شعراء أهل البيت عليهم السلام - موكب الشهداء

عــــدد الأبـيـات
48
عدد المشاهدات
3457
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/09/2009
وقـــت الإضــافــة
2:29 صباحاً

قد يَغلبُ الوجدَ يوماً أُنسج بلال=نَعم و ينثُر دَمعَ الحُزنِ أحيانا فأجلُب بأوجِهها هذا الدهُرِ مُنهزمٍ=ما دُمتَ تتطلبُ الأفراحَ خُرسانا الهمُ مُرتصدٌ .. و السقمُ مُطَرِدٌ=و أنتَ غافٍ بعينِ الموتِ يقضانا و فلا يُهيجُكَ لو فارقت ذا رحِمٍ=طَيفِ الهُمومِ و خُذ ما نابَ إهوانا فأنتَ خَلفَ سرايا البينِ مُرتحلٌ=بِحيثُ تحطوا تَحطوا الرَحلُ عُريانا فدع غُروركَ ما أخطاكَ ذو قَنصٍ=قد أنشبَ الظِفرَ بالأرواحِ غرسانا لِقائُكَ الغدرُ المحتوم مُنتَجَزٌ=أطبلتَ جَراً أم استدبرتَ إجبالا فأشمخ بأنفِكَ لا تخشى قوائِلهُ=ما كانَ طولُكَ أن تصتدَ ما كانا إن المنيةَ كأسٌ من أوئليهِ=ضُقتَ اجتراعكَ أم أُخرها سيانا هذهِ شَبيبةُ بحرينُ الحُسينِ=على صهوة المنونِ أقامُ المجدَ فُرسانا لما رأوها عروسٍ زان مَشَهدُها=مالوا لمُهرتِها بالروحِ عُرسانا و أنبتوا زهرةَ الياقوتِ من دَمهمٍ=تئولُ في قصباتِ النورِ أغصانا و أزهرُ فلكٍ في قُبةٍ ملكت=وجهَ السماءِ بنورٍ شَعَ إيمانا رأيتهم في سماء العزِ شُهبَ هُدىٍ=يرمي بها اللهُ زيقاً مَسَ شيطانا و خِلتَهم بِدجاجِ الأرضِ قد رَكَزوا=ذِكراً آبى الدَهرُ أن يَطويهِ نِسينا ضَعِ العِمامةَ يا شَيخي إذا ذُكِرُ=فأنهم في علوا الفضلِ أعلانا و أنزل بِخدِكَ في تُربانَ مَدفَنِهم=و أخضِب بهائكَ دونَ الشيبِ تُربانا و أنشق روائحَ طِيبِ الخُلدِ من دَمِهم=فقد توردَ بالفردوسِ ريحانا هذا أتاها مِنَ البحرينِ مُذبحاً=و ذاكَ مُنقصِفَ الوجناتِ من غانا و مِنْ فلسطينا أبنُ الأرضِ أدركهم=مُفجرٌ في بيني صهيونَ جُثمانا و أبنُ العِراقِ لهولِ النائباتِ بهِ=قد عانقَ الحُورَ حَرَ القلبِ غضبانا نَظرتُهم بِظنونِ الشوقِ رِيحهمُ=مُسكٌ و حِليتهم بالدمِ أكفانا شّدو بِقاعاً و حقُ اللهِ جَمَعهم=فكُلهم قد فداء دينٍ و أوطانا تَقابلُ في جِنانِ الخُلدِ في سُرُرٍ=من دونِ غلاً كما في الذكرِ إخوانا نعم و كانَ عليهم أبنُ فاطمةٍ=أبو الطفوفِ يقودُ الركبَ رُبانا إذ كانَ أعلى ضحايا الحقِ مَنزلةٍ=و كان أعلى شهيدٍ في الورى شانا سألتهُ من أحبُ المؤمنينَ لكم=أجابَ مُستشهداً في اللهِ يَهونا فقلتُ سمي فَدتكَ النفسُ لي مَثلاً=و قالَ صدرٌ بجنبِ الشطِ فدانا أوفى لإعراقِ آباءٍ لهُ نَطحت=و عهدُها في لُهاةِ الموتِ قد صانا رُوحُ الفداءِ مِنَ العَباسِ أدركها=و مِثلهُ خرَ عُطشانٍ بِسُقيانا و أُختهُ ورِثت أرزاءَ بنتُ أبيه=عَقيلةُ الطفِ واستها و واسانا جسمٌ مِنَ العلمِ روحٌ فيهِ من فكرِ=و كُلُ عضوٍ بهِ للهِ والانا قد أخرجوهُ مِنَ التَرباءِ مُعجزةٍ=من بعدِ عقدينِ قضَ العُودِ رَيانا لكي يكونَ رَسُخاً عِندَ شيعَتِنا=بأنَ أكرمَ خلقِ اللهِ قَتلانا و كُلُ مُستَشهدٍ يغلوا بِموقفهِ=فكانَ أغلى ذوي الوقفاتِ أثمانا كَانَ العِراقَ ضَميمٍ في عباءتهِ=حتى إذا قامَ قامَ القُطرُ إنسانا و كانَ كُلُ ضَميرِ الشعبِ مُجتَمعٍ بقلبهِ=فأستوى للشعبِ وِجدانا صرِح خَيالكَ في علياءَ بَغوتهِ=يَرتَدُ طَرفُكَ لو أبصرتَ إعيانا حتى ترى بعيونِ القلبِ موضِعَهُ=فَوقَ البرايا و دونَ العِترةِ شانا و اللهِ لو شائتِ الأقدارُ تَكملةً=من بعدِ مهديِّ آلِ المُصطفى كانا هذا غُلوٌ لحاكَ اللهُ عادِلنا=ما دُمتَ أعمى فلن تَستحسِنَ الدانا هذا شَفيعي ثناءٌ شدَ قافيهُ=في طوقِ فضلِكَ يومَ الحشرِ أرسانا فَكيفَ تَحرقُ نارَ اللظى رجُل=في قلبِهِ حُبَ طه و أبنَ عِمرانا لو سألتني أصحابُ الشواء ثَمِلٍ=بأي أهلِ الهوى قد تِهتَ سُكرانا فقلتُ إني بآلِ البيتِ قد هلكت نفسي=ودادٍ و تاهَ القلبُ هيمانا و ما أصَدَ الهوى عني لظى سَقرٍ=جاوزتُ فيهِ إلى الأحبابِ عِدوانا أليسَ ذلِكَ يُخلي المُصطفى خَجِلٍ=و اللهُ يأبى إلى المُختارِ خُجلانا لذاكَ حُزنا بِما نهوى و قد خسرت=أعداءُ رسولُ اللهِ خُسرانا
Testing