ذو الجناح أقبل من الميدان خالي وا ويلاه .. أي وا حسيناه .. أي وا حسيناه ضُمني عندك يا جداه في هذا الضريح=علني يا جد من بلوى زماني أستريح ضاق يا جد من فرط الأسى كل فسيح=فعسى طود الأسى يندك بين الدكتين جد صفو العيش من بعدك بالأكدار شيب=و أشاب الهم رأسي قبل ابان المشيب فعلا من داخل القبر بكاءٌ و نحيب=و نداءٌ بإفتجاعٍ يا حبيبي يا حسين أنت يا ريحانة القلب حقيقٌ بالبلاء=إنما الدنيا اُعدت لبلاء النبلاء لكن الماضي قريرٌ في الذي قد أقبلَ=فإتخذ ذرعين من صبرٍ و حسمٍ سابغين ذو الجناح أقبل من الميدان خالي وا ويلاه .. أي وا حسيناه .. أي وا حسيناه ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا=و ستبقى في ثراها عافراً منجدلا و كأني بلئيم الأصل شمراً قد علا=صدرك الطاهر بالسيف يحز الوجدين و كأني بالأيامى من بناتي تستغيث=سغباً تستعطف القوم و قد عز المغيث قد برى أجسامهن الضرب و السير الحثيث=بينما السجاد بالأصفاد مغلول اليدين فبكى قرة عين المصطفى و المرتضى=رحمةً للآل لا سُخطاً لمحتومٍ قضا إذا هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا=مقتدى الأمة والي شرقها و المغربين ذو الجناح أقبل من الميدان خالي وا ويلاه .. أي وا حسيناه .. أي وا حسيناه اُخت يا زينب أوصيك وصايا فإسمعي=إنني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي فأصبري فالصبر منكِ من كرام المترعِ=كل حيٍ سينحيه عن الأحياء حين في جليل الخطب أصبري الصبر الجميل=إن خير الصبر ما كان على الخطب الجليل و أتركي اللطم على الخد و إعلان العويل=ثم لا أكره أن يسقي دمع العين ورد الوجنتين إجمعي شمل اليتامى بعد فقدي و أنظمي=أطعمي من جاع منهم ثم أروي منظمي و أذكري أني في حفظهم ضل دمي=ليتني بينهم كالأنف بين الحاجبين ذو الجناح أقبل من الميدان خالي وا ويلاه .. أي وا حسيناه .. أي وا حسيناه