شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا رسول الله

عــــدد الأبـيـات
188
عدد المشاهدات
3458
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/04/2010
وقـــت الإضــافــة
12:25 مساءً

يا رسول الله يا رسول السّلام ينبُضُ=بالرُّوحِ حياةً ورحْمةً وجَمالاً أنْتَ أطْلَقْتَهُ ليَنْعَمَ فيهِ=الكَوْنُ لُطْفاً ونِعْمةً وظِلالاً مِنْ جَلالِ الوحْيِ العَظِيمِ، مِنَ=الوحْيِ السماوِيِّ دَعوةً وابتهالاً مِنْ هُداكَ السّمْحِ الطَّهُورِ يَضُمُّ=الحُبَّ والخيْرَ روعةً وجَلالاً أنْتَ رُوحُ السَّلامِ.. أيُّ سَلامٍ=لَمْ يَفِضْ وحيُهُ مِنَ اليَنْبُوعِ مِنْ رَبيعِ المشاعِرِ البِيضِ، في=رُوحِ النُبوّاتِ، من جَمالِ الرَّبيعِ مِنْ صَفاءِ الأعْماقِ في هَدْهَداتِ=الحُبِّ، من يقظةِ الضميرِ المَريعِ مِنْ نَجاوى الرُّوح الَّتي تَتَلاقى=في تسابيحِها نَجاوى الجُموعِ أنْتَ رُوحُ السّلامِ أطْلَقْتَ مِنْهُ=شِرْعَةَ الحقِّ منْهجاً أريحيّاً بعْضُ ما فيهِ أنّهُ يُرهِفُ الحسَّ=ضَميراً حيّاً ورُوحاً نديّا أُفْقُهُ الرَّحبُ يَحْمِلُ الرّحْمةَ=الكُبرى لأِعدائِهِ شعوراً رَضِيّا رَحمَةُ العَدْلِ حِينَ يحْتَضِنُ=الحَقَّ، فَقيراً في دَربه وغنِيّا أنْتَ روحُ السّلامِ.. لَمْ يَتَفَتَّحْ=لِلضُّحى عِندك السلامُ الكذوبُ لمْ يَشُقْكَ الشعارُ يَحْمِلُ ألوانَ=الأماني تُغري المدى وَتَخِيبُ إنّما كنتَ ثَورَةَ الأرْيَحِيّاتِ=إذا امْتَدَّ مِنْ سَناها اللَّهيبُ مَوْعِدُ السِّلمِ عِنْدَها مَشْرِقُ=الفَجْرِ إذا أرْهَقَ الحياةَ الغُروبُ مَوْعِدُ السِّلمِ: أن تُشَقَّ على=هَدْيِ الرِّسالاتِ في الحياةِ الدُّرُوبُ وتَمُدُّ الجُسورَ عِبْرَ الضِّفافِ=الخُضْرِ، والبحرُ هائِجُ مَرْهُوبُ وَتُزَكِّي النُّفوسَ بالحقِّ و=الحكمةِ تَهدي وتَهتَدي وتَطيبُ .. أنْ تُناجِيكَ كُلُّ آياتِهِ البَيْضاءِ=تَصْفو بَطُهرهِنَّ القُلوبُ مَوْعَدُ السِّلمِ: أنْ تعيشَ سَلامً=الرُّوحِ، لِلّهِ في خُشوعِ السَّلامِ فَتَهِلُّ الصَّلاةُ يَنْبُوعَ خَيْرٍ=يَسْكُبُ الحُبَّ في قُلوبِ الأنامِ ويَفيضُ الدُّعاءُ إشْراقَ طُهرٍ=يَبْعَثُ النُّور في جُفونِ الظَّلامِ وَيُحَيِّي باسمِ الإلهِ غَدَ الأمَّةِ،=إنْ عاشَ رَوعَةَ الإسلامِ ويقولونَ: إنّ دِينَكَ دِينُ=السَّيْفِ يَمْتَدُّ في بُحُورِ الدِّماءِ لم يَعِشْ فِكرَه، لِيَفْتَحَ لِلْحَقِّ=طَريقاً، على هُدى الأنْبياءِ لَمْ يُمَهِّدْ لِوَحْيِهِ الأرْضَ حتَّى=تسْتَريحَ الخُطى، لظِلٍّ وماءِ إنّما كانَ يسْتثيرُ الرِّياحَ=الهوجَ، عِبرَ العواصِفِ العَمياءِ ويَقولونَ ما يشاؤن.. مَنْ ذا=يَصْدُقُ القَولَ، هَل يُنيرُ السَّبيلا إنَّهُ الجَهْلُ والعداوةُ والحِقدُ=تُثيرُ الدُّجى وتُغري العُقولا غَيرَ أنَّا سَنَحْمِلُ النُّورَ مَهْما=أسْدَلَتْ قُوَّةُ الضَّلالِ السُّدولا وغَداً تُشْرِقُ الحقيقةُ، فَلْنَحْمِلْ=إليها التَّكبيرَ والتَّهليلا ويقولونَ: إنَّ دينَكَ لمْ يحمِلْ=سلاماً، ولَمْ يَفِضْ غُفرانا لَمْ يُفَتِّحْ وَعْيَ الضَّميرِ على=الرَّحْمةِ تَهمِي على المدى رِضوانا لَمْ يُنَضِّرْ بالأريحيَّاتِ دَرْبَ=الغَدِ حُبّاً ورِقَّةً وحَنانا بَلْ هُوَ القُوَّةُ الَّتي تَزْرَعُ=الأرضَ حُروباً وتَلْتَظي نِيرانا حَرْبُكَ السِّلمُ.. أيَّ سِلمٍ يُريدونَ=.. أيَزْهو السلامُ لِلأقوياءِ ليَعيشَ الظُّلمُ المُدَمِّرُ في الأرضِ،=بِوحْيِ الخلائِقِ السَّمْحاءِ نَحوَ فِكرٍ يَدْعُو إلى الصَّفْحِ إمَّا=أثْقَلَ الظُّلمُ، كاهِلَ الضُّعَفاءِ فَتَظَلَّ الحياةُ في لُعبَةِ القُوَّةِ=تَحكي حِكايةَ البُؤساءِ أيَّ سلمٍ تُريدُ؟ هل يَخْنُقُ=الحربَ سَلامٌ مُهَلهَلٌ مَخْذولُ؟ كُلُّ ما عِنْدَهُ الوَصايا التي=يُبْدِعُ أقداسَها الكتابُ الجَليلُ يَعِظُ النَّاسَ بالهُدى إنْ أضلَّتْ،=خَطْوَهُمْ فِتْنةٌ وفِكرٌ جَهولُ وتُصَمُّ الأسماعُ عنهُ.. ويَبْقى=الظُّلمُ يجري ويَعتَدي ويَصولُ أيّ سِلمٍ نُريدُ؟.. هل يَلتَقي=الباطِلُ بالحقِّ في سَلامٍ أمينِ أمْ يُناجي الحقُّ السماء لَترعاهُ=وتحميهِ مِنْ عَدُوٍّ مُبينِ أمْ يُثيرُ الخُطى القَويِّةَ تطْوي،=بالقَوى الهادراتِ أقوى الحُصونِ أيَّ سِلمٍ نُريدُ؟.. لَنْ نَدَع الحَقَّ=ذليلاً في داجِياتِ السُّجونِ هُو سِلمُ الحَياةِ تَحمِلُ في=كَفِّ الرسالاتِ خُضْرَةَ الزَّيْتُونِ وَتَمُدُّ اليَدَ القويّةَ بالقُوَّةِ=تَجتاحُ كُلَّ حِقْدٍ دَفينِ في جِهادٍ: كلُّ انْطِلاقَتِهِ=الحَمراءِ.. أنْ تَختَفي رياحُ الجُنونِ وتَسيرُ الحياةُ في دَرْبِها الرَّحْبِ=إلى شاطىء السَّلامِ الأمينِ هُو سِلمُ الحياةِ يَحْفَظُ=لِلفكرِ سُراهُ، ولِلْحياةِ هُداها الدُّروبُ الّتي تَسيرُ إلى الفَجْرِ=تُغنِّي للشّمْسِ في نجواها والعيونُ التي تُحدِّقُ في الآفاقِ=في الغَيْبِ في انْطِلاقِ مداها تَلْتَقي بالضُّحى ينابيعَ إشراقٍ=طَهُورٍ تَمْتَصُّهُ مُقْلَتاها هُوَ سِلْمُ الحَياةِ.. عَيْنُ على=اللّيْلِ، وعينٌ على امتدادِ النَّهارِ ليسَ حُلماً ما تَرْتَجِيهِ فَإنَّ=الشَّوكَ يَرعى طَهارة الأزهارِ وتَعِيشُ الآلامُ في مُلتَقى=اللَّذاتِ تَحميهِ مِن أذى الأكْدارِ وَتَعودُ الأرباحُ تَحيا عَلى=دَرْبِ المآسِي في وَهْدَةِ الأخْطارِ حَرْبُكَ السِّلْمُ لِلْهُدى، لِخُطى=العَدلِ، لفجرِ الإنسان في الأجيالِ حَسبُهُ: أنّه انتَضى السَّيفَ حَتى=يَسقُطَ السَّيفُ من يَدِ الأنذالِ والفُتُوحاتُ في مَداهُ رِسالاتٌ=تُناجِي مَواقِفَ الأبطالِ في انْفِتاحِ التّاريخ لِلْقِيَمِ الكُبرى،=على هَدْيِ حامِلِ الأثقالِ حَرْبُكَ السِّلْمُ.. تَنحني فَوْقَ جُرحِ=الأرْيَحِيّاتِ في نِداءِ القتالِ قاتِلوا الظّالِمينَ في قُوَّةِ العَدْلِ،=وشُدُّوا معاً خُيوطَ النِّضالِ إنَّما الشَّوطُ لِلَّذينَ اطْمَأنَّتْ=لهُداهُم مَشارِفُ الأعْمالِ وتلاقَتْ على انْطِلاقِ خُطاهُم،=رَوْعةُ النُّورِ في جُفُونِ اللّيالي يا رسولَ الأخلاقِ.. تَمتَدُّ في=الرُّوحِ كَما امْتَدَّ بالشُّعاعِ النَّهارُ يَتمنّى أنْ يَغْمُرَ الكَونَ، كُلَّ=الكَونِ، لُطْفٌ مِنَ الضّحى مَوّارُ وَرَخاءٌ تَرتاحُ في ظِلِّهِ الدُّنْيا=وَتَجري عَلى اسْمِهِ الأنْهارُ وسَماحٌ يَفيضُ بالحُبِّ والنّعْمى=وتَهْفُو لِصَفْوِهِ الأسحارُ وَحْيُكَ: الرَّحْمَة التي تُنْبِتُ=القلبَ حَناناً وتملأُ الأرضَ بِرّا وتَهُزُّ الأعْماقَ بالأرْيَحيّاتِ=العَذارى تَفوحُ كالزَّهْرِ عِطرا فَهيَ في السِّلْمِ دَمْعَةٌ لِليَتامَى،=تَتَلظّى حُزناً لِتَدْفَعَ ضُرّا وَهْيَ في الحَربِ روعةُ العَدْلِ في=الإنسان تَسْتَنْزِف المشاعِرَ طُهرا خُلُقٌ تُومِضُ الوَداعَةُ في=عَيْنَيْهِ كالفَجرِ في عُيُونِ الشُّروقِ قَلْبُهُ الرَّحبُ.. في رَحابَتِهِ الدُّنيا،=بما امْتَدَّ مِنْ سَماحٍ رَفيقٍ حَسْبُهُ: أنّهُ يَمُدُّ إلى كُلِّ يَدٍ=للسَّلامِ، كَفَّ الصَّديقِ وَيُنيرُ القُلوبَ، بالكَلِمِ الطِّيبِ،=إنْ أظْلَمَتْ نجاوى الطّريقِ فِبَما رَحْمَةٍ مِنَ الله.. كُنتَ اللَّيِّنَ=السَّهْلَ في الشُّعورِ الرَّحيمِ كَلِماتٌ تَرْتاحُ في الجَنَّةِ=الخَضْراءِ، في أُفْقِها الودِيعِ الحَليمِ لَستَ فَظَّ اللِّسانِ، لَستَ غَليظَ=القلبِ، بل كنتَ رحمةً للخُصومِ ..