تلاوات..

من دوحة القرآن صوت الحرفِ عانقنا
ورمَّزه الخلودُ شواهد العشاقِ
في جسد النبوة والولاء
حروفه تسمو بأفئدةٍ
تعانق ما تبقى من حياء
ونظرة في أفقه المرسوم في جيد الفضاء
تعلو إلى فردوسها الأرواح
تستلقي على أعتاب سجداتٍ تئن بصوتها المحزون
تسبح في فضاءات السماء
لتعانق القلم الإلهيَّ المزينَ فوق قرطاسٍ تذَّهبَ بالعطاء
قد خط بالنور الصبابات التي قد سجلتها لحظة الميلادِ..
فاستلقت على أحداثها الشمس لتستبق المساء
ليحدث الليل النساء
ويَرْشَحُ الإنسانُ روحه من معين الكوثر الممتد من عين الوفاء
والفجر ينتظرُ القيامة
إذ محمد في البداية سورة
والنصر حين الانتهاء
فتصدح الكلمات شوقا
ترتقي في ليلة القدر
هناك تزاحم الصفُّ عناويناً
لتجتمع قلوب الناس في يوم اللقاء
فيعود طه يرتقي المعراج َ
والإسراء معجزة تمناها جميع الأنبياء

ما أجمل الآيات نظرتها حياةٌ وارتقاء
فيها تسابيح تزيل صدى السنين
تغربل القلب الحزين
تزين الروحَ التلاواتُ المقدسةُ بألوان الولاء
فتزورني القصص
وأعبرها محطات إلى الأعلى
إلى البلد الأمين
إلى أنين المؤمنين
إلى حكاية يوسف الصديق
حين السجدة العظمى
دليل الاصطفاء..

وأعود أكملها تلاواتي
فيأخذني الحنين
وتشدني أرواح أهلِ الكهف في لغةٍ تحار لها العيون
أنفاسهم طيب تلألأ في متاهات الفناء
هذي ابتسامتهم من الإخلاص تطوي الدهر لحظات من العشق السماوي الدفين
فرأوا بأم العين يوم النصر والنبأ العظيم
عادت صلاة العاشقين
بمحضر ملأ الفضاء

هناك ابن الماء والشجرِ رسالة ثائرٍ
ملأ الرحمن قلبه بالصفاء
واستوحش الدنيا أراد طفولة في حضنها
فاستيقظت دمعاتها واستلهمت وحيا
فأقبل قلبها المهموم ينتظر الحبيب
أضحى قريب ..
طوبى لقلب الأم يحتضنُ الرسالة بالنداء
موسى ومعجزة السماء
فرعون أقسم أنه الباقي..
تحدَّى اللهَ
فاستبق النهاية بابتداء

النار والنمرود تاريخ السلاطين العراة
وسلوة العشاق إبراهيم دعوة صادق يهوي
فيسجد في عيون النار – لله فيخمدها الدعاء
وبينما هو في العراء
رفع الأكف وقد بنى البيت الحرام
وزمزم يتفجر
والروح طاف مؤذنا
هذا مقام الأوصياء

لملمت قافيتي بصوت الشعر
والغاوون ماتوا بين أجنحة السقاء
أومى إليَّ على جبين السورة العصماء
أسمى آية ...
يتناثر من نقطة الباء أريجٌ قدست أسراره
في محضر تتسربل الأشواق فاتحة الكتاب
فيهز نور بيانها الألباب
والإعجاز يبقى صورةً دون انتهاء