سِــهـامُ الـمـنـايا لـلـنُفوسِ
سَــوَامِ فــمـا أحـــدٌ يُـقـضـى لَـــهُ
بِـــدَوَامِ
فــلا قَــدْرَ لـلدُنيا و إن هـيَ
أقـبَلَت و مـا قَـدْرُ عـيشٌ فـي انتِظار
حِمَامِ
حَــمَـى اللهُ عـــن لَـذّاتِـها
أولـيَـاءَهُ وَعَــامَـت بــهـا الأعــداءُ أيّ
مَـعَـامِ
لِـصَـفـوَتِـهِ أكــدارُهــا و
صَــفَـاؤهـا لِــمَـن قَـلـبـه ذو كِـــدرَةٍ
وَسِــقَـامِ
فَـنـمـرودُ فـيـهـا و الـخَـليلُ
مُـمَـلَّكٌ و مُــطَّـرِحٌ ظُـلـمـاً بِـــذَابِ
ضَــرَامِ
و فِـرعـونُ مَـعـبودٌ و مـوسى
مُـبَدَّدٌ طَــريـدُ طِــغـامٍ لــم يَـفُـز
بِـطـعامِ
و فـيـها خِـتامُ الـمُرسَلينَ و
بَـدرَهُم و أكـــرِمْ بِـــهِ مــن مَـبـدإٍ و
خِـتَـامِ
يَـبـيتُ عـن الـبَيتِ الـحرامِ
مُـهاجِراً طَـريـدَ أبــي سُـفيان و ابـن
هِـشَامِ
و قَـتلُ عـليِّ خـيرُ مَن وَطَأَ
الحصى يَــكــونُ صِــداقـاً لِـلـبَـغيِّ
قَــطَـامِ
غَــدَاةَ هَـوَاهَا الـخارِجيّ ابـنُ
مُـلجِمٍ حَـشَـا الله فــاهُ مــن لَـظىً
بِـلِجامِ
فَـلَـمَّا أتــى شَـهـرُ الـصِّيامِ تَـجَرَّدَتْ عَــزيـمَـتُـهُ عــــن بُــرقُــعٍ
وَلِــثَــامِ
وَبَــاتَ يُـراعـي لـيـلَ تـاسِعَ
عَـشرَةٍ مَـخَـافَـةَ صُــبـحٍ و انـصِـرامِ
ظَــلامِ
و لَمَّا أتَمَّ المُرتضى النَّفلَ و
انقضى مِـنَ الـفَرضِ شِـطرٌ أقبَلَ
المُتَعَاميْ
و عـاجَـلَهُ بَـيـن الـسُّـجودَينِ
هـاويَـاً عـلـى رأسِـهِ الـسَّامي بِـحَدِّ
حُـسامِ
فَـفَـرَّقَ مـا بـينَ الـمَفَارِقِ و اعـتَدَى دَمُ الرَّأسِ من فَوقِ المَرَافِقِ
هَامِيْ
فَزُلزِلَ عرشُ اللهِ و الأرضُ أصبَحَتْ مُــجَــلَّــلَـةً أرجَــــاؤُهَـــا
بِــقَــتَــامِ
و جِـبريلُ نادى في السَّماواتِ
مُعلِناً على الأرضِ من بَعدِ الوصيِّ سَلاميْ
لَـقَد خَـرَّ طَـردُ المَجدِ من بعدِ
رِفعَةً و كُـــوِّرَ بَـــدرُ الــحَـقِّ بـعـدَ
تَـمَـامِ
و أسْمَعَ مَن في الأرضِ نَعياً
فأقبَلَتْ عَـــزَايِــزُهُ فــــي رَنَّــــةٍ
وَلِــطَــامِ
و زَيـنَبُ تَـدعو و هـيَ ثَـكلى
حَـزينةُ و أدمُــعُـهـا حُــزنــاً عَـلَـيـهِ
