شعراء أهل البيت عليهم السلام - جرح السماء

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
2162
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
26/02/2010
وقـــت الإضــافــة
10:54 صباحاً

جاءت إلى قبرِ الحبيبِ بلهفةِ = والدَّمعُ يجري فوقَ أكرمِ وجنةِ وهوتْ وقد صُدعَ الفؤادُ كأنها = جبلٌ تصدَّعَ و انفنى في لحظة لتشمَ أطيبَ تربةٍ علقت بها = ريحُ الحبيبِ وولولت في حرقة قُمْ واجبرِ الكسرَ الذي هدَّ القوى = وامسحْ دموعَ العينِ. برِّد لوعتي أو ضمني إياك في الرمسِ الذي = قد صارَ، مُذ وارك، أجملَ جنة ما قيمةُ الدنيا بدونكَ؟ إنها = شرٌ، ونحسٌ. ظلمةٌ في ظلمة ما بالُ ربِّ الحبِّ يهجرُ إلفهُ = أفلا يرى في الهجرِ أكبرَ جُنحة ؟ أفلا يرى في الهجرِ دون جنايةٍ = يسقي المُحِبَّ صديدَ قيحِ الغُصةِ؟ ويلفه بحبائلِ الهمِ التي = تهديهِ للموتِ البطيءِ كلقمة يا كعبةً قلبي يصلي عندها= و أطوفها سبعاً فتقشع وحشتي وتجئُ محرمةً، وتسعى أدمعي = كالسعي ما بين الصفا والمروة يا معبَدَ الإخلاصِ أنت خلاصُنا= من كلِّ هولٍ قد عتى أو ظلمة أأخيَ يا نورَ العيونِ، ويا دماً = يروي بأوردتي، ويسكنُ مهجتي ترجمتَ لي معنى الوفاءِ، وصِغتَ لي = لُغةَ الهوى، وطبعتَها في مقلتي يا ابن التي سجدت لها السبعُ العلى = والأرضُ والدُّنيا وأصغرُ ذرة قم لا تسلمْ من أحبك للردى = فيسومهُ سوءَ العذابِ بغلظة يا سيدَ الشهداءِ يا ابن المصطفى = ابن الوصي المرتضى والبضعة قم يا ابن أمي للعقيلةِ زينبٍ = لتضمها وتشمها في لهفة يا آيُّها الظمآنُ من حرِّ اللظى = قم روِّ ثغركَ سيدي من دمعتي يا سيد الماءِ الزُّلالِ أهكذا = تموت ولم تذقْ من قطرة ؟ وأراكَ لو جئتَ الصحاري أعشبت = وتفجرتْ منها العيونُ بروعة وأبوكَ يسقي الناسَ يومَ الحشرِ من = ماءٍ يفوقُ على الفراتِ ودجلة لكنه القدرُ الذي حكم الورى = واللهُ يفعلُ ما يشاءُ بحكمة أحسينُ كلمني عسى أن تنطفي = من قلبيَ الولهانِ جمرةُ حسرتي أمْ هلْ نسيتَ بأنني الأختِ التي = غذتكَ يا روحي بزادِ الرأفة ؟ إذ غيرتْ لوني سياطُ أميةٍ = وأكفُ شمرٍ وهي تحرقُ وجنتي وأنا التي كنتُ الشروقَ إذا بدا = أصبحتُ من ضربِ الطغاةِ كجمرة أحسينُ ها أنا زينبٌ نبعُ الوفا = لم أنس أحبابي وتلك سجيتي فلقد عرفتُكَ سابحاً بدمِ الهدى = جسداً بلا رأسٍ صريعَ التربة ورفعتُ جثتَكَ الغسيلةَ بالدما = فتناثرتْ فوقي فيا لمصيبتي ورفعتُ طرفي للسماءِ وصحتُ يا = ربي وخلاقي تقبلْ قربتي أحسينُ أين كفوفُكَ البترا التي = ياطالما رُسمت عليها قبلتي؟ ما حالُ وقعِ السهمِ في القلبِ الذي= وسِعَ الفضا. وسعَ الورى بالرحمة ما حالُ صدرٍ شمَّهُ خيرُ الورى = هل هُدَّ إذ طحنته خيلُ أمية؟ ما حالُ جثتك التي تُركتْ بِلا = غُسلٍ ولم تُوضعْ بِقلبِ الحفرة؟ والرأسُ يقطرُ بالدِّما فوقَ القنا =كالبدرِ يسبحُ في سماءِ الظلمة ويزيدُ يضربُ لؤلؤاً في ثغره = بيدِ الخنا يا ليتها قد شُلت وجوارحي جٌرحت لِعُظمِ فعالِهِ= والقلبُ يعفرُ كالذبيحِ بحرقة فإليكَ يا روحي ستركعُ أدمعي= فالدَّمعُ لا يرقا لفقدِ أحبتي وبلوعتي سأخطُ في أفقِ السما = جُرحي وجُرحَكَ يا حبيبَ العترة
Testing