والْتَقى المسْلِمونَ حَوْلَكَ في=رُوحٍ وَديعٍ في كُلِّ خُلقٍ كريمِ أيُّ خُلْقٍ.. هذا الذي تُولَدُ=الرَّحْمَةُ فِيهِ على شِفاهِ الدُّعاءِ في خُشوعِ الرِّسالة الحيَّةِ البَيْضاء=في الفَجْرِ في هُدى الأنْبياءِ رَبِّ: يا باعِثَ الحَقيقَةِ تَزْهُو=الأرضُ في رُوحِها بوَحْيِ السَّماءِ إهْدِ قَوْمِي، واغْفِر لَهُم وافْتَحِ=الأعْيُنَ مِنهم على هُدى الإسراءِ أيُّ خُلْقِ هَذا.. وَيُمْعِنُ بالعَسْفِ=طُغاةُ الضَّلالِ كفراً وحِقدا وَيُنادُونَ: إنَّهُ السِّحْرُ،=فَلْنَخنُقْ تعاوِيذَهُ، لِنَبلُغَ رُشدا ويَقولونَ: إنَّهُ الشِّعْرُ، يا لِلْشِّعْرِ=يَنسابُ في المشاعِرِ شَهْدا إنَّه حامِلُ الأساطِيرِ،=فَلْنُبْطِلْ أساطِيرَه انْتِقاماً ورَدّا وَيَرِفُّ السَّماحُ والحِلمُ و=الإيمانُ رَوْعَةِ الصّفاء الطّهورِ أيُّها الخابِطون في اللَّيْلِ، في=جَهْلِ التَّقاليدِ، في ظلامِ العُصورِ إنَّني هاهُنا أُنادي خُطَى=الفَجْرِ أُنَدِّي بهِ لَهيبَ السَّعيرِ أهْدِم السِّجْنَ.. يَصْرَعُ الفِكْرَ=بالأغْلالِ تَمتَدُّ في نجاوى الصُّدورِ أنا مِنكُم عِشْتُ الحياةَ مَعَ الجِيلِ=الذي اْمتَدَّ في خُطى الطُّغْيانِ عُمُرَ الأرْبعينَ في كُلِّ دَرْبٍ من=دُرُوبِ الإسرارِ والإعلانِ لَمْ أُحَرِّك خَطواً وَلَمْ أتْلُ ذِكراً،=في حَديثِ الإيمانِ والكُفرانِ أفَلاَ تَعْقِلُونَ.. مَنْ يَجْعَلِ العَقْلَ=هُداهُ يَعرفْ هُدى الرَّحمنِ أيُّها الخابِطونَ في اللَّيلِ.. هَلْ=يَحْمِلُ سِحرُ الكُهّان وَعيَ الصباحِ هَل يُناجي الشِّعرُ المُجَنّحُ بالأحلامِ=ما امْتَدَّ من ذُرى الأرْواحِ أتُثيرونَ فيهِ لَغْوَ الأساطِير،=أيَجْري البُهْتانُ في كُلّ ساحِ ..إنَّهُ يَحْمِلُ الحَقيقَةَ يَرْعاها=فَهل تَعرِفون سِرَّ النَّجاحِ ..