هَـــوَامِ
أبــي يـا نِـظَامَ الـمؤمنينَ و
كَـهفَهُمْ قَـضَـيتَ فَـهُـم شَـتَّـى بِـغَـيرِ
نِـظَامِ
أبــي يـا رَبـيعَ الـمُجدِبينَ و
خَـصبَهُمْ قَـضَـيتَ فَـمَـا غَـيـثُ الـرَّبـيعِ
بِـهَـامِ
أبــي كُـنتَ كَـنزَ الـمُتَّقينَ وَ رِفـدَهُمْ ثَــوَيـتَ فَـكَـنزُ الـعِـزِّ تَـحـتَ
رُغــامِ
فَـدَيـتُـكَ صَـــوَّامَ الـهَـجيرِ
مُـفَـطَّراً قِــذَالُــكَ بـالـبَـتَّـارِ حَــــالَ
صِــيَـامِ
فَـدَيـتُكَ ذا الـوَجـهِ الـمُـنيرِ
مُـقَـطَّراً و شَـيـبُكَ مــن فَـيضِ الـمَفارِقِ
دَامِ
فَـدَيتُكَ مِـنْ مُـستَشهِدٍ غَـالَهُ
الرَّدَى عـلـى حَـالَـتي صَــومٍ وَنُـسْكِ
قِـيَامِ
أيــا سـاقـيَ الأبــرار أفـدِيكَ
صَـابِراً تُـسـقى بِـحَدِّ الـسَّيفِ كـأسَ
حِـمَامِ
أيـــا قَـاتِـلَ الـكُـفَّارِ أفــدِكَ
قـاضِـياً بِــكَــفِّ كَــفُــورٍ نــاقِــضٍ
لِــذِمَـامِ
أبـي كَـيفَ يَـعلو فَـوقَ رأسِكَ
سَيفُهُ و كَـعبُكَ مـن فَـوقِ الـكَوَاكِبِ
سَـامِ
أبــي كَـيفَ يَـقوى عِـندَ قَـتلِكَ
قَـلبُهُ و بَــأسُــكَ قَــتَّــالٌ بِـغَـيـرِ
صِـــدَامِ
ألَـسـتَ مُـذيـقَ الـكافِرِينَ
حُـتوفَهُم بِـمُـعـتَرَكٍ ضَــنْـكِ الـمَـسَالِكَ
حَــامِ
مُــريـقَ دِمَـــاءِ الـمـارِقـينَ بــبـارِقٍ خِـــلالَ مَــثَـارِ الـنَّـقْـعِ غـيـر
كُـهـامِ
و حَـاسِمَ جَورِ القاسِطِينْ و
ظُلمِهِم بِـحَـدِّ حُـسـامٍ فــي الـمَفَارِقِ
سَـامِ
و حَـاصِـدَ هَــامِ الـنَّـاكِثِينَ
لِـعَـهدِهِم بِـمُـشـتَعِلٍ يَـشـوي الـعِـدَا
بِـضَـرَامِ
لِـيَغفُ الـقَطَا فالصَّقرُ حَلَّ بِهِ
الرَّدى فَـلَـيـسَ لـــهُ مــن مُـزعِـجٍ
بِـمَـنَامِ
لِـيَـبـكِ عَـلَـيـهِ ذو الـفَـقَارِ
فَـطَـالَمَا سَـــقَــاهُ بِــكَـفَّـيـهِ دِمَــــاءَ
لِــئــامِ
عَـرَاكَ الصَّدَى القَلبيُّ و القّالَبِيْ
مُذْ بَــقِـيـتَ بــــلا سَــــلٍّ و بَـــلِّ
أُوَامِ
و يـا خَـيلُهُ جُـزِّيْ الـنَّوَاصيَ
حَـسرَةً عَــلَــيــهِ و لا تَــجَّــمَّـلِـيْ
بِــلِــجَـامِ
أمِـنـبَـرُهُ لِـــمْ لا تَـصَـدَّعَـتَ
