شعراء أهل البيت عليهم السلام - الغد الدامي

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
1868
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/02/2010
وقـــت الإضــافــة
5:13 مساءً

في غد يشرق الصباح مدمىً = وعلى الترب أنجم مطفآتُ واشتعال الرمال يلهب أفقا = أججته ضغائنّ وهناتُ والمدى الرحب خلفه يتوارى = فيه غابت شموسه النيراتُ وجفون السماء تقطر دمعاً = سكبته عيونُها الباكياتُ علّها تُطفيء اللظي بزلال = وعلى الأرض أكبد ظامئاتُ أغلقت دونها الينابيع عذبا = بعدما شحّ بالرواء الفراتُ أيبس الطف والقلوب جفاف = ونفوسٌ عن الرؤى مجدباتُ لن ترى غير مقتل الحق نصراً = فهي في صحوة الحياة سباتُ غادرت يقظة الضمائر موتى = فتعرت أشلاؤها الصدئاتُ رسمت لوحة الخطيئة بحراً = من جحيم وعمقه الظلماتُ أبحرت فيه والمتاه دليل = مزقتها عواصفٌ مهلكاتُ نبذت قبر عريها كل أرض = فهي في رقدة العذاب شتاتُ في غدٍ تملأ الشعاب صبايا = ونساءٌ فواجعٌ ثا كلاتُ أثقلتها مصائب ورزايا = غاب عنها أعزةٌ وحماةُ طاردتها شمس الظهيرة جواً = وقفارٌ تحت الخطى مسعراتُ خلفها يُشعل الخيامَ ضرامٌ = حاط فيها توحّشٌ وقساةُ وخيول الأعداء تطحن صدراً = وضلوعاً تهفو لها الكائناتُ جسدٌ ضمَّ في ثناياهُ كوناً = يتسامى وفيضُهُ المكرماتُ عانقَ الموتَ والشهادةَ شوقاً = فجنانٌ لشوقهِ عاشقاتُ ووحيداً يُلقن الحشدَ درساً = بثباتٍ يحارُ فيه الثباتُ حوله من بنيه والصحب جمعٌ = جمعتهم مواقفٌ خالداتُ وقفوا وقفةَ الإباء بحزمٍ = وسيوفٍ تهاب منها الكُماةُ سطّروا صفحةَ الوفاء وساروا = بطريق تهيم فيه الأباةُ فإلى الخلد أنفسٌ تتعالى = وعلى الرمل أبدنٌ زاكياتُ سال منها دمُ الحياة ندياً = بربيع الجراح تَحيى المواتُ في غدٍ يرحل الزمان مجداً = وتباريُ أيامَه اللحضاتُ وإلى الشام يستحث مسيراً = وإلى الشام تنتهي الخطواتُ فعلى الرمح ثورةٌ رؤوسٌ = وعلى النوق أنفسٌ حائراتُ سوف تجتاح في غدٍ معقل الظلم = وتنهار أعرشٌ نكراتُ وستبقى الدماءُ ما دام فيها = صحوةُ الدين والفدا والعظاتُ وستبقى الدماء أغلى وجوداً = من حياةٍ يعيش فيها الجناةُ ينحني السيفُ خاشعاً وذليلاً = وخضوعاً ستركع المرهفاتُ حين أعطت قيادها للئامٍ = ثم أودت بعزها عثراتُ فاستحقت مدى الزمان عتاباً = وتنامت بفعلها النائباتُ
Testing