وتمرّ السُّنونُ خَلْفَكَ في=الصَّحْراءِ تَخْطُوا على حَكايا العَبيرِ في رَبيعِ الخُلْقِ الرَّضِيِّ الذي=يَغسِلُ بالحُبِّ هَمْهماتِ الصُّدورِ وَيَرُشُّ الأرض الجَديبَة بالألْطافِ=خِصْباً يَرِفُّ فَوقَ الصُّخورِ وتَعيشُ الدُّنيا لِتَحلُمَ بالخُلْقِ=الإلهِيِّ.. مِنْ رَسولٍ كبيرِ وَتَمُرُّ السُّنونُ بَعْدَكَ والإسلامُ=يَخْطُو على هُداكَ الحَبيبِ يتهادى تأرِيخُكَ الحُرُّ في عُمْقِ=السَّرايا... وفي شِغافِ القُلوبِ كل لُمْحٍ مِن سِيرَةِ الحَقِّ نَفْحُ=العِطْرِ في خُطْوَةِ الرَّبيعِ الخَصيبِ وشُعاعُ يَهدي السَّبيلَ إلى كلِّ=انْطِلاقٍ عَلى امْتِدادِ المَغيبِ وَهُنا نَحنُ في خُطاكَ النَّدِيَّاتِ..=إلى دَعْوَةِ الشروقِ نُشِيرُ دَرْبُنا دَرْبُكَ الطّهُورُ إلى الله..=وخُلْقٌ مُنَضَّرٌ وشُعورُ وحَياةٌ كلُّ الهُدى، في هُداها=السّمْحِ.. أنّى تَلَفَّتَتْ فَهيَ نُورُ وَغَدٌ واعِدٌ بِكُلِّ مَواعِيدِ الجِنانِ=الخَضْراءِ.. حَيْثُ يَسِيرُ يا رَسولَ الخُلقِ العَظيمِ.. هُنا نَحنُ=نُعاني مِنْ وَسْوَساتِ الضَّلالِ مِنْ نجاوى لا يستَريحُ لها الشّوْطُ..=ففي وَحْيِها جُنونُ اللّيالي وَحَديثٌ فَظٌ.. وَقَلْبٌ حَقُودٌ يَسْتَثيرُ=البَغْضاءَ في كلِّ حالِ فيخالُ الإيمانَ عَسْفاً.. ويَنْسى=خُلقَكَ السَّمْحَ في ضمير الرِّجالِ يا رَسولَ الخُلْقِ العَظيمِ.. متى=يَصْحُو السُّكارى مِن خمرَةِ الغافِلينا هؤلاءِ الذينَ يَحْيَونَ لِلذّاتِ=خُشُوعاً وَرَغْبَةً وحَنِينا هَمُّهُمْ: أنْ يَعِيشَ فِيهِم هُدى الله=بَعيداً عَنْ خُطْوَةِ العامِلينا وَرؤاهُم: أن يَدْخُلوا جَنَّةَ الله..=وإن أُغْلِقَتْ عن العالَمِينا يا رسولَ الخُلقِ العَظيمِ.. هُنا=نَحْنُ الْتِفاتٌ إلى الذُّرى وانْفِتاحُ أنتَ كُلُّ الذُّرَى التي تَحمِلُ الشَّمْسَ=فَيَزْهُو في جانِحَيْها الصَّباحُ وَهُنا نَحْنُ في السُّفوحِ بَقايا، مِنْ=فُلولٍ تَلْهُو بِها الأشْباحُ مِنْ ظلامِ العُصورِ حَيثُ استراحَ=الجَهْلُ للحُكْمِ وَهْوَ ظلمٌ صُراحُ ووَقَفْنا لَدَيْكَ نَخْشَعُ في المِحْرابِ=نُصْغِي لِروعَةِ التّسْبيحِ حَيثُ تَنْسابُ كالنّدى نَفَحاتُ الذِّكْرِ=في لَهفة الدُّعاء الجَريحِ وكأنَّا نَحُسُّ بالدّمْعِ مَحْزناً=نَقِيّاً مَعَ ابْتهالِ الرُّوحِ حيثُ تَحيا الصَّلاةُ، في لَحظاتِ القُربِ،=كالنور، في الذُّرى والسُّفوحِ ويقولون والنجاوى نداءٌ،=يَتَلَظّى في لَهْفَةٍ وَحَنينِ ودُعاءٌ يهفو