أصبحتُ في كُرَّمَانِ اليومَ مَحبوسَا=مُبرَّحاً في بِحارِ الغَمِّ مَغموسَا مُبَلبَل اللُّبِّ مَحشوَّ الحَشَا أسَفاً=موَزَّعَ البالِ تَثليثاً و تَسديسَا أظُنُّ إقليدساً في الذُّرّ لاحَظَهُ=فكانَ ذاكَ لِشَكلِ التّرسِ تأسيسَا معكوس موُجِبَةَ الآمالِ أجمَعُها=عكسَ النَّقيضِ و لَيسَ العَكسُ مَعكوسَا في القلبِ مِنِّي هُمومٌ=جالَت بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ كَرَاديسَا إنِّي أقَمتُ بِمِصرٍ جُلُّ قاطِنِهِ=عُبَّادُ نارٍ و ضَرَّابو نواقيسَا لم ألقَ في أرضِها شيئاً أُسَرُّ بهِ=و لا وجدتُ بها درساً و تدريسَا بلى مدارِسَ منقوشاً جوانِبُها=تخالُها مِن أصابيغٍ طواويسَا لقد رَمَتني مجانيقُ القضاءِ بِها=لأُمِّ رأسي تحليقاً و تنكيسَا أن أُمسِ ذا غُربةً في كَرَّمانَ فَقَد=أمسى غريباً عَلِيُّ الطُّهرُ في طُوسَا شمسُ الجلالَةِ مّرِّيخُ النَّبالةِ ميزانُ=العدالةِ قِسطاً ليسَ مَبخُوسَا قُطبُ الوِلايَةِ مِفتاحُ الدِّرايَةِ=مِصباحُ الهِدايَةِ نُورٌ مِن مقابيسَا صِحاحُ أخبارِ علمِ المُصطفى جُمِعَتْ=لهُ فَكَانَت لِكُلِّ العِلمِ قاموسَا توراةُ مُوسى و إنجيلُ المسيحِ معاً=في عِلمِهِ قطرَةٌ في البحرِ لو قِيسَا فَمُصحَفُ البَضعَةِ الزَّهراءِ فاطِمَةٍ=و الجَفرُ لا حازَهُ موسى و لا عيسى لَوِ احتذى القَمَرَينِ افتَرَّ ثَغرُهُما=رِضىً و عَدَّاهُ إقبالاً و نامُوسَا أيأنَفَانِ إذا دِيسَا بأَخمَصِ مَن=لَولاهُ ما لَبِسا لِلحُسنِ مَلبوسَا وَ فِي وِلايَتِهِ لِلعَهدِ مِن قبلِ=المأمونِ ما يَذهِلُ النَّاسَ الأكائيسَا إذ قالَ أنتَ رئيسُ النَّاسِ قاطِبَةً=و لَن يكُونَ رَئيسُ النَّاسُ مَرؤُوسَا فَقُم مَقامي فَلَم يقبَلْ فَعَاتَبتَهُ=سِراً فَقَالَ دَعِ اليومَ الوَسَاويسَا أردتَ إظهارَ أنَّا لَم نكُفَّ تُقىً=بل حيثُ مِنَ الدُّنيا مغاليسَا فَزِيدَ غيظاً و بُغضاً ثُمَّ خَاطَبَهُ=في العَهدِ و ازدادَ تقطِيباً و تعبيسَا فَقَالَ سَمعاً حَذَارِ البَطشِ مِنهُ بِهِ=و خَطَّ عهداً عَنِ التَّغييرِ مَحروسَا فَلَوَّمَتهُ بَنو العباسِ قالَ لهُم=ولَّيتهُ العهدَ تدليساً و تلبيسَا قد أصبحَ الآنَ كالمأسورِ تحتَ يَدَيْ=لا أختشي مِنهُ مكروهاً و لا بُوْسَا و لَو ثنيتُ عِنانَ الأمرِ عنهُ لَمَا=آمَنَتْ مِنهُ رِجالاً في الوغى شُوسَا لكِنمَا الآنَ قصدي خفضُ رِفعَتِهِ=حتى يصيرَ خَمِيدَ الِّكرِ مَطموسَا فَقَالَ مِنهُم عنيدٌ ناصِبٌ حَنِقٌ=مُنافِقٌ لم يزَل في الغَيِّ مَغموسَا إعقِد لنا مجلِساً أخلَعْ عليهِ مِنَ=الذُّلِّ المُهينِ بتقريعي ملابيسَا فقالَ يا نَجلَ موسى قَد عَدَوتَ بِما=خُوِّلْتَ طَورَكَ حُمقاً مِنكَ مأنُوسَا إن أنزَلَ اللهُ غيثاً قُلتَ مكرُمَةً=لي تفتُنُ النَّاسَ تمويهاً و تَعميسَا و كانَ قبلُ قَدِ استسقى لهُم فسُقوا=مِن بعدِ جَدبٍ لَقُوا مِن طُولِهِ بُوسا و قالَ وَيحَكَ هل أظهرتَ مُعجِزَةً=كَمِثلِ مُعجِزِ إبراهيمَ أو موسَى فَعِندَ ذلِكَ نادَى صُورتي أسَدٍ=خُذِ الرَّجيمِ الذي لا زالَ مَتعُوسَا فَغَادَرَاهُ صريعَ الموتِ مُحتَضِراً=و استأصَلاهُ أكِيلَ الجِسمِ مَفروسَا و استأذننا بعدُ في المأمونِ فارتَعَدَتْ=فَرَايصُ الرّجسِ حتى خرَّ منكوسَا وَ بَعدَ طُولِ عِلاجَاتٍ أفَاقَ وَ لَمْ=يُقلِعْ و ما زالَ في العُدوانِ مَركُوسَا فَكَم لإفحامِ مولانا دَعَا نَفَراً=مِنَ اليَهُودِ وَ زِنديقاً و قِسِّيسَا فَيَقطَعِ الكُلَّ بُرهاناً و هَل غَلَبَتْ=حِزبَ المُهَيمِنِ أحزابٌ لإبليسَا و اغتالهُ بعدَ إذ أهدى لهُ عِنَباً=و السُّمُّ في ضَمنِهِ قد كانَ مدسوسَا و كَم لآلِ رسولِ اللهِ مِن قَمَرٍ=قد غابَ مُنخَسِفاً في الأرضِ مَرموسَا جعلتُ دَمعيَ وَقفاً جارياً لَهُمُ=لا حَبْسَ فيهِ و كَانَ الوَقفُ تَحبيسَا عَلَيهِمُ صَلَوَاتٌ مِنْ إلهِهِمُ=مَا حَنَّتِ النِّيبُ أو حَادٍ قَفَا عِبسَا

Testing
عرض القصيدة