شعراء أهل البيت عليهم السلام - وتفيض في مدح الرضا أقلامنا (مولد الإمام الرضا عليه السلام)

عــــدد الأبـيـات
45
عدد المشاهدات
3539
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
09/11/2009
وقـــت الإضــافــة
1:07 صباحاً

وتفيضُ في مدحِ الرضا أقلامُنا (مولد الإمام الرضا عليه السلام) نأتي نروحُ وتُنتسى الأسماءُ = يقضي على حُسنِ الوجوهِ فناءُ ليس البقاءُ بطول عيشٍ وارمٍ = إنّ البقاءَ – وإن رحلتَ – عطاءُ مَن لم يَفِدْ وجهَ الحياةِ وجودُهم = فهمُ على وجهِ الحياةِ هباءُ والخُلدُ خَلْدُ الذكرِ، كم من خاملٍ = بين الورى ماتوا وهم أحياءُ ! جاؤوا الحياة ولم يضيفوا نقطةً = في سفرها. وكأنَهم ما جاؤوا وُلدَ الرضا، لا بل لقد وُلد الهدى = فعرا عيونَ الخافقيْنِ هناءُ أعظمْ بهِ من مولدٍ حارتْ به = لسموِّهِ الأدباءُ والشعراءُ ولقد كتبتُ بمولدٍ هو مولدٌ = حطّتْ به فوق الرمالِ سماءُ وحسبتُ أنّي قدْ وَفيْتُ وإنّما = تأتي الوفاةُ ولا يكونُ وفاءُ ليسَ القريضُ يَملُّ شَدوَ عُلاكمُ = أتُمَلُّ من قِبَلِ الطيورِ سماءُ ؟! وتفيضُ في مدحِ الرضا أقلامُنا = ليست تجفُّ، ولايكونُ عناءُ لا يظمأُ القلمُ الذي أَمَّ الرضا = ويَدُ الرضا فوق العقول شتاءُ وإذا المكارمُ لم تَفِدْ شطآنَه = ستظلُّ عطشى ليس فيها رَواءُ والسُحْبُ إنْ لم تستظلَّ بجودِهِ = فكأنّها هي والدخانُ سواءُ فمديحُهُ هو للمديحِ حياتُه ُ = وبيانُه هو للبيانِ غذاءُ طابتْ مدينةُ جدِّهِ ببزوغِه = طابتْ على طيبٍ وطابَ هواءُ ولقد زكتْ بالطاهرينَ كما زكا = بالمسكِ فيه وبالعطورِ وعاءُ أفمَنْ لموسى الطُهرِ نَجْلٌ وارثٌ = هل تنحني إلاّ له العلياءُ ؟! وسليلُ حيدرَ والوريثُ لعلمِهِ = و دماؤُه من عِرقِ طهَ دِماهُ ؟! جاء الرضا فتهطّلَ العِلمُ الذي = به حلَّ في روضِ العقولِ نماءُ شعّتْ به الدنيا فصارتْ دُرّةً = وعلا ضياءَ الشمسِ فيها ضياءُ وإذا بمورده المهيبِ تؤمُّه ُ = عَطَشاً لعلم ٍ عنده العُلماءُ وبهِ تحصّنَ دينُ أحمدَ قلعةً = هُزمتْ على شرفاتِها الأعداءُ وبهِ تكشّفَ كلُّ زعمٍ وارم ٍ = وانداحَ عن روضِ الهدى الدُخلاءُ نزَع الستارَ عن الذين صدورُهم = هي للنفاقِ وللضلالِ لحاءُ وأبانَ دينَ اللهِ نهجاً واضحاً = نبعاً نميراً ليس فيه مِراءُ نَثَرَ الفضائلَ حيثما حطّتْ له = قَدمٌ، وحلّتْ حَلَّه النعماءُ غرَسَ النفوسَ بكل مكرمةٍ وإذْ = بالأرضِ يملؤها به الكرماءُ هلَّ الرضا والطاهرون حياتُهم = قَهرٌ جثا من فوقِها وبلاءُ فبنو العمومةِ كشّروا أنيابَهم = ولقد بدا منهم بأمْسِ ولاءُ !! وأرادَ عبدُ العرشِ تثبيتاً له = والعرشُ في غيرِ الصلاحِ عَماءُ فأراد مِن طودِ الرضا أن ينحني = للقعرِ كي يرقى به الوُضعاءُ حاشا وكلاّ، فالرضا أصلُ العُلا = لا يستخفُّ سموَّه السخفاءُ وبحكمةٍ كشفَ الخديعةَ للورى = والليلُ ينأى إذْ يفيض ضياءُ عرفوا بأنّ الدرَّ ليس محلُّه = في قبوِ فحمٍ طبعُه الظلماءُ والشهدُ لايُؤتى به مع حنظلٍ = والداءُ ليس يضيعُ فيه دواءُ ظنوا الرضا: همٌّ له الدنيا، وقد = يغريهِ فيها منصبٌ وثراءُ جهلوا الرضا، كالتبر يُجهَلُ قدرُه = فيظنّه ذاتَ الثرى الجهلاءُ ظنّوا الإمارةَ قد تطيحُ بدينه = ولطالما باعَ الهدى الأمراءُ لكنّه زان الإمارةَ أمرُه = فزها به تاجٌ وطابَ رداءُ وأبانَ كيف المَلْكُ يحرسُهُ التقى = ويدوم إنْ قد ساسه الفضلاءُ لكنّه الويلُ الوبيلُ إذا ارتقى = فوق العروش بلا التقى اللؤماءُ إنّ الحروفَ بكم تضيء بهيّةً = في أسطرٍ حلّتْ بها السَعْداءُ وسلام ربي ما شدا من طائرٍ = أو قد تحركَ في الوجودِ هواءُ وصلاتُه الكبرى على طه الهدى = والآلِ مَن هم للقلوبِ شفاءُ
Testing