"رأس الحسين"
د. حسن آل حطيط ألعاملي
1
كيف لي..
أن أسلك دربي ؟!
كيف لي...؟!
و رأس الحسين
في كل درب
يظهر لي!..
يشكو عبيد الدنيا و أهل الشقاق
يشكو فساد الأمر و قوم النفاق
و ادعاء الدعيّ
بن الأدعياء
بأن الدين ألعوبة الأشقياء
و أن الحقّ أضحوكة الطلقاء
كيف لي...؟!
كيف لي...؟!
2
كيف لي..
أن أحيا حياتي؟!
كيف لي...؟!
و رأس الحسين
في كل حيّ
يبرز لي!..
ليريني هول الرزايا
و يشعرني ذعر الضحايا
و يأخذ بي!..
الى حيث البلايا
تعصف بي!..
ليذيقني ظمأ الأسارى
ويسمعني صوت السبايا
تئنّ في كل مصر
تصيح في كل عصر:
ليس لي وليّ
ليس لي!..
3
كيف لي..
أن أموت مماتي ؟!
كيف لي...؟!
و رأس الحسين
في كل موت
يطلع لي
ليروي عن الخذلان و الخيانات
و يروي عن العصيان و الاهانات
و يدفع بي..
لأتيه مع النساء التائهات
و أضيع مع الثكالى الضائعات
أبحث عن يتاماه المشردّات
تسأل: أين كفيلي..
ليس لي!..
4
كيف لي..
أن أواجه ربّي؟!
كيف لي...؟!
و رأس الحسين
في كل وجه
يكشف لي..
ما جنته العصور
على أهل التقى
و رمته الدهور
على سفن الهدى
و يبوح لي..
عن سرّ الذي ابتلي
وبه الله ابتلى!
عن القمر الذي هوى
فوق الثرى!
عن الأرض التي حوت
كربا و بلا!
عن الدّين الذي قضى
تحت أقدام العدا!
و تناوشته الوحوش
في أوحش فلا!
كبف لي..!
بل أنّى لي!..
أن أنسى حسينا
أنّى لي!
و رأسه المقطوع من القفا
حملوه مرفوعاعلى القنا
يتلو الكتاب على الملا!
أنّى لي..!
أنّى لي..!