سِـيَّـمَا إذا هَـــمَّ مَـــروَانُ بِــوَعـظِ
ظِـغَـامِ
أَأَقــدَامُ مَــروانٍ عـلـى رأسِ
مِـنبَرٍ و رأسُ عــلـيٍّ تَـحـتَ حَــدِّ
حُـسَـامِ
يَـعِـزُّ عَـلَـى الـمُـختارِ قَـتـلُ
وَصـيِّـهِ و مَـرقَـى طَـريـدٍ مِـنـهُ خَـيْرَ
مَـقَامِ
يَـعِـزُّ عَـلَـى الـمُـختارِ قَـتـلُ
حَـبـيبِهِ و صـاحِـبِـهِ فـــي هِــدنَـةٍ و خِـصَـامِ
يَـعِزُّ عَـلَى الـزَّهرَاءِ قَـتلُ ابـنِ
عَمِّها و أمــنَـعِ حِـصـنٍ عِـنـدَهَا و
عِـصَـامِ
يَـعِـزُّ عَـلَـى الـسِّـبطَينِ قَـتلُ أبـيهِمَا و واقـيـهِـمَا الأســـوَاءَ يَــوْم
زُحَــامِ
فَـلَولاهُ مـا نـالَ الـعِدَا مِـنهُمُ
الـمُنَى بِـقَـتـلٍ و تَـشـريـدٍ و نَـهـبِ
حُـطَـامِ
فَـلَهْفَاً عَـلَى مَـنْ قَـطَّعَ الـسُّمُّ
كَبدَهُ و أوغَــلَ فــي لَـحـمٍ لَــهُ و
عِـظَـامِ
وَلَهْفَاً عَلَى المَدفُونِ في أرضْ
كَربَلا بِـــــلاَ كَــفَــنٍ إلاَّ نَــسـيـجَ
رَغَــــامِ
وَلَـهْفَاً عَـلَى الشَّقَّانِ قَلبَاً مِنَ
الظَّما و مَــن قُـربُـهُ مــاءُ الـشَّريعَةِ
طَـامِ
وَلَـهْفَاً عَلَى المَذبوحِ ظُلماً مِنَ
القَفَا عــلــى غُــلَّــةٍ فـــي قَـلـبِـهِ و
أُوَامِ
وَلَهْفَاً عَلَى المَرفوعِ رأساً على
القَنَا كَـبَـدرِ تَـمَـامٍ فــي سُـجُـوفِ
ظَـلامِ
فَـتِـلكَ خُـطُـوبٌ لا أبــا حَـسَـنٍ
لَـهَا فــلا غَــروَ إن يُـقـضى لَـهَـا
بِـتَـمَامِ
إلَــيـكَ أمــيـرُ الـمـؤمـنينَ
فَــرَائِـداً مِـــنَ الــقَـولِ قــد ألَّـفـتُهَا
بِـنِـظَامِ
و لَـسـتُ بِـمُـعتادِ الـقَـريضِ و
إنَّـمَـا دعَـانـي إلــى هـذا الـنِّظَامِ
غَـرَاميْ
أُعِــدُّكَ و الأطـهَـارَ مِــنْ آلِ
أحـمَـدٍ لِـمَـحـوُ ذُنُـــوبٍ كَـالـجِـبَالِ
عِـظَـامِ
فَــإنِّـيْ بـتَـوفـيقٍ مــن اللهِ
لِـلـهُدى سَـمَـوتُ إلَـيـكُم و الـمُـوَفَّقُ
سَــامِ
إذا حَـسَـنٌ وَافَــى بِـحُـسنِ
ولائِـكُمْ فــلا شَــكَّ أن يَـحـظَى بِـدَارِ
سَـلامِ
عَـلَـيكُم سَــلامُ اللهِ يــا خَـيرَ
خَـلقِهِ مَـتى بَـلَّ وَجـهَ الأرضِ صَـوبُ
غَمَامِ
مَـتى بَـلَّ وَجـهَ الأرضِ صَـوبُ غَمَامِ |