شعراء أهل البيت عليهم السلام - شهيد الطّف ... ما زال حيّا

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
2353
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
20/03/2010
وقـــت الإضــافــة
9:07 مساءً

أَرْسَلْتُ قَافِيَةً إِلَيْكَ بَرِيْدَا = وَجَعَلْتُ فِيْ نَبْضِ الْوَرِيْدِ قَصِيْدَا وَتَرَكْتُهَا طَوْرًا تَزِفُّ حُرُوْفَهَا = فَتَنَاثَرَتْ فَوْقَ الأَنَامِ وُرُوْدَا لاَ لَمْ تَكُنْ تَذْبُلْ وَأَنْتَ أَمِيْرُهَا = مَا دُمْتَ فِيْ الآَثَارِ تَنْبَعُ جُوْدَا نَفَحَاتُ نَفْسِكَ يَا حُسَيْنُ تَعَطَّرَتْ = يُحْيِيْنَ مِنْ مَوْتَىْ الدُّهُوْرِ جُمُوْدَا أَحْيَيْتَ قَافِيَتِيْ فَعُدْتَ بِنَبْضِهَا = فَجَعَلْتُ ذِكْرَكَ فِيْ الْقَصِيْدِ فَرِيْدَا عَطَّرْتُ قَلْبِيَ فِيْ هَوَاكَ بِنَفْحَةٍ = وَنَثَرْتُ أَضْلاَعِيْ بِدَرْبِكَ جِيْدَا وَبَنَيْتُ فِيْ أُمِّ الْفُؤَادِ مَنَارَةً = بِاسْمِ الْحُسَيْنِ بِلُؤْلُؤٍ مَنْضُوْدَا وَكَتَبْتُ فِيْ سِرِّ التَّفَانِيَ قِصَّةً = عَشِقَتْ حُرُوْفَكَ يَا شَهِيْدُ عُقُوْدَا وَرَكَزْتُ فِيْ لُبِّ الْحَشَاشَةِ ثَوْرَةً = تُحْيِيْ الْقُلُوْبَ بِمَنْطِقٍ مَحْمُوْدَا وَرَمَيْتُ فِيْ سَاحِ الْبُطُوْلَةِ خُنْصُرًا = هُوَ شَمْعَةٌ لِلثَّائِرِيْنَ مَجِيْدَا وَقَرَأْتُ مِنْ بِيْنِ السُّطُوْرِ رِوَايَةً = قَدْ سَطَّرَتْ لِلْعَاشِقِيْنَ خُلُوْدَا إِنْ كَانَ عِيْدُ الْخَلْقِ يَوْمَ سُرُوْرِهِمْ = جَدَّدْتُ عِيْدًا فِيْ هَوَاكَ سَعِيْدَا حَيْثُ الْقُلُوْبُ عَلَىْ الدُّرُوْعِ تَرَفْرَفَتْ = عَزَفَتْ بُحُزْنِكَ فِيْ الْهَوَىْ تَغْرِيْدَا أَسْكُنْتُ رُوْحَكَ بِالْفُؤَادِ مُقَدَّسًا = لِتَطُوْفَ حَوْلَهُ بِالْبُكَاءِ حُشُوْدًا قَدْ قِيْلَ إِنَّ الْمَوْتَ يُوْرِثُنَا الْفَنَا = وَالْمَوْتُ أَوْهَبَكَ الْحَيَاةَ جَدِيْدَا فَالْخَلْقُ إِنْ يَفْنَوْا يَمُوْتُوْا بِذِكْرِهِمْ = وَالذِّكْرُ يَبْقَىْ فِيْ عُلاَكَ عُهُوْدَا فَاللهُ أَوْرَثَكَ الْحَيَاةَ مُمَجَّدًا = مُجِّدْتَ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ تَمْجِيْدَا وَاللهُ قَدْ أَعْطَاكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ = بَشَرًا فَكُنْتَ بِمَا وُهِبْتَ فَرِيْدَا أَعْطَاكَ فِيْ الأَوْلاَدِ تِسْعَةَ سَادَةٍ = مَا مِثْلَهُمْ فِيْ الْفَضْلِ كَانَ مَجِيْدَا وَبِقَبْرِكَ السَّامِيْ تَلُوْحُ مَنَارَةٌ = يَبْقَىْ بِهَا مَنْ يَسْتَغِيْثُ سَعِيْدَا حَيْثُ الدُّعَاءُ بِلُطْفِ رَبِّكَ نَافِذٌ = نَحْوَ السَّمَاءِ بِحَبْلِهِ مَمْدُوْدَا وَبِتُرْبَةِ الْقَبْرِ الشِّفَاءُ كَرَامَةً = مَنْ زَارَ ذَاكَ الْقَبْرَ يَبْقَ نَضِيْدَا عَاشَتْ بِكَ الأَيَّامُ وَهْيَ سَعِيْدَةٌ = فَوُلِدْتَ دَهْرًا وَاعْتَلَوْتَ يَزِيْدَا قَدْ خُلِّدَ الْقُرْآَنُ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ = وَغَدَوْتَ فِيْ أُمِّ الْكِتَابِ وَلِيْدَا فَكَأَنَّكَ ابْرَاهِيْمُ يَجْعَلُ حُبَّهُ = النَّارَ بَرْدًا تُخْجِلُ النَّمْرُوْدَا أَوْ كُنْتَ كَاسْمَاعِيْلَ أَحْيَا بِرِجْلِهِ = فِيْ مَاءِ زَمْزَمَ مَعْشَرًا مَشْهُوْدَا فَالدِّيْنُ لَوْ لَمْ تَحْتَوِيْهِ بُمُهْجَةٍ = أَضْحَىْ بِفِعْلِ الظَّالِمِيْنَ فَقِيْدَا لَوْلاَ فُؤَادُكَ يَا حُسَيْنُ تَهَدَّمَتْ = أَرْكَانُ دِيْنِ اللهِ حَتَّىْ أُبِيْدَا وَاسْتَلْهَمُ التَّأْرِيْخُ مِنْكَ فِعَالَهُ = فَأَبَى الْهَوَانَ وَعَاشَ يَعْلُو مَجِيْدًا إِنْ يَقْتُلُوْكَ وَيَحْسَبُوْنَ بِقَتْلِهِمْ = قَدْ يَكْسِبُوْنَ الْفَوْزَ ذَاكَ بَعِيْدَا لَكِنَّمَا الْخُسْرَانُ صَارَ طَرِيْقَهُمْ = إِذْ كَانَ فِيْ قَتْلِ الْحُسَيْنِ خُلُوْدَا قُلْ لِلطُّغَاةِ يَكُفُّوْا عَنْ عَذٍلٍ لَنَا = فَالدَّهْرُ أَعْقَبَهُمْ بِذَاكَ صُدُوْدَا لاَ تَحْسَبَنَّ الدَّهْرَ يَوْمًا أَبْكَمًا = نَطَقَ الزَّمَانُ فَأَنْجَبَ الْمَوْؤُوْدَا فَالسِّبْطُ يُوْلَدُ كُلَّ يَوْمٍ دُرَّةٌ = تَعْلُوْ الطُّغَاةَ وَتَدْفِنُ الأُخْدُوْدَا وَيَعِيْشُ ذِكْرُ السِّبْطِ رَغْمَ أُنُوْفِهِمْ = مَا مَرَّ يَوْمٌ فِيْ الدُّهُوْرِ حَمِيْدَا فَلْيَسْأَلُوْا التَّأْرِيْخَ فَهْوَ يُجِيْبُهُمْ = كَانَ الْحُسَيْنُ بِفِعْلِهِمْ مَوْلُوْدَا رَغْمًا عَلَىْ الأَحْقَادِ قَدْ فَنَىْ صَرْحَهُمْ = فَرَقَىْ عَلَىْ الأَعْنَاقِ ، أَصْبَحَ جِيْدَا وَرَقَىْ عَلَىْ مَرِّ الْعُصُوْرِ قُصُوْرَهُمْ = فَأَبَانَ أَنَّ الظُّلْمَ بَاتَ فَقِيْدَا فَيَمُوْتُ كُلُّ الظَّالِمِيْنَ بِغَيْظِهِمْ = فَالظُّلْمُ عَاشَ بِحِقْدِهِ مَصْفُوْدَا سَيَثُوْرُ عَزْمُ الصَّابِرِيْنَ بِثَوْرَةٍ = تَدَعِ الْجِبَالَ الرَّاسِيَاتِ صَعِيْدَا
Testing