إلَيْكَ.. يُناديكَ،=بأعْماقِ ثائِرٍ وحزينِ أنْكَ مَيْتٌ.. وليسَ للمَيْتِ نَجْوى=توقِظُ الحسَّ في الشُّعور الحَنونِ أنْك مَيْتٌ.. هَل يَمْلِكُ الميْتَ حَوْلاً=يَدفعُ الضّرَّ في رياح السنينِ ويَقولونَ: أنكَ مَيْتٌ.. ولكِنْ=أنْتَ حَيٌ في خاطِرِ الأرْواحِ أنتَ حَيٌ عندَ الإلهِ، بِرَغْمِ=الموتِ، حَيٌ في كُلِّ دَرْبٍ وساحِ وشَفيعٌ لِلمُذْنِبينَ على دَرْبِ=الرِّسالاتِ في جُنونِ الرِّياحِ تَسمَعُ الكِلْمَةَ التي تُورِقُ الخُضرَةُ=فيها.. في مُلتَقى الأدواحِ إنَّنا هاهُنا نُناجِيكَ.. لا نخشعُ=لِلقبرِ.. لِلْحَصى.. لِلْحِجارَهْ كُلُّ كِلْماتِنا النَّقِيَّةِ لله،=لآياتِهِن لِمجْدِ الطّهارَهْ لَكَ باسْم الدِّينِ الذي يَحْضُنُ=التّوحيدُ في رَوعةِ الحَياةِ شِعارَهْ لَكَ.. لله.. أنتَ أنتَ رَسولُ الله..=نحيا على التُّقى أسْرارَهْ أنتَ سِرُّ الرِّسالةِ الطّهْرِ.. إنَّا=قَدْ وَعَيْناكَ دَعْوَةً وَرِسالَهْ وَجِهاداً حُرّاً يَشُدُّ عَلى الدُّنا=يَدَيْهِ سَعادَةً وعَدالَهْ وبَشِيراً تَعِيشُ كُلُّ جِنانِ الطُّهْرِ=في وَحْيِهِ، وَتَرْعى جَمالَهْ ونَذِيراً يَشْتَدُّ كُلُّ سعيرِ النّارِ=في آيِهِ لَظىً وَجَلالَهْ وتَنادى المُخلَّفونَ مِنَ التَّاريخِ..=أنْ يَذكُروكَ حُبّاً وَوَجْدا أن يُغنّوا.. أنْ يَستَعيدوا الأناشِيدَ=التي تَلْتَقِي بذاتِكَ مَجْدا في انْسِيابٍ، مَعَ الشُّعورِ الذي هَزّت=لَهُ النُّعْميات في الرُّوحِ مَهدا ثُمَّ ماذا.. لا شيءَ إلاَّ بقايا=حَسَراتٍ يَجْترُّها القلبُ فَرْدا لَسْتَ أنتَ الذي نُحِبُّ.. رسولَ=الله.. فيمَنْ نُحِبُّ أو نَتغنّى أنتَ في عَتْمةَ الظّلامِ الذي=عِشْناه بَدْرٌ يَهِلُّ بالنُّورِ حُسْنا نَتَملاّك في خَيالاتِنا الجَوفاءِ=لَفْظاً يَغيبُ عَنْ كُلِّ مَعْنى وَمِثالاً يُوحي لَنا أُغْنَياتِ=العِشْقِ في دَرْبِنا المُخدَّر مَنَّا والمواليدُ، والرُّقى، والتَعاويذُ،=وصَوْتٌ يَسيلُ في اللَّيلِ وَهْنا يا حَبيبي يا رَوْعَةَ الحُسْنِ،=يا مُنْيَةَ قلبِ المُدَلَّهين المُعَنّى وتَدُورُ الآهاتُ سَكرى،=خَيالٌ يَتَهادى، ونَغْمَةٌ تَتَمَنّى ويَظَلُّونَ يَهْمِسونَ، ويَغْفُونَ،=ولا يُغْمِضون لِلَّيْلِ جَفْنا لستَ أنتَ الذي نُناجِيكَ.. نَدْعوكَ..