شعراء أهل البيت عليهم السلام - عند الإشارة ::تكون الطاعة::

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
1831
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/10/2009
وقـــت الإضــافــة
3:14 مساءً

ذاتَ يَوْمٍ مَرَحَ الطُّلابُ مِنْ دونِ حِسابْ = وأَحالُوا غُرْفَةَ الصَّفِّ مِنَ اللَّهْوِ خَرابْ قَلَبُوا الدُّرْجَ عَلى الكُرْسِيِّ والمِصْباحُ ما = سَرَّهُمْ إبْقاءَهُ بَلْ كَسْرُهُ لَذَّ وَطابْ وَتلاشَتْ بَيْنَهُمْ أَبْسَطُ أَخْلاقٍ لَهُمْ = وَتَعالَتْ فيهِمُ بالصَّفِّ أَنْواعُ السِّبابْ وبِهِمْ مَنْ هَمَّ في الخِفْيَةِ عَمْداً للهُرو = بِ وأَخْفَى مَعَهُ أَوْراقَ تَسْجيلِ الغِيابْ فَجْأةً قَدْ دَخَلَ المُشْرِفُ غَضْباناً إلى = ذلك الصَّفِّ أَتَى مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْرِقَ بابْ ورأى ماحَلَّ مِنْ فَوْضاهُمُ مُرّاً فَقا = لَ لَهُمْ: ماخَطْبُكُمْ في اليَوْمِ هذا ياشَبابْ ؟! وَمَضَى يَبْحَثُ عَنْ أَجْوِبَةٍ عَنْ سُؤلِهِ = ورأى الصَّمْتَ عَلى أَوْجُهِهِمْ أَجْلى جَوابْ قَفَزَ البَعْضُ وَقالُوا إِنَّهُ أُسْتاذُنا.. = إنَّهُ أَذْنَبَ إذْ حَضْرَتُهُ في الدَّرْسِ غابْ وَهُنا حَلَّتْ علاماتٌ مِنَ الدَّهْشَةِ في = وَجْهِهِ المُصْعَقِ في حُلَّةِ غَمٍّ واكْتِئابْ "افْتَحوا آذانَكُمْ يانَشْأُ ولْتُصْغوا مَعِي" = هكذا حَدَّثَهُمْ بِدْءاً كَمَنْ يُلْقي خِطابْ إنَّهُ لابُدَّ مِنْ وَقْفَةِ عَدْلٍ هاهُنا = هَلْ لَكُمْ يا إخْوَتِي أَنْ تَقْبَلوا بَعْضَ العِتابْ ؟! مالَكُمْ تُبْدونَ للأُسْتاذِ تَقْديراً مَهي = باً وإنْ غادَرَكُمْ ماعَادَ في النَّفْسِ مُهابْ ؟! ياتُرَى هَلْ هُوَ عِفْريتٌ إذا جاءَ هَرَع = تُمْ إلى الإنْصاتِ ثُمْ إنْ غابَ عِدْتُمْ كالذِّئابْ ؟! أَبَداً كَلا .. فذا الأُسْتاذُ صَنّاعٌ لَكُمْ = ولِتَعْليمِكُمُ الأَخْلاقَ طُولَ العُمْرِ ذَابْ وَهْوَ مِنْ أَجْلِكُمُ أَرْخَصَ وَقْتاً ورَمَى = لَكُمُ راحَتَهُ أَحْرُفَ عِلْمٍ في كِتابْ مَنَحَ الأُمَّةَ نَصْراً في مَيادينِ الثَّقَا = فَةِ لَمْ يَطْلِبْ مَنالاً أَوْ رَجى مِنْها ثَوابْ جَبَلٌ كانَ ولازَالَ .. لَفِي حِكْمَتِهِ = قُبَّةٌ قَدْ ناطَحَتْ مِنْ فُرْطِ عَلْياهَا السَّحَابْ قُبَّةٌ إنْ ماخْتَفَتْ فليَعْتَلينا أَقْصَرٌ = وإذَا بَانَتْ لَنا فَلْتَخْتَفي كُلُّ القِبابْ مُخْطِئٌ مَنْ جاءَ واسْتَصْغَرَ أُسْتاذَاً لَهُ = مُخْطِئٌ مَنْ جاءَ في يَوْمٍ ولِلأُسْتاذِ عَابْ مُخْطِئٌ مَنْ ظَنَّهُ مُنْتَقِماً كان وَلل = نَّيْلِ مِنْ ذاتِ التَّلاميذِ أَتى .. سَنَّ العَذابْ مُخْطِئٌ مَنْ ظَنَّهُ يُرْشِدُكُمْ تَحْتَرِمُو = هُ بِدونِ الجَعْلِ بالإرْشادِ كُلاً مُتَحاب مِهْنَةُ التَّدْريسِ إحْياءٌ لِقُدْراتِكُمُ = لَيْسَتْ اسْتِعْبادَ أَحْرارٍ ولا قَطْعَ رِقابْ إنَّهُ أُسْتاذُكُمْ مَنْ هادَنَ الأَخْطارَ واخْ = تارَ في مَمْشاهُ مالا يُرْتَجى مِنْهُ اقْتِرابْ طَعَنَ الجُهّالَ أَوْفَى الضَّرْبَ في سَوْءاتِهِمْ = فَتَحَ الجَبْهات في وَجْهِهِمُ قَصْدَ الحِرابْ هُوَ مَنْ واكَبَ رَكْبَ العِلْمِ ثُمْ أَلْقى لَنا = أَذْرُعَ المُؤثِرِ كَيْ يُشْرِكَنا ذاكَ الرِّكابْ هُوَ مَنْ سَدَّدَ أَخْطاءاً لَنا في جَهْلِنا = أَوْضَحَ المَسْلَكَ للأُمَّةِ حَقّاً وَصَوابْ فَلَنا فَخْرٌ إذا أَشَّرَ كُلٌّ بالبَنا = نِ لَهُ يَهْتِفُ "أُسْتاذِي" وذا أَيُّ انْتِسابْ ؟! وَلَنا عَارٌ إذا أَنْكَرَ بَعْضٌ لِعَطا = ءٍ لَهُ .. مافازَ مِنْهُمْ ذاكَ.. والنّاكِرُ خابْ شِئْتَ تَسْتَصْغِرُهُ ! فاجْلُبْ لَنا مِنْ عِلْمِكَ ال = دافِقِ اسْتَرْسِلْ لَنا يا أَعْلَمَ الخَلْقِ انْتِجابْ أَنْتَ بَلْ كُلُّ مَنِ اسْتَصْغَرَ ذاكَ المُقْتَدَى = مَعَهُ فَلْيَصْطَحِبْ أَقْوى البَراهينِ اصْطِحابْ سَيَرَى كُلَّ البَراهينِ أَفاعٍ ضِدَّهُ = وَيَرى فِكْرَتَهُ بَيْنَ أَفاعِيهِ غُرابْ وَهْوَ يَسْتَجْدي مَفَرّاً مِنْ أَعاجيبِ الحَقي = قَةِ .. مايَدْنو بِهِ مِنْ شِبْرٍ احْتاجَ اجْتِنابْ أَأَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ ذاكَ المُرَبّي؟ بَعْدَما = نَفَدَ العُمْرُ بِهِ وَهْوَ مُذِلٌّ للصِّعابْ أَأَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ ذاكَ المُرَبّي؟ وَهْوَ مَنْ = ما ارْتأى يَوْماً عَنْ المَيْدانِ شَوْطاً لانْسِحابْ أَمِنَ المُنْصِفِ أَنْ أنْسِفَ مايَبْنيهِ في = لَحْظَةٍ .. أنْظُرُ شَلالَ عَطَاياهُ سَرَابْ ؟! في ثَوانٍ يَعْدِلُ النّاكِرُ عَنْ حُكْمٍ لَهُ = ثُمَّ يَقْضي بالرَّدى في نَفْسِهِ .. فَهْوَ العِقابْ ! اِنْتَهى ماقالَهُ المُشْرِفُ والطُّلابُ في = بَسْمَةٍ كُلٌّ بِهِمْ عَمّا جَنى في الصَّفِّ تابْ وَبِنَفْسٍ أَذْنَبَتْ قَدْ قَرَّ كُلٌّ مِنْهُمُ = قائِلاً: سَمْعاً .. وماقُلْتَ مُطاعٌ وَمُجابْ خَتَمَ المُشْرِفُ للوَعْظِ بِشُكْرٍ وَمَضى = خارِجَ الصَّفِّ الذي أَنْهى بِهِ فَصْلَ الخِطابْ أَغْلَقَ البابَ ومامَرّت ثَوانٍ فاعْتَلى = صَوْتُهُمْ .. ياللأَسى .. عادوا إلى اللَّهْوِ الشَّبابْ !! محمد جعفر النايم بمناسبة يوم المعلم العالمي
Testing