وحينَ حجّلَ معصميْكَ الماءُ
والتطمَ الفراتُ بمقلتيْك
وسقطتَ في أجسادِنا شفقاً
أتيتَ مضاربَ المتخثرينَ .. دخلتَ في أسمالِهمْ
ورأيتَ أوديةَ من الأحبارِ من أوداجِهم قتلى .. تسيلُ
قرّطتَ مسمَعَهمْ فقلْتَ مؤذناً
اللهُ / كنتُ أرى الهزيعَ سحابةً وقفت
تشدُّ مكانَها
ورأيتُها مابينَ جرحينِ اختفتْ
وتفجرتْ منها الخيولُ
كانوا يلمّونَ الصحارى تحتَ رأسِكَ
يُضرمونَ النارَ فيكَ
وكلما احتدمتْ مواقدُهمْ تؤم النارَ ، من أي الجهاتِ أتوكَ
ينهزمُ السبيلُ
ها أنتَ داخلَنا تجوسُ مقاتلاً
وتجيئكَ الرهبانُ ..
فاطلق في صهيلِكَ مئذناتِ اللهِ
ياكلَ القرابينِ ابتدأْ
زمنَ النبيينَ ابتدأْ
ها أنتَ تسقط فوقَ عرشِ الله منتصباً
تشيعُكَ السماءُ يحفُّكَ التبجيلُ
سبحانَ جرحِكَ يا قتيلُ
سبحانَ رأسِكَ يا قتيلُ
متحدياً للكونِ تحملُهُ النصولُ
ويطوفُ حولَ قذالِهِ التهليلُ
يا سيدَ الفلوات يندفقُ الوريدُ .. يدبُّ في النهرينِ جرحُكَ
وحّدتكَ الأرضُ يا ..
وجعَ الملايينِ الذينَ إُستضعِفوا
آمنتُ أنكَ يستفيقُ الفجرُ في عينيكَ مشتعلاً
ويتلوكَ الصليلُ
ما بينَ مقتلِكَ الشريفِ وذلِهمْ .. سفرٌ طويلُ
هم يعبدونَ ملوكَهمْ
ويُجددونَ اللهَ في يومينِ
أكبرتْ الدماءُ صلابةً
أردفتَها ومشيتَ متئدَ الخطى
ها أنتَ مذ نُزلّتَ قامتُكَ النخيلُ

Testing
عرض القصيدة