شعراء أهل البيت عليهم السلام - في رحاب المصطفى (ص)

عــــدد الأبـيـات
51
عدد المشاهدات
8476
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
25/01/2010
وقـــت الإضــافــة
1:53 صباحاً

في رحاب المصطفى (ص) نُظمت في المدينة المنورة عام 1976م أتيتُك بالأشواق.. أطفو وأرسبُ=وكُلّيَ آمالٌ، وكُلُّك مَطلبُ ملكتَ على بُعد الديار مشاعري=فأنتَ إلى قلبي من الفكر أقربُ إلى أن دنت مِنّي الدّيارُ وأصبحت=قبابُك في عيني تَهِلُّ وتُعجِبُ تلاشت حدودي في حدودِك والهوى=تُوَحَّد أشتاتٌ به وتُذَوَّبُ فعُدتُ وما إلاّك عند مشاعري=فأنت بها فِكرٌ، ودِينٌ ومذهَبُ قطعتُ إليك البيد شاسعة المدى=إذا ما تقضّى سبسبٌ جد سبسبُ تخايل فيها الرَّمل أن صار معبراً=إليك و دربٌ للحبيب محببُ و لاح عليه رسم أخفاف ناقةٍ=غزوتَ عليها يوم لله تغضبُ و قافلة ما زال رجع حدائها=يغرَّد في بدرٍ و أحدٍ و يطربُ عليها من الصَّحب الكرام عزائمٌ=إلى الآن بالصَّحراء منها تلهبُ يقود بها للفتح فكر معمَّقٌ=و يحدو بها للنصر سيفٌ مجرَّبُ و ما قام مجدٌ أو تسامت حضارةٌ=بغير النهى يفتن و السيف يضربُ ولمّا وطأتُ المِسْكَ مِن أرض طِيبةٍ=وهَبّ عبيرٌ مِن شذى الخُلدِ أطيبُ وأقحمتُ طَرْفي لُجّةَ النور لَوّحتْ=شمائلُ أشهى مِن خميلٍ وأعذبُ تخيّلتُ عشراً مِن قرونٍ وأربعاً=ستُبعد طَرفي عن رُؤاك.. وتَحجِبُ ولكنْ رأيتُ الأمسَ عندي بسحرهِ=ثريّاً.. كما يهوى الجلال ويطلبُ كأنّ السنين الذاهباتِ وبُعدَها=مَرايا بها تدنو إليَّ وتَقربُ ولملمتُ طَرفي مِن سَناك ولمعهِ=كذا الشمسُ تعشو العينُ منها وتتعبُ وراودتُ فكري أن يعيك.. فرَدَّه=بأنّك أوفى مِن مداه.. وأرحبُ فآويتُ للذكرى يمسّ سلافَها=فمي.. فإذا رِيقي لها يتحلّبُ وهوّمتُ للأصداء تُسكر مسمعي=بأنغامها.. فالدهرُ هيمانُ مُطرَبُ سماحاً أبا الزهراءِ أن جئتُ أجتلي=سَناك.. وأستهدي الجلالَ وأطلبُ إذا لم تُؤمِّلْ فيضَ نورك ظُلمتي=فمِن أين يرجو جلوةَ النورِ غيهَبُ ؟ وإن لم يَلجْ ذَنْبي ببابك خاشعاً=فمِن أين يرجو رحمةَ اللهِ مُذنبُ ؟! ومِثْلُك مَن أعطى، ومِثْلي مَنِ اجتدى=فإنّ السما تنهلُّ والأرضُ تشربُ أهَبْتُ بنقصي فاستجار بكاملٍ=إلى ذاته يُنمى الكمالُ ويُنسَبُ وأغرى طِلابي أنّ فيضَ مَعينهِ=مدى الدهر ثَرٌّ.. ما يَجِفُّ ويَنضَبُ وعفّرت خدّي في ثرىً مسّ عفرَه=لجبريلَ مِن جنحَيهِ ريشٌ مُزَغَّبُ وفيه محاريبٌ لآل محمّدٍ=بهنّ ضراعاتٌ إلى الله تُنصَبُ وآثارُ أقدامٍ صغارٍ ومَهْجَعٌ=إلى الحسنَينِ الزاكيينِ ومَلعبُ وصوتُ رَحى الزهراء تَطحنُ قُوتَها=إلى جِلْدِ كبشٍ حيث تجلسُ زينبُ رؤىً سوف يبقى الدهر يروي جلالَها=وتبقى على رغم البساطة تأشبُ عَهِدتُك والقرآن نورٌ وحكمةٌ=يَشدُّ إليه التائهين.. ويَجلِبُ وأنت عطاءٌ.. كلّما احتاجتِ الدُّنا=إلى مكسبٍ منه تَوَلَّد مكسبُ وأنت طُموحٌ.. نال كلَّ مُمنَّعٍ=ولم يُرضِه من غاربِ النجم مَنكبُ وأنت شموخٌ.. في النوائب مُرقِلٌ=على عَزَماتٍ كلُّهُنّ تَوَثُّبُ وأنت إذا ما التاثَ رأيٌ إصابةٌ=مُسَدّدةٌ عن صائبٍ الرأي تُعرِبُ فما بالُنا لا نجتليك بتَيهِنا=وأنت لنا نبعٌ وروضٌ مخصَّبُ! فقد يكتفي في تافه الزاد كاسل=لأنَّ كريم الزَّاد مأتاه متعبُ و يؤذي النُّهى و المنطق الجدَّ أن يرى=هراءً هزيلاً يستطيل و يطنبُ تداعى إليه الحالِمون و غرهم=بريقٌ به فيما عرفناه خلبَّبُ فخاطب منهم فاشلاً و مبلَّداً=و صورَّه المظلوم يُسبَى و يُنهَبُ فثابوا إليهِ يرمحون و عندهم=من الحقد ما يبري الرَّقاب و يحطبُ و يولمك الإنسان يقتل تِربّه=و دون الدِّماءِ الحُمر ما هو أصوَبُ و قد تحسبني ظالمياً متجنياً=تناسى الذي يفضي لذا و يسبِّبُ و كلا فما أنسى كروشاً تضخَّمت=من السُّحت يُجنى و الكسيرة تُنهبُ و لا بالَّذي ينسى سياطاً لئِيمةً=تشظِّي جلودَ الكادحين و تُلهِبُ و لكنَّني أرثي لناسٍ تفرُّ من=جحيمٍ ليحويها جحيمٌ مذهَّبُ فَهَبْنا أبا الزهراء قُوتاً، فلم يَعُدْ=بمِزودِنا ما يُستطابُ ويَعذُبُ ورُدَّ لنا هذا الأصيلَ لفجرِنا=إلى النبعِ يَهمي النورُ ثَرّاً ويسكبُ وسَدِّدْ خُطانا بالطريق.. فدربُنا=طويلٌ على أقدامنا مُتَشعِّبُ
Testing