شعراء أهل البيت عليهم السلام - ساقي العشاق

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
3774
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
19/02/2010
وقـــت الإضــافــة
7:28 صباحاً

أَدِرْ يا ساقيَ العشاق كأساً وارْوني عشقا ،

وخلِّي القلب يلقى فيه ما يلقى ،

وروِّي الروح إنْ ظمأتْ

إلامَ تظل في طغيانه تشقى .

أدِرْها علَّني أسْتَنطق الإلهام في شفتيهِ

أو أستلهمُ النطقا .

لعلَّ فؤاديَ المكلومَ

يشفى بابتسامتهِ ،

لعل جبينه الوقَّاد يُطفي حرَّ آهتهِ

لعل المدَّ في عيْنيهِ يُنسي جرحيَ الدفقا .

أدِرْ كأساً لعلي أبلغ الأسرارْ ،

لعلي أبتغي سراً به فُتِقتْ هناك النارْ،

وما كانت سوى رتقا .

أدِرْها علني أستقرأُ المكتوب في كفَّيْهْ ،

فما سرُّ اللَّهيب على شفا عيْنيهْ ،

به يصلى حشا عشاقه الحرقا .

وما سرُّ اصطفاف المزن في خديهْ ،

منها الغيث يستسقى .

وماذا كان حجم البوح في شفتيهْ ،

حتى أخرس الأفلاكَ ،

حتى أذهل الأملاكَ ،

حتى أعجز الخلقا .

أ إنسٌ كان ؟

كيف اجتاز إنسٌ ذلك السورا ؟

ومِن أيِّ الشموس استلهم النورا ؟

وقبلاً كانت الدنيا بعين الخلق ديجورا ،

إلى أن أشرقتْ شرقا .

أ أعطاه الإله عصى ليُلقيها ،

كما موسى كليم الله أُعطيها ،

وقد ألقى .

وشقَّ بها جبينَ البحرِ كي يجتازَه شقا .

وطاف بها اضطراب الموجِ

ساعٍ ينقذ الغرقى .

وهل أعطاه عيسى سرَّهُ حتى

غدتْ يمناه تحيي العظم والعِرقا ؟

إذا ما لوَّحت غرباً

إذا ما لوحت شرقا .

وسبحته ترى من أين جاء بها فأبداها ،

ومن ذاك الذي أعطاه إيَّاها ،

أكانتْ سبحة الزهراء أم كانت لَدى طه ؟

فقد صعقتْ عروش الأدعيا صعقا .

وقد دقَّتْ جبين الظلمِ في صخر الإبا دقَّا .

تموجُ قوافل العشَّاق في تسبيحها موجاً ،

لتستوحي الإبا عزماً،

وتستسقي الفدا عشقاً ،

وتسترجي الردى شوْقا .

تُرى مِن أين هذا الفيض جاء به ؟

يُحيلُ المستحيل بطرْفه صدقا .

ولو شاءت لحاظ العين

لأمسى كل ما في الكون بين يديهِ

حتى الغول والعنقا !.

غريب أمر هذا الطاعن التسعينْ .

غريب أمر روح الله .

غريب أمره حقا . . .
Testing