شعراء أهل البيت عليهم السلام - وللحسين جرح آخر !

عــــدد الأبـيـات
44
عدد المشاهدات
2245
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/02/2010
وقـــت الإضــافــة
8:36 صباحاً

لا زال دمُّك يا حسين يسيلُ = ومدادُ جُرحكَ للحياة جزيلُ لا زال مذبح كربلاء مضمَّخا = بدمِ السماءِ يحزُّهُ التقتيلُ لا زال رأسك بالرماح مُشيَّعاً = بالتعزيات يجيشها الترتيلُ لا زال جُرحكَ بالبلاء مُطوَّقاً = وبكل نائبةٍ له قنديلُ أرضُ الطفوف وأيُّ ليل قد طوت = تلكَ الصلاة َيجيبها التنزيلُ لله صبري للسماء وقد رأتْ = جَسَدَ الحياة يفتّه التنكيلُ آهٍ على قلبٍ كبيرٍ ما لقى = إلا البلاءَ وفي رؤاه جميلُ آهٍ على صور الجراح تجيشت = ولقد أضاع جبينها التقبيلُ آهٍ على القدس الذي قد شُوهت = سَجَدَاتُهُ فبكى له التبجيلُ آهٍ على الغصن الذي قد جُمِّعَت = فيه الجراحُ ولم ينله ذبولُ آهٍ على الطفل الرضيع مضرِّجا = كفن الفؤاد من الدماء يهيلُ آهٍ على ذاك الجواد وقد مضى = من غيرك الوطن السبي يجولُ ولقد رماكَ على الرمال مبضَّعاً = يروي الجراحَ ينوحُ منه صهيلُ يروي المُصابَ وكَسْرَ قلبِ محمدٍ = والدمعُ في نبعِ العيونِ عليلُ يا لهف عيني للسماء إذا بكتْ = حُمْرَ الدموعِ لئن أطلَّ أصيلُ تبكي عليك وكم يفيضُ نحيبها = حتى يُسدَّدَ للخلود غليلُ لا لم يجفَّ دَمُ الحياة فقد بقى = بمداد قربان الحسين يسيلُ حيرانةٌ فيك الحروف فلم يعدْ = يقوى لبارية العويل عويلُ حيرانة فيك الدموع فحيثما = بكت العيون يهيجها التنكيلُ يا ذي الدنا امتشقي السوادَ وولولي = فالحزنُ في شفة الزمان طويلُ ويحا لمذبح كربلاء فقد مضت = فيه الشموس يزفها جبريلُ قد غال فيه الغدر ألف محمد = فاحتار دون نواحها التمثيلُ يا كربلاءُ فكم نبي ٍقد لقى = جرحا لجرحك بالقذى موصولُ لا لن أرى وجه الضياء معلقا = فوق الرماح يحزه التضليلُ لا لن أرى رمز العطاء ممددا = تبكي عليه سنابلٌ ونخيلُ لا لن أراه فما بقى ليَ مقلةٌ = والنور في شفق العيون جذيلُ هذا المثلثُ في فؤادي يستبي = حباً رهيفاً بالحنان ظليلُ هذا محزُّ الرأس مني يصطلي = مهدَ الزهور فيُسفكُ الإكليلُ هذا الأنين على مشارف طفِّهِ = سُفكت عليه يمامةٌ وهديلُ حزَّوا فؤاد العاشقين بقتله = وقضوا بأن يبكي الخليلَ خليلُ قتلوا الرسالة ويلهم أفما رأوا = عرش القداسة للقتيل يميلُ قتلوا الكتاب ومزقوا صفحاته = ومضى يولول عنده الإنجيلُ يا زمزمٌ هذا أميرك بالجفا = ذاق المنون وخانه التغسيلُ هذا الفراتُ يبيت عند ظمائه = ما خلتُهُ عند الحسين بخيلُ فدَّى بكلهِ ربَّهُ متمادياً = والكلُّ في لغة الجنون قليلُ ورمى إلى الأخدود صرح حياته = عشقا تحير عنده التعليلُ وأثار ثورة بحره متجاهلا = صخر الضلال فما له تبديلُ وتفجر القربانُ ملئ وضوئه = طوفانَ حبٍ زفَّه التهليلُ لهفي عليه مرابطا في مهجتي = في كل جارحة دماه تصولُ آه على صوت النداء يشلني = وفواصل الزمن الظلوم تطولُ آه عليه مجردا من نصرتي = ومدى دموعي العاريات خجولُ آه عليه وألف آه لا تفي = بل ألف موت في فداه قليلُ دم يا عزاءُ فزهرُ قلبي يلتوي = ونداء صرخته الدويِّ ثقيلُ دم شاردا فالأمن أقفل يقتفي = أثر الضياع وراح عنه كفيلُ
Testing