1
"على بابها!.."

طرقت باب العقيلة!...
لأملأ صاع الرجاء
و كان زادي قليلا
و ذنبي يجرّ البلاء!..
طرقت باب العقيلة!..
ليترع قلبي الضياء
و كان جسمي عليلا
و كنت ُملك العناء!
طرقت باب العقيلة!..
ناديت هلاّ من مجيب
فقير حالٍ ذليلا
نداء عبد غريب!..
و أرخيت حملي الثقيلا
سمعت صوتاً يجيب...:
"أهلاً..أهلاً بضيف العقيلة!..
كل أمانيك تطيب!..

2
"في روضتها!.."

يا طيور الوجد مهلا
حطي الرحال هنا!..
يا طيور الحزن مهلاً
هنا مرقد السنا!..
يا طيور الطهر..هنا
ضمّي إليك الحنين
و تجرعيه بصمت
و ألقيه فوق السنين!..
ليصبح الصبر فجراً
و ينهدّ سور الأنين
و يهتف القلب جهراً:
"أمّاه...
أمَّ المساكين!..."
ينسكب الهدى..
وتعبر الرياحين لِ"الروض"
خلف الخطى
يغتسل الندى
و تحج العصافير لِ"الصحن"
تهوى اللقا...
تدور الدنى..و تبقى المنى
تلف المدى..بأحلى صدى:
"أهل بيت النبي (ص)
أنتم معادن الحكمة..
أهل بيت النبي
أنتم مفاتح الرحمة..
و بحبكم تسمو نفوس الأمة
و بنوركم ُتجلى ليالي الغمّة".

3
" في حضرتها!..."

زغردةٌ خلُد صداها
و ازدهى البيت المطهر
ببهجة العينين!,,
زغردةٌ برق صداها
و انحنى الزهر المعطر
لحمرة الخدّين!..
زغردة رقص صداها
وتسلّق القلب الغيوم
ليقطف من أقصى النجوم
ورداً..لبسمة الشفتين!
يا ربيع النفس..يا حلم النسائم
أين منك السنا يا نجمة القطبين!؟
يا نداء القلب..يا عين العزائم
أين منك الورى يا دمعة الطهرين!؟
يا بضعة الزهراء..يا مهجة الكرار
أنت النجوم بكل ما ازدانت من الأنوار!
يا مقلة الزهراء..يا فرحة الكرار
أنت الورود و كل ما حضنت من الأسرار!
أنت الضيا..أنت الفضا..
بأنور ما احتوى من الأنوار!

4
"في ذكراها.."

بالله يا زينب..أضيئي الشموع..
فاليوم ذكراكِ!
و لتلهبي الغيهب..بحرّ الدموع..
عند مثواكِ!..
بالله يا حوراء..يا موئل الضعفاء..
أجيبي مرضاكِ
و لتبرئي البؤساء..بنور مرآكِ
بالله مولاتنا..مرّي بنا
و لتمسحي الأحزان..عن عمرنا
بالله يا عزّنا.. مرّي بنا
و انزعي الأغلال.. عن صدرنا
و اسألي الآهات..
عن كل ما يجري..بعيشنا المذري
على درب الطغاة!
و كل ما نلقى..بعمرنا الملقى
على باب البغاة!!..

5
"في حرمها!.."

من للدموع تذرفها الثكالى
ليحبسها الليل بآهات الحنين!؟
من للشموع تشعلها اليتامى
ليحضنها الحزن بآهات الأنين!؟
من للقلوب الوالهة, من للسبايا
تكفن قلبها نار السكون!؟
من للصدور الحائرة, من للأسارى
يهشم سرّها صدأ السجون!؟
مولاتي يا زينب..من للرزايا
إذا اشتدّت و كسّرت الغصون
و لم تبق من إلا البقايا
و أشلاء تلفظها السنون!..
مولاتي يا زينب..
دعي ذؤابات البحر تأتي إليكِ
لتطهر الآلام في راحتيكِ
مولاتي يا زينب..
دعي ضفيرات الريح تهوي إليكِ
لتقبّل الأنوار في ناظريكِ
مولاتي يا زينب..
دعي أمنيات الصبح تصحو لديكِ
لتعانق الصبر
و تجاور الطهر
في ساعديكِ!
لأجلكِ.. أترعنا القلوب بطلّ السحر!
لأجلكِ.. أسكنّا الدموع بفاه المطر!
لتظل الأرض تبكي
و تظلّ الريح تبكي
و يظلّ القلب يبكي
كلما يهوي المطر!!..

6
"عند مثواها...!"

يسعى إليك النور مدمي الجوارح!
يهفو إليك الطير مكسور الجوانح!
يحجّ إليك الليل بأنّات النوائح!
أنا لترب مثواك تراب!
أنا لسقف مثواك سحاب!
أنا بسور مثواك
ربطت يديّ!
لأظلّ منسيّاً
حتى ُأجاب!!!...

Testing
عرض القصيدة