=لِتَرضى بقُدسِ ذاتِكَ عَنّا في الشِّفاهِ التي تَعَلَّمَتِ الزَّيفَ=وعاشتْ تَصوغُه العُمرَ فَنّا في مَدانا نُزْجي السَّلامَ بِقَلْبٍ،=قَلَّبَتْهُ الآلامُ رُكْناً فَرُكْنا والصَّلاةُ التي نُمارِسُها باسمِك =لمْ تَنْطَلِقْ بِوَحْيِكَ لَحْنا إنَّها صورَةُ انفعالاتِنا الجَوفاء،=وَحْيُ الرُّؤى التي تَتَجنّى كان عهدٌ.. وَمَرَّتِ السَّنَواتُ=العُجْفُ تطوي الحياةَ قَرناً فَقَرْنا ووقَفْنا: لا نَمْلِكُ الرُّوحَ لا=يورِقُ فِينا ربيعُ وحيك غُصْنا جَفَّتِ النُّعمياتُ من وَحْيِنا=الشّادي فَلَمْ يَنْطَلِقْ بمعناكَ مَعنى أنتَ مَنْ أنتَ.. أنتَ إنسانُنا=الأسمى.. هُدانا على الطريق الطويلِ قَوْلُك الوَحْيُ.. دَرْبُك الشِّرعَةُ=السَّمْحاءُ عَبْرَ التكبير والتَّهليلِ ومَداكَ الإنسانُ في كُلِّ أُفقٍ=يتملّى شُروقُه كُلُّ جِيلِ أنتَ إنسانُنا الذي تَرْفعُ=القِمَّةُ تارِيخَهُ لِكُلِّ دَليلِ بَشَرٌ، أنتَ، كالنَبِيِّينَ، لَمْ تُرهِقْ=سَراياكَ بالضّبابِ الثّقيلِ لَمْ تُسخِّرْ لِلمُلْكِ وَحيَ الرِّسالاتِ=ليزهو لديْكَ مَجْدُ القَبيلِ لَمْ تَقُلْ للسُّراةِ، أنَّك في الغَيْبِ=وراءَ الأشباحِ، فوقَ العُقولِ إنّما الغَيْبُ في حَياتِكَ وَحْيُ الله..=تحياهُ في هُدَى التنزيلِ بَشَرٌ أنتَ كالنَّبِيِّينَ.. في طُهْرِ=اليَنابيعِ.. في صَفاءِ الشُّروقِ عَصَمَتْ خَطْوَك الرِّسالةُ من كلِّ=اهتزازٍ في لامعاتِ البُروقِ الأماني لَدَيْك لا تلتقي بالذّاتِ=في نَزْوَةِ المِزاجِ الرَّقيقِ كُلُّ آفاقِها الرِّسالاتُ.. يَغْفو الحُلْمُ=فِيها في هَدْهَداتِ المَشُوقِ أنتَ في عِصْمَةِ الرِّسالةِ فِكْرٌ،=يَستثير الضُّحى ويُحيي العُقولا دَرْبُهُ الشَّمْسُ، لا يَمُرُّ بِهِ اللَّيلُ=الذي يَحْجُبُ الضِّياءَ الجَميلا حَسْبُهُ: أنَّهُ يُفَتِّحُ لِلدُّنْيا=ولِلدِّينِ عالَماً مَجْهولا لِتَعيشَ الحَياة عَبْرَ صَفاءِ الحَقِّ= باسم الرَّسولِ ظَلاًّ ظَليلا إنَّها عِصْمَةُ النُّبُوّاتِ.. سِرٌّ=يَتَخَطَّى الْحَياةَ.. يَهدي خُطاها في انْفِتاحٍ تَرْتاحُ في طُهْرِه الدُّنيا،=إذا هَدْهَدَ الشُّروقُ سُراها حَسْبُها: أنَّها تَسيرُ لُتُلْقي، عِنْدَه=في الطَّريقِ كُلَّ عَناها وتَمُدُّ العُيُونَ نَحْوَ الصَّفاءِ السَّمْحِ..=تَمتصُّ وحيَهُ مُقْلتاها
Testing