شعراء أهل البيت عليهم السلام - آصف العصر

عــــدد الأبـيـات
43
عدد المشاهدات
2154
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/02/2010
وقـــت الإضــافــة
8:10 صباحاً

أيَّ المقاماتِ ترسو جنةَ الخُلْدِ = يا مَرْكِبَ العشقِ بين الرَّبِّ و العَبْدِ يا خلوةَ الليلِ تدعو الله في ضَرَعٍ = فيهطلُ اللطفُ آياً فوقها يُنْدِي بالغتَ في المدِّ إذ ضاعتْ شواطِؤُنا = يا أيها البَحْرُ يسري دونما حَدِّ سِرٌ و لم أدرِ مِنْ أيِّ اللغاتِ إذا = فككتُ معناهُ حتى جَلَّ ما عندي لمْ يسْألِ اللهَ إلا كانَ مُمْدِدُهُ = كشفاً و قد جاءتِ الأملاكُ بالرَّدِ يا بَهْجَتَ الله طاولتَ الكتابَ كما = لو جِئتَ بالعرش طرْفاً غيرَ مُرْتدِّ هذا سليمانُ عبدُ الله ثورَتُهُ = حازتْ من المجد ما يربو على المَجْدِ و أنت و اللهِ سِرُّ اللهِ آصِفُهُ = طوفانكمْ مَدَّ مَدّاً غيرَ ذي صَدِّ سدَّدتمُ النورُ في كل الجهاتِ ألا = أنتم يَدُ الله أنتم ضربة ُ المهدي يا عارفَ العصْرِ قلْ ماذا أقولُ إذا = آيستُ معناكَ إذ يسمو عن السَّرْدِ أنعاكَ يا نجمُ أم أنعى أماسِيَنا = ما عُدْتَّ إذ كنتَ فيها مُمْكِنَ الرَّصْدِ أنعاكَ أمْ هلْ أعزِّيْ الأفقَ في مَدَدٍ = أغناهُ بالذكرِ أفواجاً من البَرْدِ يا حسرةً فيكَ قدْ أيتمْتَ دعْوَتنا = قمْ يا أبا الذكرِ بارِكْ هذهِ الأيدي سيفٌ من الفقه و العرفانِ تَشْهَرُهُ = لا ما ظننا أفولَ السيفِ في الغمْدِ هلْ مُتَّ أمْ نحنُ مِتنا دونَ ناسِكِنا = شُيِّعْتَ أمْ نحْنُ شُيِّعْنا إلى اللحْدِ يا صِبْغةَ اللهِ لمَّا نكتفي مَدَداً = يا آية العشقِ عُدْ بالكأسِ و الشَهْدِ يا أيها الحَيُّ يا ساقي مشاعِرِنا = بالحبِّ قد جفَّ ماءُ الزهرِ و الوَرْدِ مَنْ ذا يُصلِّي بنا عشقاً فيُثمِلُنا = قلْ ليْ إلى النورِ مَنْ بَعْدَ الهُدَىْ يَهْدِي؟ لا بُدَّ أنْ يُصْعَقَ التسبيحُ في فمنا = لمَّا فُجِعْنا بشيخِ الذكرِ و الوِرْدِ ها قدْ طوينا صلاةَ الليلِ في كَفَن ٍ = ها قدْ دفنَّا أميرَ الحَقِّ و الرُشدِ يا معبَدَ العشقِ يا نجوى قداسَتِهِ = جئنا نعزِّيكَ مِحْرَاباً بلا عَبْدِ مُرُّوا بمحرابهِ حتى يودِّعَهُ = من سَجْدَةِ العشْقِ أو مِنْ دمعةِ الوَجْدِ اليومَ ضِعْنا فها قدْ غابَ مُرْشِدُنا = و أيبسَ البَحْرُ مِنْ مَوْجٍ و مِنْ مَدِّ هذا الذي كانَ أمْنَ الناسِ مِنْ سَخَطٍ = ما دامَ فيهمْ و ها قدْ صارَ في اللحدِ مَهْلاً أيا قبرُ مَهْلاً كي أودِّعَهُ = أستمهلُ الشمسَ أثنيها عن الصَّدِّ مَهْلاً ليقضي فؤادي ركعة ً قبساً = من طورِ سَيناءَ، مِنْ (موسى)، مِنَ (المَهْدي) عِشْنا و قدْ عِشْتَ لكنْ ليسَ عالَمَنا = إذ كمْ جهلناكَ يا ذا العلمِ و الزهدِ أيُّ الحكاياتِ ما أكمَلْتَ آخِرَها = يا جَلْوَةَ الله بينَ العَيْنِ و الخدِّ أيُّ العباداتِ ما أيتمْتَ مَعْبَدَها = أيُّ التسابيحِ ما أرْهَقْتَ بالعَدِّ قفْ، ها هنا كنتَ بدراً ساجداً يقِظاً = في مسرحِ الليلِ يُغشي الليلَ ما تبدي كأننا إذ مضى عن ساحِ مَعْبَدِنا = نُمْسِي عَنِ اللهِ بعد القرْبِ بالبُعْدِ كأننا إذ مضى زادَتْ مَسَافتُنا = عن مَعْدِن النورِ و الألطافِ و الحَمْدِ تلكَ المقاماتُ أحْصَاها فوَا عَجَباً = أنْ يَجْمَعَ القبرُ قامُوْساً مِنَ المَجْدِ يا طائرَ العشقِ يا عنوانَ مُعْتَكَفٍ = في مَحْضَرِ اللهِ يعلو دونما قيدِ سَارٍ إلى اللهِ، توّاقٌ لهُ عملٌ = يرقى إلى جنة الأعمالِ كالطودِ يا لوْحَةَ الماءِ يا قلباً بلا وَطَنٍ = سُكْناهُ مَسْرَاهُ مِنْ رِفْدٍ إلى رِفْدِ يا آصفَ الله، روحِ اللهِ، يا سَنَداً = في ثورةِ العشقِ يا مَنْ للهُدَىْ جُنْدي هذا أبو الخالِ ماضٍ في مسيرتكمْ = لم يَبْقَ في العَصْرِ أوفى منهُ بالعهدِ فيا أبا العشق نمْ مستبشراً خَلَفاً = و يا سليمانُ قمْ و القاهُ بالوِدِّ يا آصفَ الله أعظمْ فيكَ منتقِلاً = من مَعْدِنِ العشقِ معراجاً إلى الخُلْدِ صوفيةُ الشعر حاناتٌ و ما احتملتْ = أنْ يعطشَ الكأسُ من ساقِيْهِ بالفقْدِ لكنْ أبى اللهُ إلا أنْ يراكَ لهُ = في شاطئ القربِ أنْ قمْ و ارقَ يا عبدي قمْ و افرُشِ الليلَ كبِّرْ ظافراً فَرِحاً = تكبيرةَ العشقِ هذي جنة الوعْدِ
Testing