي=أنا كُنْتُ نَثْراً في هَواهُ فاجْتَمَعْ للهِ وَجْهٌ في الظَّلامِ مُشَعْشِعٌ=و البَدْرُ يَحْلُو في الظَّلامِ إذا طَلَع جلَّ الإلهُ بِخَلْقِهِ ماذا بَرى=فَكَأَنَّ طه في مَحاسِنِهِ اضطَجَع نورٌ تَبَلَّجَ كالصَّباحِ و نُطْقُهُ=بِمَزِيجِ طه و الوَصِي إذا انْدَلع واللَّيْلُ سَرَّحَ في صِفاتِكَ غَيْهَباً=حتى تَلَجْلَجَ في مَديحِكَ وانقَطَع فَلِذا تَنادى النّاظِرونَ لِحُسنِهِ=جَلَّ الصَّنيعُ وجلَّ ربي ما صَنَع والعَقْلُ أَنْتَ العَقْلُ لَوْ كان امرِءاً=والعَقْلُ خَيْرُ بَني التُّرابِ إذا ابْتَدَع والفَضْلُ أَنْتَ الفَضْلُ فيكَ نِهايَةٌ=والعِزُّ بَعْدَكَ أنْفُهُ قِيلَ انجَدَع أفديكَ مَبْسوطَ اليَدَيْنِ فَماطِرٌ=غَيثُ السَّماءِ وطَبعُهُ عَنْكَ انطَبَع إنْ قُلْتُ كالبَحْرِ اللُّهامِ فإنَّما=سَبْعَ البِحارِ مِنَ المَكارِمِ قَدْ صَنَع أو قُلْتُ ذا نُسُكٍ فَهَلْ ترَ مِثلَهُ=مُتَنَسِّكاً في الدَّهْرِ للهِ انقَطَع قَدْ ذَلَّتِ العَلْيا إلَيْهِ فَاعْتَلى=ومَراتِبُ العَليا بِجُهْدٍ تُنْتَزَع والفَخْرُ إنْ قِيلَ الفَخارُ فَبَعْدَهُ=المَجْدُ يَسْجدُ و الإباءُ لَهُ رَكَع قَدْ سابَقَ الإحسانَ في إحسانهِ=والجودُ طِفْلٌ مِنْ أنامِلِهِ ارتَضَع لا غَرْوَ فيهِ مِنَ الحِسانِ أتَمُّها=فاللهُ قِدْماً في أوائِلِهِ جَمَع أصْلُ النُّبُوَّةِ و الإمامَةِ أصْلُهُ=والبَذْرُ يَحْكي أصْلَهُ حَيْثُ انزَرَع هو نَجْلُ قالِعِ بابِ خَيْبَرَ مَنْ دَعا=بِصِفاتِهِ بابُ السَّماءِ لَهُ انقَلَع وهو ابنُ فاطِمةَ البَتُولِ و رَبُّها=شَرْعَ الوُجُودِ على مَحَبَّتِها شَرَع أوَ أرتَعي لِلْقَوْلِ مِنْ حُسّادِهِ=و فَمُ الحَسودِ عَنِ الوِشايَةِ ما امْتَنَع قَالُوا خَشى خَوْضَ القِتَالِ إِمَامُهُمْ=وبِصُلْحِهِ لِبَني أُمَيَّةَ قَدْ خَنَعْ أوَ ما رَأَوْا صِفينَ في لَهَواتِها=ونِصالُ سَيْفِكَ في مَناحِرِهِمْ هَزَع أيُجبِّنوك و أنت في غَمَراتِها=لِلْمَوْتِ أطْلَقْتَ العَنانَ فَما رَجَع فإذا تَحَطَّمَتِ النِّصالُ و أَوْشَكَتْ=زُمَرُ الكُماةِ على مُسابَقَةِ الفَزَع و تَراقَصَتْ بَيْنَ الجَماجِمِ في الوَغى=روسُ الذَّوابِلِ و الدِّماءُ لها تَبَع و انْشَقَّتِ البَطْحاءُ تَبْلَعُ شوسَها=و الرُّعْبُ دَعْدَعَ في القُلوبِ فَلَمْ يَدَع حَيْثُ الصَّباحُ مِنَ العَجاجَةِ مُظْلِمٌ=و دُجى العَجاجِ مِنَ الأسِنَّةِ ما طَلَع قُوموا إلى الأَجْداثِ جاءَ وَعِيدُكُم=مُذْ أدْرَكوكَ فَكُنْتَ هَوْلَ المُطَّلَع هذا ابنُ حَيْدَرَةٍ و سِنْخُ محمدٍ=والنَّصْلُ مِنْ نَسْلِ الحُسامِ إذا فَرَع و الأمْرُ فِيهِ مُسَلَّمٌ و بِحُكْمِهِ=رَفَعَ القَنا لِلْحَرْبِ أو عَنْها وَضَع في مَهْبِطِ الوَحْيِ المُقَدَّسِ قَدْ نَما=و الذِّكْرُ دَوْماً في تِلاوَتِهِ خَشَع مِنْ مَنْبَعِ التَّنْزِيلِ مَنْهَلُ عِلْمِهِ=وبِجَوْهَرِ الإيمانِ مَنْهَجُهُ نَصَع و بِمُهْجَةِ الإخْلاصِ يَنْضَحُ قَلْبُهُ=وبِخَشْيَةِ الرَّحمَنِ شِيمَتُهُ الوَرَع فَلِكُلِّ جُرْحٍ في الفُؤادِ شِفَائُهُ=و لِكُلِّ ضِيقٍ في الحَشاشَةِ مُتَّسَع و مَدارِكُ الكَلِماتِ فيهِ حِكايَةٌ=كَفُّ الزَّمانِ بِنَسْجِها حاكَ السَّجَع يا مُهْجَةَ الهادِي فَتِلْكَ قَصائِدِي=مِنْ بَحْرِ جُودِكَ ثَغْرُها لَمّا كَرَع قالَتْ يُؤَرِّقُني هَواكَ فَلَمْ أَدَعْ=لِلْنَّفْسِ مِنْ لَذّاتِها إلا الهَلَع صَلى الإلهُ على الزَّكِيِ المُجْتَبى=ما لاحَ نَجْمٌ في السَّماءِ وما لَمَع محمد عبد الرضا الحرزي

Testing
عرض القصيدة