شعراء أهل البيت عليهم السلام - زينب تخاطب الليل

عــــدد الأبـيـات
20
عدد المشاهدات
3343
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
26/01/2010
وقـــت الإضــافــة
8:07 صباحاً

تشبُّ بقلبي نارُ وجدي وتَضرمُ = لذكراكَ يا ليلَ الوداعِ متيّمُ وهيهات أن أسلو مصائب كربلا = وتلك بَكاها قبلُ طه المكرّمُ فما زلت في بحرٍ من الحزن والشّجا = أعومُ وطرفي بالكرى لا يهوّمُ مدى العمر لا أنسى عقيلةَ حيدرٍ = عشيّةَ أمست والقضاءُ مخيّمُ تودّع أهليها الكرامَ وتنثني = مع اللّيل من فرط الأسى تتكلّمُ تقول له يا ليلُ رفقاً بحالنا = فأنت بنا من شمس صبحكَ أرحمُ بربّك لا تُبدي الصّباحَ فإنّه = صباحٌ به جيشُ الضلالةِ يهجمُ أطلْ يا رعاكَ اللهُ وقتَكَ أن تجد = طريقاً ولا تخفى لجوّك أنجمُ أطلْ لوداع الطّاهراتِ حماتِها = فصُبحكَ فيه منهمُ يُهرقُ الدّمُ أنا زينبُ الكبرى سليلةُ أحمدٍ = وهذا حسينٌ والزّمانُ محرّمُ وهذي جيوشُ الظالمينَ تراكمت = علينا فهل فيما يُريدونَ تعلمُ يُريدونَ قتلَ ابن النبي وصحبهِ = وإنّك تدري مَنْ حسينٌ وَمَنْ همُ أطالت مع اللّيل الحديث من الأسى = واجفانُها كالمُزنِ تهمي وتسجمُ فلو فَهِمَ اللّيلُ البهيمُ كلامَها = لرقَّ لها لكنّه ليس يفهمُ ولو كان ذا حسٍّ ويعرفُ قدْرَها = أجاب نداها لكن اللّيلُ أبكمُ تُخاطِبُه في أن يُطيلَ ظلامَه = عليها وما للّيلٍ أُذنٌ ولا فمُ شكتْ همّها للّيلٍ واللّيلُ أخرسٌ = وزينبُ حيرى والفؤادُ مكلَّمُ ومرَّ عليها وقتُهُ وتصرَّمت = دقائِقُه والصُبحُ بالشرِّ مُفعمُ ولاقتْ مُصاباً لو اُصيبَ ببعضه = أشمُّ الرواسي الشامخات يُهدَّمُ لقد شاهدتْ قتلَ الحسينِ بعينها = وهل منه أدهى في الزمان وأعظمُ
Testing