شعراء أهل البيت عليهم السلام - في ذكرى استشهاد الإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام

عــــدد الأبـيـات
42
عدد المشاهدات
9503
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/10/2009
وقـــت الإضــافــة
5:48 صباحاً

في ذكرى استشهاد الإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام سالتْ دموعي والفؤادُ حزينُ=لغريبِ طوسٍ في النّوى مدفونُ أبكي بقلبي قبلَ عيني كوكباً=أرداهُ بالسُمّ الزُعافِ لعينُ أبكي السحابَ، وحقُّه أنْ لو غَدتْ=سُحُباً عليهِ من البكاءِ عيونُ رَسَمَ الأمانَ على المحيّا إنّما=ما كانَ مأموناً هو المأمونُ ! قد ضمّ خبثَ بني أبيهِ جميعِهم=بل كلّ ضلعٍ في حشاهُ خؤونُ مَنْ جَدّهُ إلاّ الملطّخُ عهدُهُ=بالفتكِ، والأبُ–بعدَه–هارونُ ! بعروقِهِ هدرتْ دماءُ نواصِبٍ=لا يُجْتَنى مِن حنظلٍ زيتونُ ! سَجَنَ الإمامَ بغربةٍ و بخُدعةٍ=بأبي وليُّ العهْدِ وهو سجينُ ! و لكيْ يثبّتَ ركنَ عرْشٍ زائلٍ=ركْنَ الهدايةِ دكّهُ الملعونُ ! هيهاتَ يحيا الظالمونَ بظلمِهم=و يعيشُ ذو الطغيانِ و هو مكينُ لهفي على الأطهارِ في عصرِ الغِوى=مأمونُ يبغي قتلَهم و أمينُ ! وهمُ الذين تنزّلتْ ببيوتِهم=الحمدُ ثمّ تنزّلتْ ياسينُ و بيوتُهم كانتْ محط َّ ملائكٍ=ولَكم إليها قد هفا جبرينُ ! و بودّهم أجر الرسالةِ، إنّها=للمصطفى برقابِنا لديونُ هم للهداية مَتنُها وجناحُها=هم للنجاةِ مِنَ الخضمِّ سفينُ همْ وِلدُ فاطمةِ البتولِ ونورُها=وهمُ لصاحبِ ذي الفِقارِ بنونُ هذا الرضا لهفي عليهِ بغربةٍ=مَكْرٌ يحيطُ بنورِهِ و ظنونُ جاءَ اللعينُ به يسكّنُ ثورة ً=و يسمُّه لمّا الزمانُ يحينُ للهِ سلّمَ راضياً فهو الرضا=الصبرُ فَرْع ٌ و الجذورُ يقينُ بل إنّه اغتنمَ الرئاسةَ ناشِراً=عِلماً بقَلعتِه يُصانُ الدِّينُ و أبانَ أخلاقَ الأميرِ بإمرةٍ=في العقْلِ والإسلامِ كيفَ تكونُ و قضى الحوائجَ لا يمنُّ بِفعْلِها=بلْ إنّه بقضائِها ممنونُ ! في العِيدِ سارَ كجدّهِ متجرّداً=متواضعاً للمسلمينَ يلينُ قطعوا عليه صلاتَه في عِيدِه=خوْفاً على عرشِ الضلالِ يهونُ و غَداةَ أبرمَ ذا اللعينُ جريمة ً=سكنتْ قلوبَ المؤمنينَ شُجونُ و تجدّدتْ أحزانُ آلِ محمّدٍ=هَمَلتْ غزيراً بالدموعِ جفونُ ليستْ مصائبُ آلِ بيتِ محمّدٍ=تأتي عليها أشهرٌ و سنونُ جَلَل ٌ مصائبُهم لأنّ جَلالَهم=فوقَ الجَلالِ و ما تراه عيونُ فنظلّ نبكي لا يجفّ بكاؤنا=مهما توالتْ أعْصر ٌ و قرونُ رَحَلَ الرضا وكأنّ شمساً قد هوَتْ=و عرا الحياةَ تخشّع ٌ و سكونُ لهفي و ذاك السّمُّ يذبحُ كوكباً=فيفيض فوق الثغرِ منه أنينُ لهفي و يُغمضُ عينَه ألَماً و في=أحشائِه جمرُ السُمومِ سَخينُ قَدِم الجوادُ على جَناحِ كرامةٍ=إذ ْ قد دنا لإمامِنا التكفينُ بَكَيا بكاءَ مفارِقٍ و مُودِّعٍ=حتى أظل ّ على الإمامِ يقينُ فتسربلَ الطهرُ الجوادُ بحُزنِهِ=همْ آلُ بيتٍ كلّهم محزونُ و تَحِنُّ فاطمة ٌ لنورِ شقيقِها=فيُقلُّها نحو الشقيقِ حنينُ لمْ تدْرِ أنّ الموتَ سابَقَها وقدْ=سكَنَ الثرى لابنِ الرسولِ جَبينُ عَرفتْ فضجّتْ بالبكاءِ عيونُها=و على الرضا تبكي الدهورَ عيونُ و رأتْ له نعشاً يمثّل موتَهُ=ملأت ْ وُرود ٌ مَتنَه و غصونُ وَقعت ْ عليه تضمّه و تشمّهُ=و أضالعٌ رجفت ْ لها و مُتونُ سبعٌ مضتْ لحقت ْ بهِ محزونة ً=لم ْ يجدِ في آلامِها التسكينُ فهي الغريبةُ والغريبُ شقيقُها=لهما فؤادي مُفجَع ٌ و حزينُ
Testing