رثاء العباس بن أمير المؤمنين (ع)
الشيخ حسّون العبد الله
لو كنت تعلم ما في القلب من شجن مـا ذاق طـرفك يـوماً طـيّب
الـوسنِ
ولـــو رأيـــت غـــداة الـبـين
وقـفـتنا أذلـــتَ قـبـلكَ دمـعـاً كـالـحيا
الـهـتن
نـاديـت مــذ طــوّح الـحادي
بـظعنهم وراح يـطـوي فـيـافي الأرض
بـالبدن
يــا راحـلـين بـصـبري والـفـؤاد
مـعـاً رفــقـاً بـقـلب مـحـبٍّ نـاحـل
الـبـدن
كــم لـيـلة بـتّ مـسروراً بـكم
طـرباً طـرفي قـريروعيشي بـالوصال هـني
أخــفـي مـحـبـتكم كــيـلا يــنـمّ
بــنـا واشٍ ولـكـنّ جـمـع الـعين
يـفضحني
ظـلـلت فــي ربـعـكم أبـكي
لـبعدكم كـمـابـكـين حـمـامـاتٌ عــلـى
فــنـن
طــوراً أشــمّ الـثـرى شـوقـاً
وآونــة أدعــــوولا أحــــد بــالـردّ
يـسـعـفني
دع عـنك يـا سـعد ذكـر الغانيات
ودع عـنـك الـبكاء عـلى الاطـلال
والـدمن
واسمع بخطب جرى في كربلاء
على آل الـنـبي ونــح فــي الـسـر
والـعلن
لـم أنـسَ سـبط رسـول الله
مـنفرداً وفـيـه أحــدق أهــل الـحـقد
والاحـن
يـرنوإلى الصحب فوق الترب
تحسبها بـدورتـمّ بــدت فــي الـحالك
الـدجن
لـهـفي لــه إذ رأى الـعـباس
مـنـجدلا فــوق الـصـعيد سـلـيبا عـافـر
الـبدن
نـادى بـصوت يذيب الصخر يا
عضدي ويــا مـعـيني ويــا كـهـفي
ومـؤتـمني
عـباس قـدكنتَ لـي عـضباً أصـول
به وكـنـتَ لـي جـنّة مـن أعـظم
الـجنن
عـباس هـذي جيوش الكفرقد
زحفت نـحـوي بـثـارات يــوم الـدار
تـطلبني
ومـخـمـد الــنـار إن شـبـت
لـواهـبها ومــن بـصارمه جـيش الـضلال
فـني
بـقـيت بـعـدك بـيـن الـقـوم
مـنـفرداً أُقـلّـب الـطـرف لا حــام
فـيـسعدني
نـصـبت نـفـسك دونــي لـلقنا
غـرضا حـتى مـضيتَ نـقيّ الـثوب مـن
درن
كـسرتَ ظـهري وقـلّت حـيلتي
وبـما قـاسيتُ سـرت ذوو الأحـقاد
والظغن
تـموت ظـامي الـحشا لـم تـرو
غلّتها فـي الـحرب ريّاً فليت الكون لم
يكن
فـي الـحرب ريّاً فليت الكون لم يكن |