شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذاك الذي عيسى يصلّي خلفه (في مولد الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف)

عــــدد الأبـيـات
55
عدد المشاهدات
3205
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/10/2009
وقـــت الإضــافــة
6:08 صباحاً

ذاك الذي عيسى يصلّي خلفه في مولد الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف حقٌّ ليوم النصفِ من شعبانِ=لو فاقَ قرصَ الشمس في الّلمعانِ ولو ارتدى التاجَ المرصّعَ بالهدى=وعلا على الأيامِ كالسلطانِ حقٌّ له لو زُيّنتْ ساعاتُه=بالدرِّ والياقوتِ والمرجانِ أو لو تضوّعَ بالأريجِ صباحُهُ=ومساؤُه بالمسكِ والريْحانِ فبهِ تجلّتْ شمسُ أعظم قائمٍ=ليفيضَ نور العدلِ في الأكوانِ وبهِ انبرى للعدل أقوى ساعدٍ=وبهِ انجلى للحقِّ خيرُ لسانِ وبهِ استفاقتْ عينُ كلِّ فضيلةٍ=وبهِ استطالتْ قامةُ الإيمانِ يانصفَ شعبانٍ وقد كاد الندى=بكَ أن يُرى درّاً على الأغصانِ يا نصفَ شعبانٍ و أوشك شاعرٌ=بكَ أنْ يُصبحنّ مدادُه كجُمانِ ويصيرَ في فمِه القريضُ عرائساً=تختالُ في الصفحاتِ بالتيجانِ هي ليلةٌ ما في الليالي مثلُها=إلاّ ليالي القدرِ في رمَضانِ لمْ يسترحْ قلبُ الهنا فيها ولو=لهنيهةٍ قلّتْ من الخفَقانِ وثغورُ زهرِ البِشرِ ما سكنتْ بها=بسماتُها وحبورُها لثوانِ وسحائبُ الفرحِ العظيمِ توزّعتْ=تهمي وتسقي مهجةَ العطشانِ في مثلِ هذا اليومِ قد وُلِدَ الذي=مَنْ سوف يرأبُ صَدْعةَ الإنسانِ وُلدَ الذي يحيي معالمَ سنّةٍ=طُمستْ ويعلي رايةَ القرآنِ ولِدَ الذي بهِ يظهرنَّ إلهُنا=دينَ الهدى السامي على الأديانِ ذاكَ الذي عيسى يصلّي خلفَه=إذْ ينزلنّ من العُلا الربّاني ذاكَ المؤيّدُ بالملائكِ جيشُه=إذْ يمحقنَّ جحافلَ العصيانِ ذاكَ المُعَدُّ لقطعِ دابرِ عصبةٍ=ظلمتْ ودحرِ كتائبِ البهتانِ الأرضُ تنتظرُ انبثاقكَ سيّدي=فلقدْ تمادى الكفرُ في الطغيانِ حلّتْ بجمعِ المؤمنينَ مصائبٌ=كبرى ينوءُ بحَملِها الثَّقَلانِ قدْ سيمَ خسفاً جمعُهم بصواعقٍ=عظمى رمتها أذرعُ العدوانِ دفقتْ على أرواحهم حِممُ الردى=والظلمِ والتنكيلِ والحرمانِ ياربِّ عجّلْ للإمامِ ظهورَه=حتّى يدكَّ معاقلَ الشيطانِ ويُبيرَ جوراً أرضُنا امتلأتْ بهِ=ويقيمَ عدلَ الحقِّ والميزانِ في يومِ مولدِكَ الحميدِ فإنّما=تطوي البشائرُ خيمةَ الأحزانِ و تُشيدُ قصراً للسعادةِ شامخاً=في كلِّ قلبٍ مؤمنٍ جذلانِ مَثَلٌ لموسى في الولادةِ بينما=في العُمرِ أشبَهَ صاحبَ الطوفانِ وهدايةٌ من أحمدٍ وشجاعةٌ=من حيدرٍ ومعونةُ الرحمنِ زعموا بأنّكَ ما وُلدتَ ولم تزلْ=روحاً تُعَدُّ لآخرِ الأزمانِ لو كان حقّاً زعمُهم فلْيخبروا=عن والدٍ كالعسكريّ الثاني لا ، بل وُلدتَ وأنتَ من صُلبٍ سما=فوق الخنا والرجسِ والأدرانِ ما كان مِن صُلبٍ سواهُ مؤهّلاً=ليكونَ ظعنَ الكوكبِ النوراني حبلُ الإمامةِ ظلّ موصولاُ وهل=هو غير حبلِ الواهبِ المنّانِ ؟ لمْ تخلُ هذي الأرضُ مُذْ خُلِقَ الورى=من حُجّةٍ للهِ ذي الإحسانِ للهِ أنتَ على الخليقةِ حُجّةٌ=وإمامُهم من إنسِهم والجانِ سَبَبُ اتصالِ الأرضِ أنتَ مع السما=حبْل الإلهِ سفينةُ الرضوانِ وابنُ الغطارفةِ الرفيعِ مقامُهم=صدْر الخلائقِ سيّدُ الأكوانِ مَنْ ذاكَ ينكرُ في البرايا فضلَكم=إلاّ الذي ليستْ له عينانِ أو ذاك لم يسمعْ بذكرِ علاكمُ=إلاّ الذي صُمّتْ له أذنانِ لكنْ وهذا الذكرُ قد بلغَ المدى=فقدْ انتهى للصمِّ والعميانِ صُغتُ القوافي الرائعاتِ بفضلِكم=والفضلُ فيكم فوقَ كلِّ بيانِ وأضأتُ مِصباحَ القريضِ بنوركم=وأضاءَ قبلاً نورُكم وجداني لولا سفينتُكم لظلّتْ فكرتي=منبوذةً حيرى على الشطآنِ ولظلَّ في الأقلامِ كلُّ مدادها=ولما اشتغلتُ بأحرفٍ ومعانِ مِن فرطِ حبِّكمُ تفيضُ قريحتي=ويسيلُ شعري معْ مسيلِ جَناني وبذكرِكم شعّتْ قوافي مِدْحتي=وغدتْ بكم لألاءةَ الألوانِ يا سيّدي المهديَّ ، إنّي شائقٌ=لكمُ محبٌّ من عميقِ كياني لم تخلُ منّي ثمّ لن تخلو إذا=طالَ الغيابُ وصرتُ في أكفاني واللهَ أسألُ أنْ أراكَ كما تُرى=شمسُ الشتاء تضيءُ كلّ مكانِ بعد احتجابٍ طالَ خلفَ غمامةٍ=لكنّ دفئَكَ ظلَّ في شرياني أوْ إنْ قضيْتُ وأنتَ بعدُ مُغيَّبٌ=أنْ أُلحقَنَّ وفي يديَّ سناني ثمّ الصلاةُ عليكَ يا علمَ الهدى=ما ظلّتْ الأفلاكُ في دوَرانِ وعلى النبيِّ المصطفى خيرِ الورى=وعلى الأئمةِ ما استهلّ لساني
Testing