شعراء أهل البيت عليهم السلام - الرؤيا الثالثة عشرة

عــــدد الأبـيـات
19
عدد المشاهدات
2768
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/02/2010
وقـــت الإضــافــة
9:25 صباحاً

شَفتي ضفَّةٌ من الموتِ،=مسَّتهُ رماداً وعانقتهُ ترابا ما بها غيرُ رجفةِ الظمإِ المخبوءِ=في القلبِ حرقةً وعذابا كلَّما لَملَمتْ من الماءِ طيفاً=ماتَ في كفِّها، وعادَ سرابا شَفتي عالَمٌ من الغضبِ المصلوبِ=مسَّ الموتى، فهبَّت غِضابا وصلاتي همسٌ معَ الله كانَ=القلبُ صحواً، والكونُ كانَ ضبابا وأنا أصهرُ السيوفَ بقلبي=وبأُنشودتي أُذيبُ الحرابا! اَلسحابُ استضافَ كفِّي ولكنْ=نَهَشَ الملحُ في يَديَّ السحابا كانَ للماءِ وجهُ عصفورة بيضاءِ=أغرى الوادي عليها الذئابا ألفُ سيف يفاجيءُ الجرحَ=والجرحُ يلفُّ الردى ويطوي الغيابا لا الرمالُ الشوهاءُ تقدرُ أنْ تغتالَ=خطوي، مسافةً.. واغترابا لا ولا الليلُ وهوَ سورٌ من القارِ=المدمّى حطَّمتُ منهُ البابا فأطلّت قوافلٌ تنهبُ المجدَ=وتُعطي جماجماً.. ورقابا شَفتي جمرةٌ تشظَّتْ فقدْ تخطفُ=برقاً، وقدْ تجيءُ شهابا تغمرُ الشاطىءَ الفراتيَّ بالضوءِ=وتُؤوي لجرفِهِ الأسرابا وتُغطّي بالدفءِ ما عرَّتِ الريحُ=وترفو من رمشِها الأثوابا شَفتي والغبارُ رشَّ عليها=النوحَ حزناً.. فجاذبتهُ الربابا ثمَّ أنّت فاستيقظَ الخصبُ،=والنخلُ يصلّي، يلثمُ المحرابا يا جراحي للوردِ أسئلةٌ حيرى=تَلَظَّت بهِ فكوني الجوابا كيفَ أضحت للماءِ رائحةُ الجمرِ=وصارت مواسمُ اللفحِ غابا؟
Testing