شعراء أهل البيت عليهم السلام - من مكة يطوي اليباب المقفرا

عــــدد الأبـيـات
25
عدد المشاهدات
2191
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/10/2009
وقـــت الإضــافــة
10:45 مساءً

من مكةٍ يطوي اليبابَ المُقفِرا = سار الهدى ليحجّ حجّاً أكبرا في كربلاءَ هناك حيثُ مصارعٍ = للحق أجرت للكرامة كوثرا سيم الهدى خسفاً فهبّت أنفسٌ = لوفائها فكرُ الزمان تحيّرا فتقدموا يتنافسون على العلا = فاذا بهم لذرا الخلودِ هم الذرا سبعونَ لم تلدْ المفاخرُ مثلَهم = وهبوا الحياةَ بموتهم كلَّ الورى عشقوا الخلودَ فاغمضتْ أجفانُهم = عن كلّ ما يغري اللبيبَ المُبصرا زَهِدوا بما في الأرضِ حبَّ إمامِهم = فتقدّموهُ إلى الردى وتأخّرا وغدا فريداً وهو سبطُ محمدٍ = لله ما أبدى الضلالُ وأضمرا هذا ابنُ بنتِ نبيّهِمْ يدعوهُمُ = فإذا بهمْ لا يفقهونَ تَجَبُّرا فمضى فأودعَ في المحاجِرِ عَبْرَةً = والثأرُ كم أدمى العيونَ وأسهرا وبكلّ نفسٍ حرقةً وتبرُّماً = وبكلّ قلبٍ جمرَ حزنٍ مُسْعَرا فهوى بوادي الطفّ وحيَ هدايةٍ =جُرْحاً بعينِ الطّهرِ أحمدَ قد جرى يا حاملاً رأسَ الحسينِ على القنا = تطوي الفيافيَ ضاحكاً مستبشرا لا ترفعِ الرأسَ المخضّبَ عالياً = أخشى عليه من النسيم إذا سرى يا مُنزلاً جسمَ الحسينِ بقبرهِ = هلا سقيتَ فؤادَهُ المتفطِّرا؟ إنْ شئتَ نَزْعَ السهمَ من أحشاءِهِ = رفقاً فإنّ لفاطمٍ عيناً ترى رفقاً بأشلاءٍ تناهبت الظبا = أوصالَها والحِقْ بهنَّ الخنصرا واسق الثرى مني بدمعٍ خاضلٍ = فعسى تبلُّ مدامعي ذاك الثرى فلقد قضى ظامٍ بحرِّ ظهيرةٍ = أعياهُ نزفُ جراحِهِ فتكَوّرا من فوق سابحِهِ ولم يَرَ ناصراً = وأبوهُ مَن في الحشر يسقي الكوثرا تعساً لقوم لم يراعوا حرمة = لنبيهمْ في آلهِ خيرِ الورى أجسادُهُمْ فوق الصعيد عوارياً = ورؤوسهم تعلو السّنانَ الأسمرا وحريمُهُمْ من بعد قتلِ رجالِها = من كربلا للشامِ تُسبى حُسَّرا تلكم وصية أحمدٍ في آلِهِ = أم ثأرُ بدرٍ للضغائنِ سجّرا؟ يا صاحبَ العصرِ المدامع تشتكي = سقماً وقلبي لا يطيق تَصَبُّرا
Testing